لا يزال دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، يحتل مركز الصدارة في المشهد السياسي الأمريكي، حيث تُتابع تحركاته وتصرّحاته عن كثب في الإعلام المحلي والدولي. وبالرغم من خروجه من البيت الأبيض في يناير 2021، فإن تأثيره لم يتراجع، بل عاد بقوة إلى دائرة الضوء، وسط توقعات بترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
للاطلاع على أحدث تطورات مواقفه وتحركاته السياسية، يمكن متابعة أخبار ترامب عبر موقع الشرق، إلى جانب آخر أخبار الولايات المتحدة التي تعكس المشهد السياسي الأمريكي المتقلب. كما يمكن الرجوع إلى سيرته السياسية لفهم ملامح رحلته من رجل أعمال إلى زعيم سياسي.
من ناطحات السحاب إلى البيت الأبيض
بدأ ترامب مسيرته المهنية في قطاع العقارات، حيث تولّى إدارة أعمال والده ووسعها إلى مشاريع كبرى في نيويورك ومدن أمريكية أخرى. ومع صعوده كرمز إعلامي بفضل برنامجه الواقعي “The Apprentice”، أصبح وجهًا مألوفًا في المجتمع الأمريكي، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما قرر دخول عالم السياسة.
أعلن ترامب ترشحه لانتخابات الرئاسة في عام 2015، مستخدمًا خطابًا غير تقليدي يميل إلى الشعبوية. وقد استطاع أن يخاطب قطاعات واسعة من الناخبين، خصوصًا من الطبقة الوسطى والعاملين في الولايات الصناعية، الذين شعروا بالتهميش من قبل النخبة السياسية.
فترته الرئاسية المثيرة للجدل
في عام 2016، فاز ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في مفاجأة سياسية هزت التوقعات، ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. تميّزت فترة حكمه بسياسات غير تقليدية، حيث انسحب من اتفاقيات دولية كاتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران، واتخذ مواقف صارمة تجاه الصين والمهاجرين، وأعاد تشكيل العلاقة مع كوريا الشمالية بطريقة غير مسبوقة.
داخليًا، أثار الجدل حول العديد من القضايا، أبرزها التعامل مع جائحة كورونا، والاحتجاجات المناهضة للعنصرية، ومحاولات عزلته في الكونغرس مرتين، إضافة إلى موقفه من نتائج انتخابات 2020 التي خسرها أمام جو بايدن.
ترامب بعد الرئاسة: حضور لا ينطفئ
رغم مغادرته البيت الأبيض، لم يغادر ترامب المشهد السياسي، بل واصل التأثير على الحزب الجمهوري وقواعده الشعبية. وبدأ منذ عام 2021 بعقد تجمعات جماهيرية، ومهاجمة خصومه السياسيين، والحديث عن “السرقة” في الانتخابات، وهو ما عزز من شعبيته لدى قاعدة مؤيديه، وأثار قلق خصومه من تأثيره المستمر.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه لا يزال من بين الأسماء الأوفر حظًا في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم القضايا القضائية التي تلاحقه على خلفية وثائق سرية، والتدخل في نتائج الانتخابات، وقضايا مالية متعلقة بشركاته.
تأثير ترامب على العلاقات الدولية
شكّل دونالد ترامب تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث اتّبع نهجًا قائمًا على مبدأ “أمريكا أولًا”، ما أثر على العلاقات التقليدية مع الحلفاء في أوروبا وآسيا. فقد خفّض التزامات بلاده تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأعاد التفاوض على اتفاقيات تجارية مثل “نافتا”، وأثار التوتر مع دول كالصين من خلال فرض رسوم جمركية وتصعيد الخطاب السياسي والاقتصادي. رغم الانتقادات، رأى أنصاره أن هذا الأسلوب أعاد الهيبة الأمريكية على الساحة العالمية.
ترامب والإعلام: صراع دائم
من أبرز سمات فترة ترامب السياسية كان صراعه المستمر مع وسائل الإعلام الأمريكية. إذ وصف مؤسسات إعلامية بارزة مثل CNN وThe New York Times بأنها “أعداء الشعب”، واتّهمها بترويج الأخبار الكاذبة، وهو ما زاد من حدة الاستقطاب داخل المجتمع الأمريكي. كما اعتمد بشكل كبير على منصة “تويتر” في إيصال رسائله، قبل أن يُمنع منها مؤقتًا بعد أحداث اقتحام الكابيتول. ولا يزال حضوره الإعلامي، سواء عبر التصريحات أو المقابلات، مؤثرًا في صناعة الرأي العام.
ما مستقبل ترامب في السياسة الأمريكية؟
مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، يبرز اسم ترامب كعامل مؤثر سواء ترشح رسميًا أو دعم مرشح آخر من حزبه. وبين من يرى فيه زعيمًا يعيد الاعتبار لصوت “الأغلبية الصامتة”، ومن يعتبره خطرًا على الديمقراطية الأمريكية، يبقى اسمه حاضرًا بقوة في كل نقاش سياسي أو انتخابي في الولايات المتحدة.

