ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أقيمت ندوة وحفل توقيع رواية “غزة الناجية الوحيدة” للكاتبة والصحفية اللبنانية غادة خوري، أدارتها المديرة العامة لـدار الآداب رنا إدريس. ناقشت الندوة توثيق الكاتبة لعام من الإبادة لغزة في عمل أدبي، وتفاعل المقيمون خارجها مع مشاهد الإبادة والصمود والتضحيات الكبيرة التي تقدمها فلسطين في مواجهة العدو الذي يحاربها.
## توثيق الإبادة في الأدب
تحدثت رنا إدريس عن أهمية القضية الفلسطينية في الأعمال الأدبية التي تقدمها دار الآداب، مؤكدة أن “غزة الناجية الوحيدة” تأتي في قلب هذا المشروع. وأوضحت أن الرواية تعد نوعًا جديدًا من السردية الأدبية التي أطلقت عليها الكاتبة “سردية ذاتية”، ولكنها في الوقت نفسه عامة جدًا، حيث يتشارك الجميع الشعور بالخوف. هذا ما يعطي للأدب ميزة تحويل التجربة الشخصية إلى تجربة إنسانية عامة.
## غزة: الناجية الوحيدة
غادة خوري، خلال حديثها عن كتابها، أكدت أن غزة هي الناجية الوحيدة بالفعل. فقبل أحداث 7 أكتوبر، كانت غزة تتعرّض لإبادة بقفازات ناعمة، تقوم على محاور ثلاثة: تشويش مفهوم التضحية، إباحة الخيانة وتبريرها، وسيادة وهم السعادة والسلام النفسي. وأضافت أن غزة قلبت الطاولة على هذه الثقافة المتناقضة وفضحت العالم. عنوان الرواية يعكس قدرة غزة على النهوض دائمًا بعد كل محنة، لتصبح الناجية الوحيدة.
## الأرشفة الإخبارية مقابل التوثيق الأدبي
أشارت خوري إلى أن الأرشفة الإخبارية مفيدة، لكن التوثيق الأدبي يُظهر المغزى ويُحدث التأثير على البشر، ويمثل مرجعية تاريخية هامة. الأدب هو ما يشكل وجدان الشعوب ووعيهم، ومن خلاله نرى ما خلف الحدث وعمقه. في تصريح خاص للشرق، قالت خوري إن حرب الإبادة في غزة تؤسس لنوع جديد من الأدب يقوم على الحقائق ليبني سردية روائية.
## تأثير غزة على الأدب
أضافت خوري أن التضحيات التي قدمتها غزة منحتنا مخزونًا ثريًا من الموضوعات الروائية التي ننهل منها لمئة عام على الأقل. وأكدت أن كل كاتب يمكن أن يصنع فرقًا ويزيد هذه السردية الفلسطينية فصلًا جديدًا. كما تحدثت عن تأثير مشاهد الحرب على الكتاب، مشيرة إلى أن “زمن الإبادة أصبح ممتدًا، ويصل لمحاولة إبادة الذاكرة”.
## دور الكتاب في مواجهة الإبادة
اعتبرت خوري أن الكتاب “شهود على ما يحدث، والشاهد لا يصمت”. وأكدت أن دورهم هو الحفاظ على الذاكرة من خلال سرد قصصهم وتوثيق الأحداث. كما تحدثت عن “التناحة” الفلسطينية، التي قصدت بها في الرواية الصمود، وهي طريقة يتوارثها الفلسطينيون وتزداد قوتها جيلًا بعد جيل.
في ختام الندوة، أبرزت غادة خوري أهمية دور الكتاب في توثيق الأحداث وتأثيرها على الوعي الإنساني. من خلال أعمالهم، يمكنهم الحفاظ على الذاكرة وتقديم سردية قوية تعكس الحقائق وتؤثر في القراء. ندوة “غزة الناجية الوحيدة” كانت محطة هامة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تم تسليط الضوء على أهمية الأدب في توثيق الأحداث وتأثيرها على الوعي الإنساني.


