في خضم التطورات المتسارعة للأوضاع في السجون الإسرائيلية، وتصاعد الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، أكد صبري صيدم، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” ونائب أمين السر، على مركزية قضية الأسرى، وخصوصاً الأسير القائد مروان البرغوثي، في الوجدان الوطني الفلسطيني. هذا التأكيد جاء خلال لقاء هام جمع صيدم بوفد من الحملة الشعبية لإطلاق سراح القائد مروان البرغوثي وجميع المعتقلين، في مدينة رام الله.

تصعيد خطير ضد الأسرى الفلسطينيين

اللقاء، الذي عقد يوم الأربعاء، لم يكن مجرد موقف دعم، بل كان فرصة للاستماع بشكل مباشر إلى تفاصيل مروعة حول الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى في معتقلات الاحتلال. الوفد قدم شرحاً مفصلاً عن الانتهاكات المتصاعدة، والتي تشمل تشديد إجراءات الاعتقال، والعزل الانفرادي المطول، والإهمال الطبي المتعمد، والتضييق المستمر على القيادات الوطنية داخل السجون.

استهداف القيادات الوطنية

التركيز الأكبر في حديث الوفد كان على الأوضاع الصعبة التي يواجهها الأسير مروان البرغوثي، الذي يعتبر رمزاً للمقاومة الوطنية الفلسطينية. وأشاروا إلى أن حكومة الاحتلال اليمينية الحالية تتبنى سياسة تصعيدية وغير مسبوقة تجاه الحركة الأسيرة، بهدف كسر إرادتها وتقويض نضالها. هذا الاستهداف الممنهج لا يقتصر على البرغوثي، بل يمتد ليشمل جميع الأسرى، وخاصةً القيادات الوطنية التي تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على الوحدة الوطنية وتوجيه النضال.

موقف حركة “فتح” الداعم للأسرى

شدد صبري صيدم على موقف حركة “فتح” الثابت والداعم لحقوق الأسرى، مؤكداً أن أي اعتداء على الأسير القائد مروان البرغوثي يُعد اعتداءً شخصياً على كل عضو في اللجنة المركزية للحركة، وعلى مجمل الحالة الوطنية الفلسطينية. وأضاف أن ما يتعرض له البرغوثي من اعتداءات وإجراءات تعسفية يمثل مساساً مباشراً بكل أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية.

هذا الموقف القوي يعكس إدراك حركة “فتح” لأهمية قضية الأسرى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعكس التزامها بالعمل على تحقيق حريتهم. كما يؤكد على أن البرغوثي ليس مجرد أسير، بل هو قائد وطني يمثل أمل الفلسطينيين في الحرية والاستقلال.

جهود الإفراج عن الأسرى وقيادتهم

أكد صيدم أن القيادة الفلسطينية لن تدخر جهداً في سبيل الإفراج عن مروان البرغوثي وجميع المعتقلين الفلسطينيين. وأوضح أن كل الإمكانيات السياسية والقانونية والشعبية مسخرة لتحقيق هذا الهدف، باعتباره موقفا وطنيا جامعا.

توحيد الجهود الوطنية

وأضاف أن قضية الأسرى هي قضية وطنية جامعة، تتقاطع عندها مختلف أطياف القيادة والعمل الوطني. وهذا يتطلب توحيد الجهود وتنسيق العمل بين جميع الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، من أجل الضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى. الحرية للأسرى هي شعار يرفعه الفلسطينيون في كل مكان، وهي جزء لا يتجزأ من نضالهم من أجل تحقيق الاستقلال.

أهمية الدعم الشعبي لقضية الأسرى

لا يمكن الحديث عن قضية الأسرى دون التأكيد على أهمية الدعم الشعبي المستمر. الحملة الشعبية لإطلاق سراح القائد مروان البرغوثي والمعتقلين كافة، تلعب دوراً حيوياً في فضح جرائم الاحتلال وتعبئة الرأي العام العالمي لدعم قضية الأسرى.

تفعيل الدبلوماسية الشعبية

يجب تفعيل الدبلوماسية الشعبية، من خلال تنظيم فعاليات ومسيرات وندوات توعوية، في مختلف أنحاء العالم، لشرح القضية الفلسطينية، وخصوصاً قضية الأسرى، للرأي العام العالمي. كما يجب التواصل مع المنظمات الحقوقية الدولية، لتقديم تقارير مفصلة عن الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى، والضغط على الاحتلال للاحتكام إلى القانون الدولي.

خلاصة القول: قضية الأسرى في صميم النضال الفلسطيني

إن قضية الأسرى، وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي، تمثل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية الفلسطينية، ومن صميم نضالها من أجل الحرية والاستقلال. الموقف الثابت لحركة “فتح” والقيادة الفلسطينية، بالإضافة إلى الدعم الشعبي المتواصل، يمثلان قوة دافعة نحو تحقيق الإفراج عن جميع الأسرى، وإعادة بناء مستقبل أفضل لشعبنا الفلسطيني. يجب أن تبقى هذه القضية على رأس أولوياتنا، وأن نعمل جميعاً من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل. نأمل أن تشهد الجهود المبذولة نتائج إيجابية قريباً، وأن يعود الأسرى إلى أحضان عائلاتهم وأوطانهم.

شاركها.
Exit mobile version