انطلقت فعاليات الدورة 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار “بينك وبين الكتاب”، وذلك بين 5 و16 نوفمبر، في مركز إكسبو الشارقة. ويأتي هذا الحدث الثقافي الكبير ليؤكد مكانة الشارقة كمركز رائد في نشر المعرفة والثقافة.

كلمة الافتتاح

ألقى الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، كلمة الافتتاح مرحباً بوفد جمهورية اليونان ضيف شرف الدورة الحالية. وقال: “ونحن نتحدث عن المشاريع الثقافية التي تشهدها إمارة الشارقة، التي نذرت نفسي لخدمتها، رغبة في نشر العلوم والمعارف والآداب بين أبناء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، نذكر البداية، التي مرّ عليها قرن من الزمن، منذ 100 عام حيث تأسست أول مكتبة في الشارقة عام 1925”.

الموسوعة العربية الشاملة

أعلن الشيخ القاسمي عن الانتهاء من المرحلة الأولى من الموسوعة العربية الشاملة، التي تمّ اختيار اسم لها هو “الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام”. وأوضح أن الهدف من الموسوعة “هو تعريف العلوم والآداب، وجميع الفروع العلمية المتعلقة باللغة العربية والعلوم الشرعية، والعلوم الإنسانية”.

كما تتضمن عرضاً لتراجم وسِير كل العلماء والفلاسفة، والأدباء والشعراء، واللغويين والمفسّرين، والخلفاء والملوك وغيرهم، منذ نشأة تاريخ العرب، مروراً بالحضارة الإسلامية وعلمائها وفلاسفتها وأعلامها الذين أغنوا المكتبة المعرفية الإنسانية، بشتى المصنفات والكتب، في مختلف المعارف والعلوم والآداب.

مراحل الموسوعة

أعلن الشيخ القاسمي “أنه في العام المقبل مثل هذا اليوم، سنعلن عن انتهاء المرحلة الثانية المتعلقة بالعلوم الإنسانية وعدد من أعلام الشعراء واللغويين والمفسرين والمحدثين في شهر نوفمبر عام 2026. وسيتوالى البحث العلمي إلى حين الانتهاء من المرحلة الثالثة في شهر نوفمبر عام 2027”.

أضاف: “أما المرحلة الرابعة “فتكتمل في شهر نوفمبر عام 2028، لتكتمل أكبر موسوعة علمية ثقافية تعرّف بالعلوم والفنون والمصطلحات، وتراجم أعلام كل فن”.

تأكيد على أهمية الثقافة

ختم الشيخ القاسمي كلمته قائلاً: “نحن حريصون على ربط حاضر الأمة بماضيها، وتعريف أبناء الجيل المعاصر بتاريخ أجدادهم وأسلافهم من العلماء والأدباء والشعراء وأهل الثقافة، وكي نقدّم لأهل العلم والثقافة موسوعة علمية موثّقة، يعودون إليها ومنها يتعلمون وينهلون”.

تكريم شخصيات ثقافية

كرّم الشيخ القاسمي الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي “شخصية العام الثقافية”، كما كرّم المترجم الدكتور أوندجي برانك الفائز بجائزة “ترجمان”، عن ترجمة كتاب “رسالة ابن فضلان” من اللغة العربية إلى اللغة التشيكية.

وقال محمد سلماوي: “سبق أن كرّمتني الشارقة، وكرّمت كل المثقفين العرب، يوم كرّمت الكتاب بإقامة هذا المعرض احتفاء بالفكر والمعرفة.”

الروابط الثقافية بين اليونان والعالم العربي

ألقى جايسون فوتيلاس، نائب وزير الثقافة في جمهورية اليونان، كلمة ضيف شرف الدورة الـ 44 من المعرض، فأكد على “الروابط بين اليونان والعالم العربي التي تمتد عبر قرون طويلة، التقت خلالها حضاراتنا، وتبادلت الإلهام من خلال الأفكار والفنون والعلوم”.

في الختام، يظهر معرض الشارقة الدولي للكتاب كمنصة رائدة تجمع الثقافات وتبرز أهمية تبادل المعرفة بين الشعوب. ومع استمرار فعاليات الدورة 44، يظل المعرض محطة هامة للباحثين والمثقفين حول العالم.

شاركها.
Exit mobile version