أفاد مكتب إعلام الأسرى بتصعيد خطير في أوضاع الأسيرات الفلسطينيات داخل سجن “الدامون”، يشمل اقتحامات عنيفة، وتعاملًا مهينًا يتجاوز كل الخطوط الحمراء. هذا التصعيد، الذي يطال حقوقهن الأساسية وكرامتهن الإنسانية، أثار قلقًا بالغًا في الأوساط الحقوقية والشعبية، ويثير تساؤلات حول مستقبل الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال. تزايد الانتهاكات يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لحمايتهن وضمان سلامتهن.

تصعيد غير مسبوق ضد الأسيرات في سجن الدامون

يشهد سجن “الدامون” الإسرائيلي، الذي يحتجز فيه عدد من الأسيرات الفلسطينيات، تصعيدًا ملحوظًا في ممارسات القمع والتنكيل في الآونة الأخيرة. وبحسب ما ورد من مكتب إعلام الأسرى، فقد تعرضت الأسيرات لسلسلة من الاقتحامات العنيفة للأقسام الخاصة بهن، حيث تم إخراجهن قسراً إلى ساحة السجن والجلوس على الأرض في ظروف قاسية ومهينة. هذه الإجراءات، بحد ذاتها، تشكل انتهاكًا واضحًا لحقوقهن المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني.

نزع الحجاب والاعتداء الجسدي

الأسوأ من ذلك، تشير التقارير إلى أن قوات السجن قامت بنزع الحجاب عن الأسيرات، وهو ما يعتبر تعديًا صارخًا على حرية العقيدة والدين، وحق الأسيرة في ممارسة شعائرها الدينية وعباداتها. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعرّضت الأسيرات للاعتداء بالضرب من قبل جنود وإداريي السجن، مما أدى إلى إصابة عدد منهن بجروح مختلفة. هذا الفعل يُعدّ انتهاكًا جسيمًا للمعايير الأخلاقية والإنسانية، ويستدعي تحقيقًا فوريًا ومستقلًا.

وتأتي هذه الانتهاكات في سياق سياسة ممنهجة من الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى ترهيب الأسيرات وتقويض معنوياتهن، وذلك من خلال استخدام وسائل قمع مختلفة مثل الكلاب البوليسية والقنابل الصوتية. هذه الممارسات تخلق بيئة مشحونة بالخوف والتوتر، وتؤثر سلبًا على صحتهن النفسية والجسدية.

تكرار الاعتداءات ومخاوف متزايدة

لم تكن هذه الاعتداءات حادثة معزولة، بل تكررت أربع مرات متتالية خلال شهر ديسمبر الجاري، مما يدل على استمرار التصعيد المتعمد من قبل إدارة السجن. هذا التكرار يثير مخاوف جدية حقيقية بشأن سلامة الأسيرات وقدرتهن على تحمل هذه الظروف القاسية. مكتب إعلام الأسرى أكد أن هذه الممارسات تزيد من الضغوط النفسية والجسدية على الأسيرات داخل سجون الاحتلال، وتعرضهن لخطر الإصابة بأمراض نفسية وعضوية.

تأثير الاعتداءات على الصحة النفسية

الاعتداءات النفسية والجسدية، إلى جانب التهديدات المستمرة، لها تأثير مدمر على الصحة النفسية للأسيرات. الكثير منهن يعانين من القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. الحرمان من الحقوق الأساسية، مثل الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والزيارات العائلية، يزيد من تفاقم هذه المشاكل وتفاقم العزلة التي تشعر بها الأسيرات.

الحالة القانونية والانتهاكات المستمرة

إن ما تتعرض له الحقوق القانونية للأسيرات من انتهاكات في سجن “الدامون” يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية. الاحتلال الإسرائيلي، بوصفه سلطة قمع، مُلزم بموجب القانون الدولي بتوفير الحماية اللازمة لجميع المعتقلين، بما في ذلك الأسيرات، وضمان حقوقهن الأساسية، مثل الحق في محاكمة عادلة، والحق في الحصول على الرعاية الصحية، والحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نزع الحجاب عن الأسيرات يُعدّ انتهاكًا صريحًا لحرية العقيدة والدين، وهي حقوق أساسية يكفلها القانون الدولي. هذا الفعل يترجم سياسة تهدف إلى إذلال الأسيرات والمساس بهويتهن الثقافية والدينية.

ضرورة التدخل الدولي العاجل

إن الوضع المأساوي الذي تعيشه الأسيرات الفلسطينيات في سجن “الدامون” يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الانتهاكات وضمان سلامتهن وحقوقهن. يجب على المؤسسات الحقوقية الدولية، مثل منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التدخل الفوري وإرسال لجان تحقيق مستقلة للتحقق من هذه الادعاءات ومحاسبة المسؤولين عنها.

كما يجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال للقانون الدولي والإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم الأسيرات. يجب أن نذكر أن التعامل مع الأسيرات ليس مجرد قضية إنسانية، بل هي قضية عدالة وحقوق إنسان.

خاتمة ومناشدة للتحرك

إن تصعيد الانتهاكات ضد الأسيرات في سجن “الدامون” يمثل مخططًا خطيرًا يهدف إلى كسر إرادتهن وتدمير حياتهن. هذا التصعيد لا يقتصر على الأفراد، بل هو اعتداء على كرامة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. نحن ندعو جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المؤسسات الحقوقية الدولية والمجتمع الدولي، إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات وضمان حقوق الأسيرات الفلسطينيات.

شارك هذا المقال لإلقاء الضوء على هذه القضية المهمة، وساهم في إيصال صوت هؤلاء الأسيرات إلى العالم. لا يمكننا أن نبقى صامتين أمام هذه الظلم والتعسف. تذكر أن تضامننا هو قوتهم.

شاركها.
Exit mobile version