يبدأ المنتخب الفلسطيني للناشئين رحلته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا تحت 17 عامًا، بمواجهة صعبة أمام نظيره الهندي، صاحب الأرض والجمهور، يوم غد السبت الموافق 22 نوفمبر 2025. هذه المواجهة تمثل بداية مهمة للمنتخب الفلسطيني الذي يطمح في حجز مقعد له في النهائيات التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية في عام 2026. يركز هذا المقال على استعدادات المنتخب الفلسطيني، التحديات التي واجهها، وتحليله للمنتخب الهندي، بالإضافة إلى تفاصيل التصفيات والفرق المتأهلة مسبقًا.
استعدادات المنتخب الفلسطيني للتصفيات الآسيوية
أكد المدير الفني للمنتخب الوطني الفلسطيني للناشئين، محمد الشربجي، في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبيل المباراة، أن بعثة الفريق وصلت إلى الهند وهي عازمة على المنافسة بقوة على بطاقة التأهل للنهائيات. وأشار إلى أن اللاعبين يتمتعون بانسجام متزايد وطموح كبير لتقديم أفضل ما لديهم وتمثيل فلسطين بأفضل صورة ممكنة.
معسكرات تدريبية وبطولات ودية
على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة الفلسطينية، والتي تشهد توقفًا كاملاً للرياضة الرسمية منذ عامين، إلا أن المنتخب لم يستسلم. قام الفريق بالمشاركة في بطولة غرب آسيا التي استضافتها الأردن، بالإضافة إلى معسكر تدريبي في المالديف تخلله لقاءان وديان. هذه المشاركات ساهمت بشكل كبير في رفع جاهزية اللاعبين وتعويض نقص المباريات الرسمية.
تحديات السفر والإرهاق
لم تخلُ رحلة المنتخب الفلسطيني إلى الهند من الصعوبات والتحديات. واجهت البعثة تعقيدات في إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول في مطار دلهي الدولي، مما أدى إلى تأخر وصولها إلى مقر الإقامة في أحمد آباد لمدة 30 ساعة.
هذا الإرهاق الشديد أثر على الفريق، حيث لم يتمكن كابتن الفريق، أحمد فيصل، من حضور المؤتمر الصحفي. ومع ذلك، أكد الشربجي أن الطاقم الفني سيعمل على تطبيق جلسات استشفاء مكثفة للاعبين خلال الساعات القليلة المقبلة، بهدف استعادة لياقتهم البدنية والنفسية قبل مواجهة الهند.
تحليل للمنتخب الهندي
وصف المدير الفني محمد الشربجي المنتخب الهندي بأنه فريق منظم يمتلك لاعبين يتمتعون بقدرات فردية عالية. وأضاف أن الجهاز الفني قام بدراسة متأنية للمنافس، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف، والعمل على استغلالها لصالح المنتخب الفلسطيني.
من المتوقع أن يلعب المنتخب الهندي بضغط عالٍ واستغلال عاملي الأرض والجمهور، لذلك سيحتاج المنتخب الفلسطيني إلى التركيز على الدفاع المتين والتحولات السريعة للهجمات المرتدة.
نظام التصفيات والفرق المتأهلة
تقام التصفيات الآسيوية بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة، حيث يتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات البطولة. يقع المنتخب الفلسطيني في المجموعة الرابعة، والتي تضم أيضًا منتخبات إيران والصين تايبيه ولبنان.
بالإضافة إلى المتأهلين من التصفيات، سينضم إلى النهائيات تسعة منتخبات آسيوية تأهلت تلقائيًا، وهي المنتخبات التي مثلت القارة في كأس العالم تحت 17 عامًا – قطر 2025. وتشمل هذه المنتخبات: قطر، والسعودية، وأوزبكستان، وكوريا الجنوبية، وكوريا الشمالية، واليابان، وطاجيكستان، والإمارات، وإندونيسيا.
طموحات الفدائي الفلسطيني
على الرغم من التحديات والإرهاق، إلا أن الشربجي أكد أن تمثيل فلسطين يمثل شرفًا عظيمًا، وأن اللاعبين سيقاتلون من أجل تحقيق أحلامهم وآمال شعبهم. التصفيات الآسيوية فرصة ذهبية لإظهار قدرات الشباب الفلسطيني في كرة القدم، وإعادة الأمل إلى قلوب المشجعين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الرياضة الفلسطينية.
مستقبل الكرة الفلسطينية
يشير الشربجي إلى أن توقف الرياضة في فلسطين لمدة عامين يمثل عقبة كبيرة أمام تطوير اللاعبين. ومع ذلك، فإن المشاركة في هذه التصفيات والبطولات الإقليمية تعتبر خطوة مهمة نحو استعادة الزخم وتطوير الكرة الفلسطينية. الاستثمار في الناشئين وتوفير بيئة تدريبية مناسبة لهم هو مفتاح النجاح في المستقبل.
ختامًا
يمثل انطلاق التصفيات الآسيوية للمنتخب الفلسطيني للناشئين بداية رحلة مليئة بالتحديات والطموحات. الاستعداد الجيد، الروح القتالية، والدعم الجماهيري هي عوامل أساسية لتحقيق النجاح والتأهل إلى نهائيات كأس آسيا تحت 17 عامًا في السعودية عام 2026. نتمنى للفدائي الفلسطيني كل التوفيق في مهمته الصعبة، وأن يرفعوا اسم فلسطين عاليًا في المحافل القارية. تابعوا معنا آخر المستجدات والتغطيات الخاصة بمباريات المنتخب الفلسطيني في هذه التصفيات الهامة.
