يُعد عيد الاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يحل في الثاني من ديسمبر من كل عام، أكثر من مجرد احتفال بذكرى تأسيس الدولة. إنه تجسيدٌ لروح الوحدة والإصرار التي قادت الآباء المؤسسين إلى بناء وطنٍ شامخ، ورمزٌ لمستقبلٍ مشرقٍ تتطلع إليه الأجيال القادمة. وفي هذا العام، نحتفل بالذكرى الرابعة والخمسين لهذا اليوم المجيد تحت شعار “متّحدين”، مؤكدين على قوة التلاحم والتعاون في مواجهة التحديات وتحقيق الطموحات.

رؤية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لعيد الاتحاد

أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن عيد الاتحاد ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو عنوان لمسيرة مجدٍ ملهمة نعيش تفاصيلها ونضيف إليها فصولاً جديدة بعزيمة مستمدة من القيادة الرشيدة. وقد عبرت سموها عن عميق الامتنان للآباء المؤسسين ورؤيتهم الثاقبة التي حولت حلمًا إلى واقع ملموس.

لحظة التأسيس: حلمٌ يتحقق في قلب الصحراء

تذكر سمو الشيخة لطيفة كيف اجتمع الآباء المؤسسون حول حلم واحد، حلم بناء وطن يرتكز على الوحدة والأخوة. هذا الوطن ولد في قلب الصحراء، لكن طموحاته سرعان ما تجاوزت الحدود، واتسعت آفاقه لتلامس السماء بإنجازاته العظيمة. إن قصة دولة الإمارات هي قصة نجاح باهر، نسجت خيوطها من الاتحاد لتُعلن فجرًا جديدًا لمستقبل مشرق.

الاتحاد: قوة التوحّد وبناء الإنسان

أشارت سموها إلى أن دولة الإمارات أثبتت للعالم ما يمكن تحقيقه حين تتوحد القلوب، وحين يكون بناء الإنسان هو الثروة الحقيقية للمجتمعات والأوطان. هذا التركيز على الإنسان هو ما يميز مسيرة التنمية في الإمارات، ويجعلها نموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم. الاحتفال بعيد الاتحاد هو فرصة لتجديد العهد بالعمل الدؤوب من أجل رفعة الوطن وتقدم شعبه.

“متّحدين”: شعار يعكس روح الإمارات

إن شعار عيد الاتحاد الـ 54، “متّحدين”، يحمل في طياته رسالة قوية عن أهمية الوحدة والتكاتف في بناء مستقبل أفضل. هذا الشعار ليس مجرد كلمة، بل هو تعبير عن الهوية الوطنية الإماراتية، وعن الروح التي تجمع كبارًا وصغارًا، مواطنين ومقيمين، على أرض هذا الوطن المعطاء.

تعزيز مكانة الإمارات: ريادة ومعرفة وإبداع

تؤكد سمو الشيخة لطيفة أن الاحتفال بعيد الاتحاد هو تجديد للاعتزاز بالروح التي تجمعنا، وبمسيرتنا التي تستمد قوتها من الاتحاد. كما هو خطوة نحو غد يعزز مكانة دولة الإمارات كمنارة للريادة والمعرفة والإبداع. إن الإمارات تسعى دائمًا إلى أن تكون في طليعة الدول المتقدمة، وأن تقدم للعالم إسهامات قيمة في مختلف المجالات.

دور الثقافة والفنون في تعزيز الوحدة الوطنية

باعتبارها رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، تولي سمو الشيخة لطيفة أهمية قصوى لدور الثقافة والفنون في تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الهوية الإماراتية. فالثقافة والفنون هما وسيلة للتعبير عن الانتماء والولاء للوطن، وللتواصل مع الآخرين وتبادل الخبرات والمعارف. كما أنها محفز للإبداع والابتكار، ومصدر للإلهام والتفاؤل. الاحتفالات بعيد الاتحاد تتضمن فعاليات ثقافية وفنية متنوعة تهدف إلى إبراز التراث الإماراتي الغني، وتشجيع المواهب الشابة، وتعزيز التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم.

عيد الاتحاد: إرثٌ عظيم ومستقبلٌ واعد

إن عيد الاتحاد هو فرصة للتأمل في الماضي المجيد، والاستشراف نحو مستقبل واعد. إنه تذكير بالإنجازات العظيمة التي حققتها دولة الإمارات في فترة زمنية قصيرة، وبالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعًا في الحفاظ على هذا الإنجاز، والعمل على تعزيزه وتطويره. إن الاحتفال بهذا اليوم المجيد هو تجديد للعهد بالولاء والإخلاص للوطن، وبالسعي الدائم نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار.

في الختام، عيد الاتحاد ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو قصة نجاح مستمرة، ومصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي. فلنجعل من هذا اليوم مناسبة لتجديد العزم والعمل، ولتأكيد التزامنا ببناء مستقبل مشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة. ندعوكم للمشاركة في فعاليات الاحتفال بعيد الاتحاد، والتعبير عن حبكم وولائكم لوطننا الغالي.

شاركها.
Exit mobile version