فقدان وزارة العدل الأميركية لآلاف المحامين ذوي الخبرة: أزمة توظيف وتأثيرات على العدالة
فقدت وزارة العدل الأميركية آلاف المحامين ذوي الخبرة منذ بداية ولاية الرئيس دونالد ترامب الحالية، ولم يتم ملء سوى جزء بسيط من الوظائف الشاغرة. تعثرت العملية بسبب نقص المرشحين المؤهلين، والتأخيرات البيروقراطية وتجميد التوظيف.
أسباب نقص المرشحين المؤهلين
عمل نحو 10 آلاف محامٍ، وعدد من القضاة، في وزارة العدل وفروعها، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، خلال العام الماضي. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن نحو 5500 شخص – ليسوا جميعهم محامين – قد استقالوا من الوزارة أو طُردوا أو قبلوا عرض إنهاء الخدمات الذي قدّمته إدارة ترامب. لم تُقدّم وزارة العدل الأميركية تفاصيل عن حالات ترك المحامين للوزارة، لكن المسؤولين لم ينكروا وجود شواغر على نطاق واسع.
تأثير نقص المحامين على العدالة
تعكس معاناة وزارة العدل في ملء الشواغر تحولاً جذرياً بالنسبة لوكالة إنفاذ القانون، التي لطالما جذبت خريجين متفوقين من كليات الحقوق والمكاتب القانونية الأعلى تصنيفاً في البلاد. قال العديد من الأشخاص المطلعين على هيئات الطلاب في كليات الحقوق المرموقة وعملية التوظيف في الوزارة، إن نسبة الخريجين الجدد من مختلف الأطياف السياسية الذين يتقدّمون للوظائف في وزارة العدل، قد انخفضت بشكل حاد. واجهت الوزارة صعوبة في العثور على مرشحين مؤهلين لشغل الوظائف الشاغرة.
تغييرات في عملية التوظيف
يتجه المتقدّمون الآن إلى وظائف في حكومات الولايات، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد المرشحين المؤهلين لشغل مناصب في مكاتب المدعين العامين للولايات. قال العميد السابق لمركز القانون في جامعة جورجتاون، ويليام تريانور: “لقد كانت وزارة العدل تاريخياً أحد أكثر الأماكن جاذبية لخريجي جامعة جورجتاون”. وأضاف تريانور، الذي استقال من منصبه رئيساً لكلية الحقوق هذا الصيف ويعمل الآن أستاذاً فيها: “ما نراه هو انخفاض كبير في عدد المتقدمين”.
تأثيرات سياسية على التوظيف
بالنسبة للبعض، يُعدّ انخفاض عدد المرشحين الذين تخرجوا في كليات الحقوق الرائدة، مثل جورجتاون وييل وهارفارد، خبراً ساراً. انتقد الجمهوريون والديمقراطيون مجال القانون باعتباره نخبوياً للغاية. هاجمت إدارة ترامب مراراً موظفي وزارة العدل، باعتبارهم ليبراليين للغاية، وعرضة لتقويض سلطة الرئيس. كتب إد مارتن، الذي كان حينها المدعي العام بالنيابة في العاصمة، رسالة إلى تريانور يقول فيها، إن مكتبه لن ينظر في توظيف أي شخص من كلية حقوق تطبّق ما تعتبره إدارة ترامب سياسات التنوع والمساواة والاندماج.
إعادة تشكيل القوى العاملة في وزارة العدل
إذا تمكنت إدارة ترامب من شغل معظم الوظائف الشاغرة في الوزارة، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة تشكيل القوى العاملة فيها بشكل جذري. يميل المتقدّمون الآن إلى أن يكونوا أكثر تحفظاً، ويتوافقون أيديولوجياً مع الرئيس. قال الأشخاص المطلعون على عملية التوظيف، إن المرشحين الحاليين للتوظيف في وزارة العدل، من المرجح أن يكونوا ذوي خلفيات سياسية أكثر من المعتاد في الماضي.
استنتاج
تواجه وزارة العدل الأميركية أزمة توظيف حادة، حيث فقدت آلاف المحامين ذوي الخبرة ولم تتمكن من ملء الوظائف الشاغرة. تعكس هذه الأزمة تحولاً جذرياً في وكالة إنفاذ القانون، وتثير مخاوف بشأن تأثيراتها على العدالة في الولايات المتحدة. من الضروري أن يتمكن المسؤولون من معالجة هذه الأزمة وضمان توظيف كوادر مؤهلة لضمان استمرارية العدالة في البلاد.
