في تطور خطير يهدد الأراضي الفلسطينية، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025، بشق طريق استيطاني جديد في بلدة الظاهرية جنوب الخليل، مما أثار غضبًا واستياءً واسعين بين السكان المحليين. هذا الإجراء يأتي ضمن سلسلة من الممارسات الاستعمارية التي تهدف إلى تغيير الطابع الديموغرافي والجغرافي للضفة الغربية، وتقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا الطريق الاستيطاني الجديد يمثل تحديًا مباشرًا لحقوق الفلسطينيين في أراضيهم ومنازلهم.
تفاصيل اقتحام الظاهرية وبدء أعمال الشق
اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الدير في الظاهرية، وأغلقت المنطقة بشكل كامل، مما منع حركة السكان وأعيق وصولهم إلى أراضيهم ومنازلهم. ووفقًا لما أفاد به المواطن فخري أبو شرخ لوكالة الأنباء الفلسطينية، فقد استولت قوات الاحتلال على منزل يعود للمواطن نسيم أبو شرخ وحولته إلى ثكنة عسكرية. هذا الاستيلاء على المنازل ليس بالأمر الجديد، بل هو جزء من سياسة تهدف إلى الضغط على السكان وتهجيرهم من أراضيهم.
أبعاد الاستيلاء على منزل أبو شرخ
تحويل منزل المواطن نسيم أبو شرخ إلى ثكنة عسكرية يمثل سابقة خطيرة، ويعكس نية الاحتلال التوسع في وجوده العسكري داخل البلدة. هذا الإجراء يثير مخاوف كبيرة لدى السكان، الذين يخشون من المزيد من الاقتحامات والاستيلاءات على منازلهم وأراضيهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود الثكنة العسكرية بالقرب من منازل المواطنين يمثل تهديدًا مستمرًا لأمنهم وسلامتهم.
أعمال الشق في الطريق الاستيطاني بدأت على حساب أراضي المواطنين، حيث يمر الطريق على بعد أمتار قليلة من منازلهم. هذا الأمر يثير قلقًا بالغًا لدى السكان، الذين يخشون من فقدان أراضيهم ومصادر رزقهم.
مسار الطريق الاستيطاني وأهدافه
يمتد الطريق الاستيطاني الجديد بطول يزيد عن 6 كيلومترات، بدءًا من منطقة زنوتا شرق الظاهرية وصولًا إلى منطقة السروات والدير “معلا” جنوب شرق البلدة. هذه المناطق تشهد في الآونة الأخيرة اقتحامات مستمرة من قبل مجموعات المستعمرين وإقامة صلوات تلمودية فيها، مما يزيد من التوتر في المنطقة.
المواطن أبو شرخ أوضح أن الاحتلال يهدف من خلال هذا الطريق إلى تسهيل عمليات اقتحام المستوطنين للمنطقة، وتوفير بنية تحتية تمكنهم من الاستيلاء على المزيد من الأراضي لصالح مشاريعه الاستعمارية. هذا الطريق سيعزز من قدرة المستوطنين على الوصول إلى المناطق الفلسطينية، وتنفيذ المزيد من الاعتداءات على السكان وأراضيهم.
تصاعد الاعتداءات الاستيطانية
يشهد الضفة الغربية، وخاصة مناطق جنوب الخليل، تصاعدًا ملحوظًا في الاعتداءات الاستيطانية. هذه الاعتداءات تتراوح بين إلقاء الحجارة وقطع الأشجار وتخريب الممتلكات، وصولًا إلى الاعتداء الجسدي على السكان. الاستيطان الإسرائيلي يمثل عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ردود فعل الأهالي والمطالبة بالتصدي
أعرب أهالي الظاهرية عن غضبهم واستياءهم الشديدين من أعمال الشق في الطريق الاستيطاني. وطالبوا بالتوجه إلى المنطقة والتصدي لعمليات الحفر والتجريف لمنع المستوطنين من الاستيلاء على أراضيهم. كما أكدوا أنهم يمتلكون كافة الأوراق القانونية التي تثبت ملكيتهم لتلك الأراضي.
أهمية الوثائق القانونية
إن امتلاك أصحاب الأراضي للوثائق القانونية التي تثبت ملكيتهم هو سلاحهم الأقوى في مواجهة محاولات الاستيلاء على أراضيهم. يجب على الأهالي التمسك بحقوقهم القانونية، والعمل على توثيق ملكيتهم للأراضي بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم التواصل مع المؤسسات القانونية الفلسطينية والدولية لتقديم الدعم والمساعدة.
تداعيات بناء الطريق الاستيطاني على مستقبل المنطقة
بناء هذا الطريق الاستيطاني له تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة، حيث سيؤدي إلى:
- عزل البلدات والقرى الفلسطينية: سيقسم الطريق الأراضي الفلسطينية إلى مناطق معزولة، مما يعيق حركة السكان ويؤثر على حياتهم اليومية.
- تسهيل عمليات الاستيلاء على الأراضي: سيوفر الطريق للمستوطنين سهولة الوصول إلى الأراضي الفلسطينية، مما يزيد من فرص الاستيلاء عليها.
- تفاقم الأزمة الإنسانية: سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث سيعاني السكان من نقص في الغذاء والماء والدواء.
- تقويض فرص السلام: سيقوض فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، حيث سيزيد من التوتر والصراع.
ضرورة التحرك الدولي والدعم الفلسطيني
إن الوضع في الظاهرية يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا للضغط على الاحتلال لوقف أعمال الشق في الطريق الاستيطاني، وإزالة الثكنة العسكرية من منزل المواطن أبو شرخ. كما يتطلب دعمًا فلسطينيًا رسميًا وشعبيًا للأهالي في الظاهرية، لمساعدتهم على التصدي لعمليات الاستيلاء على أراضيهم.
الاستيطان الإسرائيلي غير قانوني بموجب القانون الدولي، ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فعالة لإنهاء هذا الاحتلال، وحماية حقوق الفلسطينيين. يجب على السلطة الفلسطينية والمؤسسات المدنية الفلسطينية توحيد جهودها لتقديم الدعم القانوني والسياسي للأهالي في الظاهرية، ومواجهة التحديات التي تواجههم. كما يجب على وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية تسليط الضوء على ما يحدث في الظاهرية، وفضح ممارسات الاحتلال.
في الختام، إن بناء الطريق الاستيطاني في الظاهرية هو جزء من خطة شاملة تهدف إلى تغيير الطابع الديموغرافي والجغرافي للضفة الغربية، وتقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة. يجب على الفلسطينيين والعالم العربي والمجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لوقف هذا التوسع الاستيطاني، وحماية حقوق الفلسطينيين في أراضيهم ومنازلهم. ندعو الجميع إلى التضامن مع أهالي الظاهرية، ودعمهم في مواجهة هذا الظلم.


