في ظل تصاعد التوترات وتدهور الأوضاع الإنسانية، بعث الوزير رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، برسائل عاجلة إلى القيادة الأممية، مسلطًا الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني. هذه الرسائل، الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، تفضح ممارسات إسرائيل القائمة بالاحتلال، وتدعو إلى محاسبتها على جرائمها المتواصلة. يركز هذا المقال على تفاصيل هذه الرسائل، وتأثيرها المحتمل على الجهود الدولية لحماية حقوق الفلسطينيين وتحقيق السلام العادل. الانتهاكات الإسرائيلية تشكل محورًا رئيسيًا للقلق الدولي المتزايد.
تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية: رسالة عاجلة من فلسطين إلى الأمم المتحدة
أكد الوزير رياض منصور في رسائله على استمرار إسرائيل في ارتكاب اعتداءات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حملات الاستيطان والتطهير العرقي والتحريض في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. هذه الانتهاكات، كما أشار منصور، تتم في ظل إفلات إسرائيل التام من العقاب، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لعملية السلام وجهود تحقيق الاستقرار في المنطقة. الوضع الحالي يمثل خرقًا صارخًا ومنهجيًا لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2803 واتفاق وقف إطلاق النار.
تزايد الإرهاب والاستيلاء على الأراضي
تتضمن الرسائل تفصيلاً لزيادة وتيرة إرهاب المجتمعات الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وتدمير الممتلكات. تحت قيادة حكومة إسرائيلية، وفقًا لرسائل منصور، يتم المضي قدمًا في نزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني، والإعلان صراحة عن خطط لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين قسراً، ومنعهم من ممارسة حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. هذه السياسات تثير قلقًا بالغًا بشأن مستقبل الفلسطينيين وحقوقهم الأساسية.
أنشطة استيطانية غير قانونية وتصعيد في القدس الشرقية
أشار منصور إلى التصعيد الحاد في الأنشطة الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وهو ما يمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن 2334، بالإضافة إلى الآراء الاستشارية الصادرة عن محكمة العدل الدولية. كما نوّه إلى اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد القرى الفلسطينية، بحماية قوات الاحتلال، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، وإحراق المنازل والمركبات، وتدمير الأراضي الزراعية.
حملات الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة
تتضمن الرسائل أيضًا إدانة لحملات الاعتقال التعسفي التي تشنها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، وسوء معاملتهم، بما في ذلك التعذيب والإهمال الطبي. وقد أدى ذلك، حسبما ذكر منصور، إلى استشهاد ما يقرب من 100 معتقل منذ أكتوبر 2023. هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتدهور بشكل مستمر.
استهداف الأونروا وتهديدات الضم في غزة
أدان منصور بشدة الاعتداء على مقر الأونروا في 8 ديسمبر، واصفًا إياه بانتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، والرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية. كما نوّه إلى استمرار التهديدات والمخططات الإسرائيلية لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة، بما في ذلك تصريحات حول “الخط الأصفر” كحدود جديدة، وهو ما يمثل انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي.
عرقلة المساعدات الإنسانية والكارثة في غزة
أشار منصور إلى استمرار إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقييد وصول الأمم المتحدة ووكالاتها، في وقت يواجه فيه سكان القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتجلى في المجاعة وسوء التغذية وانهيار المنظومة الصحية، وحرمان مئات الآلاف من المأوى. هذا الوضع يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً لإنقاذ حياة المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية.
حصيلة الضحايا والدعوة إلى الحماية الدولية
أفاد منصور بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من 38,300 فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال، وأصابت أكثر من 1,000 آخرين في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار. كما بلغت حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء عدوان الإبادة الجماعية الإسرائيلي على غزة 70,373 شهيدًا، و171,079 جريحًا، بالإضافة إلى أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا في الضفة الغربية. الوضع في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
نحو حل عادل وشامل
في الختام، جدد الوزير رياض منصور الدعوة إلى المجتمع الدولي لبذل كافة الجهود اللازمة للحفاظ على وقف إطلاق النار وتوسيعه ليشمل كامل قطاع غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وضمان توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب. إن تحقيق حل عادل ودائم وسلمي يتطلب احترام حقوق الفلسطينيين المشروعة، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير واستقلال دولة فلسطين. هذه الرسائل تمثل صرخة استغاثة من الشعب الفلسطيني، وتأكيدًا على التزامه بالنضال من أجل حريته وكرامته.


