في خضم التطورات المتسارعة للأحداث في فلسطين، يظل موقف حركة حماس من المقاومة الفلسطينية ثابتًا وراسخًا. أكد القيادي في الحركة، أسامة حمدان، أن المقاومة ليست مجرد خيار تكتيكي، بل هي قرار وطني وشعبي خالص، يعبر عن إرادة الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم المشروعة. هذا التصريح، الذي جاء في لقاء مع قناة “الجزيرة مباشر”، يمثل تأكيدًا على التمسك بحق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
المقاومة الفلسطينية: حق أصيل وشعبي
شدد حمدان على أن المقاومة الفلسطينية ليست حكرًا على حركة حماس، بل هي تعبير عن إجماع وطني واسع. وأوضح أن الشعب الفلسطيني يرى في المقاومة السبيل الوحيد لتحقيق الحرية والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده. هذا التأكيد يهدف إلى إبراز الطابع الشعبي للمقاومة، وتجاوز أي محاولات لتصويرها على أنها عمل إرهابي أو نشاط يقتصر على فصيل معين.
الخروقات الإسرائيلية وتأثيرها على الهدنة
أشار حمدان إلى أن الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار قد أسفرت عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني منذ إبرام الاتفاق، أغلبهم من النساء والأطفال. هذه الإحصائية المروعة تلقي الضوء على حجم المعاناة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني، وتؤكد على ضرورة محاسبة الاحتلال على هذه الجرائم. كما أكد حمدان أن الحركة تحتفظ بحقها الكامل في الرد على هذه الخروقات، مشددًا على أن الصمت على هذه الانتهاكات يعني تشجيع الاحتلال على مواصلة عدوانه.
تكريم الشهداء والسعي نحو الوحدة الفلسطينية
أشاد حمدان بالشهيد رائد سعد، واصفًا إياه بأنه رمز للنضال والتضحية. وأكد أن تضحياته تمثل نموذجًا يحتذى به في الدفاع عن القضية الفلسطينية والأرض والوطن. هذا التكريم للشهداء يهدف إلى إلهام الأجيال القادمة، وتعزيز روح المقاومة والصمود في وجه الاحتلال.
بالإضافة إلى ذلك، أكد حمدان وجود رغبة وطنية فلسطينية جادة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة. وأوضح أن الاحتلال لا يريد للفلسطينيين أن يتوحدوا أو يتفقوا، بل يسعى إلى إبقاءهم منقسمين وضعفاء. هذا التشديد على الوحدة الفلسطينية يمثل دعوة إلى تجاوز الخلافات الداخلية، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال.
المفاوضات السياسية والبحث عن ضمانات دولية
فيما يتعلق بالمسار السياسي، قال حمدان إن الحركة تجري اتصالات مكثفة مع الأشقاء في قطر ومصر وتركيا بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ذلك، أشار إلى أن الاحتلال يصر على إفشال الاتفاق وعرقلة أي تقدم حقيقي.
أهمية الضمانات الدولية في تنفيذ الاتفاق
أكد حمدان أن الفصائل الفلسطينية ترى في وجود قوة دولية ضامنًا لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وشدد على أن هذه القوة يجب ألا تمتلك أي صلاحيات أو تمارس احتكاكًا مباشرًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. هذا الشرط يهدف إلى ضمان عدم تدخل القوة الدولية في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني. المقاومة الفلسطينية تحتاج إلى ضمانات حقيقية لتنفيذ أي اتفاق.
دعوة إلى يهود العالم وفضح ممارسات نتنياهو
في ختام تصريحاته، وجه حمدان دعوة إلى يهود العالم لإعلان موقف واضح يؤكد أن إسرائيل لا تمثلهم. واعتبر أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يقود، بحسب وصفه، “مشروعًا نازيًا إرهابيًا”. هذه الدعوة تهدف إلى فضح ممارسات الاحتلال، وكشف حقيقة الصراع، وتوسيع دائرة الدعم للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي. كما أنها تسعى إلى إحراج المجتمع الدولي، ودفعهم إلى اتخاذ إجراءات فعالة لوقف العدوان الإسرائيلي.
في الختام، يظل موقف حركة حماس من المقاومة الفلسطينية ثابتًا وواضحًا. إنها ليست مجرد استجابة للاحتلال، بل هي تعبير عن إرادة شعب يرفض الذل والخضوع، ويتمسك بحقه في الحرية والاستقلال. إن تحقيق السلام الدائم يتطلب إنهاء الاحتلال، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بحقه في تقرير مصيره. ندعو الجميع إلى دعم القضية الفلسطينية العادلة، والضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، والالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. شارك هذا المقال لنشر الوعي حول المقاومة الفلسطينية وحقوق شعبنا.


