في تطور هام في التحقيقات المتعلقة بـ انفجار مرفأ بيروت المأساوي، توجه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار اليوم إلى بلغاريا لاستجواب إيغور غريتشوشكين، مالك السفينة “روسوس” التي نقلت شحنة نيترات الأمونيوم القاتلة إلى لبنان. هذه الخطوة، التي طال انتظارها، تأتي بعد تعثر مساعي تسليم غريتشوشكين للبنان، وتعتبر فرصة حاسمة للحصول على معلومات جديدة قد تكشف ملابسات الكارثة وتحديد المسؤولين الحقيقيين. التحقيق في ملابسات انفجار المرفأ يظل أولوية قصوى للشعب اللبناني الذي يسعى لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة.

توجّه القاضي البيطار إلى بلغاريا لاستجواب مالك “روسوس”

أكد مصدر قضائي لبناني أن القاضي طارق البيطار سافر إلى صوفيا، عاصمة بلغاريا، عبر مطار إسطنبول، وذلك لاستجواب إيغور غريتشوشكين (48 عامًا). هذا الاستجواب سيتم بحضور قضاة بلغاريين، مع توفير كاتب لتدوين المحضر ومترجم من قبل السفارة اللبنانية في صوفيا. الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو جمع شهادة غريتشوشكين حول تفاصيل شحنة نيترات الأمونيوم، الجهة التي أمر بها، وكيفية تمويلها.

رفض التسليم وأهمية الاستجواب المباشر

في الأسبوع الماضي، رفضت محكمة بلغارية طلب لبنان بتسليم غريتشوشكين، وأمرت بإطلاق سراحه. هذا الرفض دفع القاضي البيطار إلى اتخاذ خطوة استثنائية بالتوجه شخصيًا إلى بلغاريا لإجراء الاستجواب. الاستجواب المباشر يتيح للقاضي البيطار طرح الأسئلة بشكل تفصيلي ومتابعة الإجابات بشكل فوري، مما قد يؤدي إلى كشف معلومات حيوية لم تكن لتظهر في إجراءات التسليم.

البحث عن الحقيقة وراء شحنة نيترات الأمونيوم

تتركز التحقيقات حول تحديد ما إذا كانت بيروت هي الوجهة النهائية المحددة لشحنة نيترات الأمونيوم التي نقلتها “روسوس”، أم أنها كانت مجرد محطة عابرة. منذ وقوع كارثة بيروت، أشارت السلطات اللبنانية إلى أن الانفجار ناتج عن تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في المرفأ بشكل غير آمن، دون اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. لاحقًا، تبين أن العديد من المسؤولين على مختلف المستويات كانوا على علم بمخاطر تخزين هذه المادة الخطرة، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء لمنع الكارثة.

غريتشوشكين بين الإنتربول والتحقيقات اللبنانية

ألقي القبض على إيغور غريتشوشكين في مطار صوفيا في سبتمبر الماضي، بناءً على نشرة حمراء صادرة عن منظمة الإنتربول. تتهمه السلطات اللبنانية بـ “إدخال مواد متفجرة إلى لبنان، وهو ما يعتبر عملاً إرهابياً أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص”. ومع ذلك، فإن رفض المحكمة البلغارية تسليمه يعقد مسار التحقيقات، مما يجعل استجوابه المباشر من قبل القاضي البيطار أكثر أهمية.

توقعات السلطات اللبنانية من إفادة غريتشوشكين

تأمل السلطات اللبنانية أن تقدم إفادة غريتشوشكين معلومات قيمة حول مصدر شحنة نيترات الأمونيوم، والجهات التي أمر باستيرادها وتخزينها في المرفأ. كما تسعى إلى معرفة ما إذا كانت هناك أي جهات أخرى متورطة في هذه القضية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. الهدف النهائي هو الوصول إلى الحقيقة الكاملة وتقديم المسؤولين عن انفجار المرفأ إلى العدالة.

تحديات التحقيق المستمر

لا يزال التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يواجه العديد من التحديات، بما في ذلك الضغوط السياسية، والتعقيدات القانونية، وصعوبة الحصول على المعلومات من الجهات المعنية. ومع ذلك، فإن إصرار القاضي البيطار على المضي قدمًا في التحقيقات يبعث الأمل في أن يتمكن الشعب اللبناني من معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة. التحقيق في أسباب انفجار المرفأ يتطلب تعاونًا دوليًا وجهودًا مضاعفة لكشف جميع الحقائق.

الخلاصة: خطوة حاسمة نحو كشف الحقيقة

إن توجه القاضي طارق البيطار إلى بلغاريا لاستجواب مالك سفينة “روسوس” يمثل خطوة حاسمة في مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. هذا الاستجواب قد يكشف معلومات جديدة حول ملابسات الكارثة، وتحديد المسؤولين الحقيقيين، وتقديمهم إلى العدالة. يبقى الشعب اللبناني متطلعًا إلى نتائج هذا التحقيق، ومؤمنًا بأنه من خلال كشف الحقيقة، يمكن البدء في عملية التعافي وإعادة البناء. نحث الجميع على متابعة التطورات في هذه القضية الهامة، والتعبير عن دعمهم للجهود المبذولة لتحقيق العدالة.

شاركها.
Exit mobile version