ميناء جبل علي يحقق رقمًا قياسيًا في مناولة الشحنات السائبة ويعزز مكانته التجارية العالمية
يشهد ميناء جبل علي، القلب النابض للتجارة في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحد أهم موانئ العالم، تطورات متسارعة تعزز من مكانته كمركز لوجستي عالمي. في إنجاز تاريخي، سجل الميناء أداءً استثنائياً في أكتوبر 2025 بتحقيق رقم قياسي جديد في مناولة الشحنات السائبة بلغ 630 ألف طن متري، وهو الأعلى منذ حوالي عقدين. يعكس هذا الإنجاز قوة الاقتصاد الإماراتي المتنامي ودوره المحوري في حركة التجارة العالمية، بالإضافة إلى كفاءة الميناء وقدرته على تلبية احتياجات السوق المتزايدة. هذا النمو يمثل علامة فارقة في مسيرة الميناء، ويعزز من ثقة الشركات العالمية في قدراته.
نمو ملحوظ في مناولة الشحنات السائبة: مؤشر على التوسع الصناعي
على الرغم من النمو المستمر الذي شهده ميناء جبل علي على مدار العقد الماضي في مناولة الحاويات، والشحنات السائبة، والبضائع غير المجزأة، وبضائع الدحرجة، إلا أن هذا الرقم القياسي الجديد يحمل دلالات أعمق. فهو يعكس بشكل مباشر التوسع الكبير في الأنشطة الصناعية والإنشائية داخل المنطقة وخارجها. يشير هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب على المواد الخام والمعدات الثقيلة اللازمة لتنفيذ المشاريع الضخمة التي تشهدها دولة الإمارات ودول الخليج.
العوامل الرئيسية وراء هذا الإنجاز
يعود هذا الأداء المتميز إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها الزيادة الكبيرة في واردات الحديد والصلب، وهي مواد أساسية في مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل الخط الأزرق لمترو دبي، وتوسعة مطار آل مكتوم الدولي، وغيرها من المشاريع الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، شهدت صادرات السكر نموًا ملحوظًا، مما ساهم بشكل كبير في زيادة حجم الشحنات السائبة التي يمر عبر الميناء.
إن هذه الزيادة في الطلب تعكس رؤية دولة الإمارات الاستراتيجية في تنويع اقتصادها والاستثمار في قطاعات جديدة، مما يفتح آفاقاً واسعة للنمو والتطور في قطاع الخدمات اللوجستية.
ميناء جبل علي كركيزة أساسية للتجارة العالمية
يعزز هذا الإنجاز مكانة ميناء جبل علي كمركز حيوي للتجارة العالمية. فبعد الأداء القوي الذي حققه الميناء خلال عام 2024، حيث ارتفعت مناولة البضائع السائبة بنسبة 23% لتصل إلى 5.36 مليون طن متري، يؤكد هذا الرقم الجديد استمرار قوة القاعدة الصناعية في دولة الإمارات. ولم يعد الميناء مجرد نقطة عبور للبضائع، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا في دعم نمو الشركات وتوسيع أعمالها.
قال شهاب الجسمي، رئيس الشؤون التجارية للموانئ والمحطات في “دي بي ورلد” دول مجلس التعاون الخليجي، في تعليقه على هذا الإنجاز: “إن هذا الإنجاز يعكس الثقة الكبيرة التي تضعها الشركات في ميناء جبل علي بصفته من أكثر بوابات الشحن اعتمادية في المنطقة، ويؤكد النمو المتواصل في أحجام المناولة دورنا في مساعدة متعاملينا على تلبية الطلب المتزايد على مشاريع البنية التحتية، مع الحفاظ على كفاءة ومرونة سلاسل التوريد. ومع استمرار دولة الإمارات في الاستثمار بقطاعات البنية التحتية والصناعة والخدمات اللوجستية، نواصل التزامنا بتطوير قدراتنا، وتعزيز حلولنا التقنية، ودعم مبادرات الاستدامة بما يسهم في تحقيق نمو طويل الأمد.”
دور “جافزا” والحلول اللوجستية المتكاملة
لا يمكن الحديث عن نجاح ميناء جبل علي دون الإشارة إلى دور منطقة جافزا الحرة (Jebel Ali Free Zone) المتكاملة. فمن خلال توفير بيئة أعمال محفزة ومرافق عالمية المستوى، تجذب جافزا الشركات العالمية وتساهم في زيادة حجم التجارة عبر الميناء. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرات “دي بي ورلد” اللوجستية الممتدة عبر سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية تضمن سلاسة حركة البضائع والشحنات المعقدة في جميع مراحل النقل والتسليم. هذه المنظومة المتكاملة تجعل من ميناء جبل علي خيارًا مفضلًا للشركات التي تبحث عن حلول لوجستية فعالة وموثوقة.
التطور المستمر لميناء جبل علي: نحو مستقبل أكثر إشراقاً
يستمر ميناء جبل علي في تطوير موقعه كأحد أبرز الموانئ متعددة الأغراض على مستوى العالم. فخلال العقد الماضي، حافظ الميناء على أداء قوي عبر فئات متعددة من البضائع، بما في ذلك الحاويات، وبضائع الدحرجة، والشحنات المتنوعة. ويُظهر الرقم القياسي الأخير اتساع النمو في مناولة مختلف أنواع البضائع، مما يؤكد قدرة الميناء على التكيّف بسرعة مع التغيرات في سلاسل التوريد العالمية.
بالنظر إلى المستقبل، يضع ميناء جبل علي نصب عينيه تحقيق المزيد من الإنجازات والارتقاء بمستوى خدماته لتلبية الاحتياجات المتزايدة للعملاء. من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير البنية التحتية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، يواصل الميناء تعزيز مكانته كمركز تجاري لوجستي عالمي، يساهم بشكل فعال في تحقيق الرخاء الاقتصادي لدولة الإمارات.
الخلاصة، يمثل تحقيق ميناء جبل علي لرقم قياسي في مناولة الشحنات السائبة إنجازًا بارزًا يعكس قوة الاقتصاد الإماراتي وقدرة الميناء على التكيف مع التغيرات العالمية. هذا الإنجاز يؤكد على أهمية الاستثمار في البنية التحتية والخدمات اللوجستية لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة. ندعوكم لمتابعة آخر التطورات في ميناء جبل علي والتعرف على الخدمات المتميزة التي يقدمها لعملائه.