في مبادرة كريمة تعكس قيم التسامح والعدالة الراسخة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، بالإفراج عن 2025 محكوماً من نزلاء المؤسسات الإصلاحية والعقابية في دبي، من مختلف الجنسيات، وذلك احتفالاً بعيد الاتحاد الـ54 المجيد. هذه اللفتة الإنسانية تؤكد الحرص الدائم لقيادة الإمارات على منح الأفراد فرصة جديدة في الحياة، وتعزيز الروابط المجتمعية. يمثل هذا عفو دبي تجسيداً حقيقياً لرؤية الإمارات في بناء مجتمع متماسك قائم على الأمل والتلاحم.
عيد الاتحاد وعفو تاريخي في دبي
يشكل عيد الاتحاد مناسبة وطنية عظيمة، يحتفي بها أبناء الإمارات بتجديد الولاء والانتماء للوطن الغالي. وفي هذا الإطار، يكتسب أمر الإفراج عن النزلاء قيمة رمزية أبعد من مجرد صفحة تُطوى في سجلات القضاء. إنه إعلان عن الثقة في قدرة الأفراد على الإصلاح والتغيير، ودمجهم من جديد في المجتمع كعناصر فاعلة ومساهمة.
تعتبر مبادرة الإفراج عن هذا العدد الكبير من النزلاء، والذي يعد الأكبر في تاريخ الإمارة، بمثابة تعزيز للقيم الإنسانية التي تميز دولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما يعكس التزامها الراسخ باحترام حقوق الإنسان، وتوفير الفرص للجميع لبدء حياة جديدة.
أهمية العفو في تعزيز الأمن المجتمعي
لا يقتصر تأثير عفو دبي على حياة الأفراد المعنيين، بل يمتد ليشمل المجتمع بأكمله. فمن خلال منح هذه الفرصة لهم، يتم تقليل احتمالية العودة إلى الإجرام، وتعزيز الشعور بالأمن والاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، يساهم العفو في تخفيف الضغط على المؤسسات الإصلاحية والعقابية، وتوجيه الموارد نحو برامج التأهيل والإصلاح.
هذه المبادرة تدعم أيضاً جهود الإمارات في مكافحة الجريمة من خلال التركيز على إعادة تأهيل المدانين بدلاً من مجرد معاقبتهم. فالإصلاح الحقيقي يكمن في تغيير السلوك، وتوفير الأدوات والمهارات اللازمة للأفراد لكي يصبحوا أعضاء مسؤولين في المجتمع.
تصريحات رسمية حول العفو الكريم
أكد المستشار عصام عيسى الحميدان، النائب العام لإمارة دبي، أن الأمر السامي بالإفراج عن هذا العدد من النزلاء يأتي في إطار حرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على التأكيد على القيم الأصيلة التي تأسست عليها دولة الاتحاد. وأوضح أن هذا العفو الخاص يترجم رغبة سموه في منح المشمولين بالعفو فرصة للعودة إلى الصواب، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للإمارات.
وأضاف المستشار الحميدان أن هذا العفو لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع احترام القانون والالتزام بأحكامه، بل هو تعبير عن رؤية استشرافية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز التماسك المجتمعي. ويؤكد أن دولة الإمارات تسعى دائماً إلى تحقيق التوازن بين تطبيق القانون، ومنح الفرص للإصلاح والتأهيل.
آليات تنفيذ أمر الإفراج
فور صدور الأمر السامي، بدأت النيابة العامة في دبي بالتنسيق الكامل مع القيادة العامة لشرطة دبي لتنفيذ أمر الإفراج على الفور. تم تشكيل فرق عمل متخصصة لمراجعة حالات النزلاء، والتأكد من استيفائهم للشروط والمعايير اللازمة للاستفادة من العفو.
تضمن هذا التنسيق أيضاً توفير الدعم اللازم للمفرج عنهم، لمساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع، من خلال توفير فرص العمل، والإرشاد القانوني، والدعم النفسي والاجتماعي. وتركز الجهود على ضمان حصولهم على كافة الحقوق والخدمات التي يحتاجونها لبناء حياة كريمة ومستقرة. كما أن شمولية الإفراج عن النزلاء لمختلف الجنسيات يعكس التزام دبي بالعدالة والمساواة للجميع.
دور الإمارات في تعزيز القيم الإنسانية
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال تعزيز القيم الإنسانية، وتوفير المساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم. ويأتي العفو الإماراتي في سياق هذه الجهود، كونه يعكس التزام الإمارات الراسخ بحماية حقوق الإنسان، وتقديم الدعم للأفراد الذين يسعون إلى تغيير حياتهم نحو الأفضل.
تدرك القيادة الإماراتية أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأمثل في المستقبل. لذلك، تحرص على توفير كافة الفرص والبيئة المناسبة لكي يتمكن الأفراد من تحقيق طموحاتهم، والمساهمة في بناء مجتمع مزدهر ومستقر. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المبادرة تعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للتسامح والتعايش.
ختاماً، يمثل العفو الكريم الذي أمر به صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمناسبة عيد الاتحاد الـ54، لحظة تاريخية في مسيرة دبي والإمارات. إنه دليل قاطع على الحرص الدائم لقيادتنا الرشيدة على بناء مجتمع قوي ومتماسك، قائم على العدالة والتسامح والأمل. ونتطلع جميعاً إلى رؤية المفرج عنهم وهم يبدؤون فصلاً جديداً في حياتهم، ويساهمون في بناء مستقبل أفضل للإمارات. يمكنكم الاطلاع على المزيد من الأخبار والمبادرات الحكومية عبر المواقع الرسمية لحكومة دبي والنيابة العامة.


