في سياق تعزيز الشمول المالي وحماية حقوق العمال في دولة الإمارات العربية المتحدة، أعلن المصرف المركزي عن تعديلات مهمة في نظام حماية الأجور. تهدف هذه التعديلات، التي جاءت بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتوطين، إلى ضمان وصول رواتب العمال بشكل كامل وفي الوقت المحدد، مع توفير آليات فعالة لتسوية أي خلافات أو خصومات قد تطرأ. يأتي هذا الإعلان ليؤكد التزام الدولة بتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة لجميع العاملين.
تعزيز نظام حماية الأجور: خطوات جديدة نحو الشفافية والعدالة
أكد سيف الظاهري، مساعد محافظ المصرف المركزي للعمليات المصرفية والخدمات المساندة، أن إعادة تصميم نظام حماية الأجور تأتي استجابةً للدراسات المتعمقة التي أجراها المصرف المركزي. أوضح الظاهري خلال قمة قادة الشمول المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2025، أن النظام الجديد يعمل بشكل فوري على إشعار وزارة الموارد البشرية والتوطين بمجرد إيداع راتب العامل. هذا الإجراء يضمن تدخل الوزارة السريع في حال وجود أي مخالفات، مثل الخصومات غير المبررة أو التأخير في الدفع، مما يحمي حقوق العامل بشكل مباشر.
دور وزارة الموارد البشرية والتوطين في التطبيق
تلعب وزارة الموارد البشرية والتوطين دورًا حيويًا في تطبيق هذا النظام، حيث تتولى مهمة التحقق من دقة مدفوعات الرواتب واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة وجود أي تجاوزات. هذا التعاون الوثيق بين المصرف المركزي والوزارة يعكس حرص الحكومة على توفير منظومة شاملة لحماية حقوق العمال وتعزيز الشفافية في سوق العمل.
ارتفاع نسبة التحويلات المالية للعمال وأهمية خفض التكاليف
أظهرت دراسات المصرف المركزي أن نسبة كبيرة من العمال، تصل إلى 80%، يقومون بتحويل رواتبهم مباشرةً إلى عائلاتهم. انطلاقًا من هذا الواقع، يركز المصرف المركزي على تقليل تكاليف هذه التحويلات قدر الإمكان، بهدف تمكين العمال من توفير جزء من دخلهم. هذا التوفير يعزز قدرتهم المالية ويساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
بطاقة “جيون” ودورها في تسهيل المدفوعات المحلية
بالإضافة إلى تسهيل التحويلات المالية، أكد الظاهري على أهمية بطاقة “جيون” كأداة دفع محلية فعالة. تعتبر هذه البطاقة نظامًا متطورًا يتيح للعمال إجراء عمليات الشراء والدفع بسهولة وأمان داخل الدولة، مما يعزز مشاركتهم في الاقتصاد المحلي. تعتبر “جيون” خيارًا قويًا للعمال الذين يفضلون الاحتفاظ بأموالهم داخل الإمارات.
تكافؤ الفرص في الخدمات المالية: مبدأ أساسي في دولة الإمارات
شدد المصرف المركزي على مبدأ تكافؤ الفرص في الوصول إلى الخدمات المالية لجميع الأفراد، بغض النظر عن مستوى دخلهم. تم اتخاذ قرار مبدئي بأن يحصل جميع الأفراد، سواء كانوا يتقاضون 1000 درهم أو مليون درهم، على نفس مستوى الوصول إلى الخدمات المصرفية والمالية المتوفرة في دولة الإمارات. يتعلق هذا بشكل خاص بفئة العمال (التي تُعرف أحيانًا بـ “اللون الأزرق”)، حيث تسعى الدولة جاهدةً لتضمينهم ماليًا.
دمج فئة العمال في المنظومة المالية الرقمية
تهدف هذه السياسة إلى دمج جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك العمال، في المنظومة المالية الرقمية، وتوفير الأدوات والخدمات التي تمكنهم من إدارة أموالهم بفعالية. هذا يشمله توفير الحسابات البنكية، والمحافظ المالية، وخدمات الدفع الإلكتروني، بالإضافة إلى برامج التوعية المالية.
انتشار الخدمات المصرفية بين العمال ومستقبل الشمول المالي
أظهرت الإحصائيات أن 72% من عمال “اللون الأزرق” يمتلكون حسابات مصرفية ويتسلمون رواتبهم من خلال نظام حماية الأجور. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك العديد منهم محافظ مالية أو يستفيدون من خدمات مالية أخرى. هذا الانتشار الواسع يعكس الجهود المبذولة لتحقيق الشمول المالي، ويؤكد على وجود بنية تحتية مالية قوية وناضجة في دولة الإمارات.
نظام مالي متكامل يلبي احتياجات الجميع
أشار الظاهري إلى أن الإمارات تتمتع بنظام مالي متكامل يوفر مجموعة واسعة من الخدمات المصرفية والمالية المتنوعة، بالإضافة إلى تمويل يلبي احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء. هذا النظام يعتبر أساسًا لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتحسين مستوى المعيشة للجميع. حماية الأجور هي جزء أساسي من هذا النظام المتكامل.
في الختام، تؤكد التعديلات الأخيرة على نظام حماية الأجور في دولة الإمارات التزامها الراسخ بحماية حقوق العمال وتعزيز الشمول المالي. من خلال التعاون الوثيق بين المصرف المركزي ووزارة الموارد البشرية والتوطين، وتسخير التكنولوجيا المالية المبتكرة، تسعى الدولة إلى توفير بيئة عمل عادلة ومستقرة، وتمكين جميع الأفراد من الاستفادة من الخدمات المالية المتاحة. ندعوكم لمتابعة التحديثات المتعلقة بالخدمات المالية في الإمارات وكيفية الاستفادة منها.
