اعتُقل الكوميدي والناشط السياسي الفلسطيني الأمريكي، عامر زهر، في الناصرة مساء الجمعة الموافق 26 ديسمبر 2025، وذلك قبل ساعات من عرضه الكوميدي المقرر في مقهى الإيوان. هذا الاعتقال أثار موجة من الغضب والاستياء في الأوساط الفلسطينية والأمريكية، وسلط الضوء على القيود المفروضة على حرية التعبير في المنطقة. وتأتي هذه الحادثة في ظل تزايد التوترات السياسية، مما يجعل مصير عامر زهر محل قلق بالغ.
تفاصيل الاعتقال وظروفه
وصل عامر زهر إلى مدينة الناصرة هذا الأسبوع قادماً من الولايات المتحدة، بهدف إحياء سلسلة من العروض الكوميدية التي أُعلن عنها مسبقاً في مقهى الإيوان الشهير. وقد حظيت هذه العروض باهتمام كبير من الجمهور، نظراً لشهرة زهر وتقديمه لمحتوى جريء يتناول قضايا سياسية واجتماعية حساسة.
المضايقات التي سبقت الاعتقال
أفاد شهود عيان من بين الحضور أن عامر زهر تعرض لمضايقات من قبل الشرطة الإسرائيلية منذ بداية الاستعدادات للعرض. هذه المضايقات شملت تفتيشاً دقيقاً وطلباً متكرراً لإبراز الأوراق الثبوتية، بالإضافة إلى أسئلة حول طبيعة العرض ومحتواه. هذا السلوك أثار استغراب الجمهور، الذي اعتبره محاولة لترهيب زهر ومنعه من التعبير عن آرائه.
غموض حول أسباب الاعتقال
حتى الآن، لم تعلن الشرطة الإسرائيلية عن أسباب الاعتقال بشكل رسمي. هذا الغموض زاد من حدة القلق والتساؤلات حول دوافع هذا الإجراء. تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من التخمينات، التي تربط الاعتقال بنشاط زهر السياسي وانتقاداته المتكررة للسياسات الإسرائيلية.
من هو عامر زهر؟
عامر زهر ليس مجرد كوميدي، بل هو فنان متعدد المواهب وناشط سياسي ملتزم بقضايا شعبه. ولد زهر في فلسطين، تحديداً في مدينة الناصرة، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة حيث استقر وعمل في مجالات مختلفة.
مسيرة فنية متنوعة
يُعرف عامر زهر بمسيرته الفنية المتنوعة، التي تشمل الكوميديا، والكتابة، والإخراج السينمائي. قدم العديد من العروض الكوميدية الناجحة في الولايات المتحدة، والتي لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور والنقاد. كما شارك في كتابة وإخراج العديد من الأفلام القصيرة والوثائقية التي تتناول قضايا الهوية والعدالة الاجتماعية.
نشاط سياسي بارز
إلى جانب عمله الفني، يشتهر عامر زهر بنشاطه السياسي البارز، حيث يُعتبر من أبرز الأصوات الفلسطينية في الولايات المتحدة. شارك في العديد من الفعاليات والمظاهرات التي تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وفضح الانتهاكات الإسرائيلية. كما يُعرف بتصريحاته الجريئة وانتقاداته اللاذعة للسياسات الأمريكية تجاه المنطقة. هذا النشاط السياسي قد يكون أحد الأسباب المحتملة لاعتقاله، خاصةً وأن الناشط السياسي غالباً ما يكون هدفاً للجهات الأمنية.
ردود الفعل على الاعتقال
أثار اعتقال عامر زهر ردود فعل غاضبة ومستنكرة من مختلف الأطراف. أصدرت العديد من المنظمات الحقوقية بيانات تدين هذا الإجراء، وتطالب بالإفراج الفوري عن زهر. كما عبر العديد من الفنانين والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع زهر، مطالبين بوقف ما وصفوه بـ “قمع حرية التعبير”.
تضامن دولي واسع
لم يقتصر التضامن على الأوساط الفلسطينية والعربية، بل امتد ليشمل العديد من الشخصيات والمنظمات الدولية. طالب نواب في الكونجرس الأمريكي الحكومة الإسرائيلية بتقديم تفسير واضح لأسباب الاعتقال، والتحقيق في مزاعم المضايقات التي تعرض لها زهر. هذا التضامن الدولي يعكس الأهمية التي يحظى بها عامر زهر كرمز للنضال الفلسطيني وحرية التعبير.
مطالبات بالإفراج الفوري
تتزايد المطالبات بالإفراج الفوري عن عامر زهر، مع التأكيد على حقه في التعبير عن آرائه بحرية. يعتبر الكثيرون أن اعتقاله هو محاولة لترهيب الفنانين والناشطين الذين ينتقدون السياسات الإسرائيلية، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان. كما يرى البعض أن هذا الاعتقال يهدف إلى منع زهر من إحياء عروضه الكوميدية في الناصرة، والتي كان من المتوقع أن تجذب جمهوراً كبيراً.
مستقبل القضية
لا تزال قضية اعتقال عامر زهر قيد المتابعة، ومن المتوقع أن تتطور الأحداث في الساعات والأيام القادمة. من الضروري أن تستمر الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن زهر، وضمان حقه في التعبير عن آرائه بحرية. كما يجب على المجتمع المدني الفلسطيني والعربي مواصلة دعم زهر، والتعبير عن تضامنه معه. هذه القضية تمثل اختباراً حقيقياً لالتزام إسرائيل بحرية التعبير وحقوق الإنسان. التركيز على الحرية الفنية و حقوق الإنسان في هذه القضية أمر بالغ الأهمية.
في الختام، يمثل اعتقال عامر زهر تطوراً مقلقاً يثير تساؤلات حول مستقبل حرية التعبير في فلسطين. نأمل أن يتم الإفراج عنه قريباً، وأن يتمكن من مواصلة عمله الفني والسياسي الذي يخدم قضايا شعبه. ندعو الجميع إلى متابعة هذه القضية والتعبير عن تضامنهم مع عامر زهر، والمطالبة بتحقيق العدالة له.


