أعلنت هيئة الصحة في دبي عن نقلة نوعية في تقديم الخدمات المتعلقة بشؤون ذوي المتوفين، وذلك من خلال إطلاق منظومة رقمية شاملة تهدف إلى تبسيط الإجراءات وتوفير الدعم الإنساني والاجتماعي في هذه الظروف العصيبة. تأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة “بُناة المدينة” التي ترتكز على تقديم خدمات حكومية استباقية ومتمحورة حول الإنسان.

تبسيط إجراءات شؤون ذوي المتوفين: “جبر” نقطة التحول

تجسد منظومة “جبر” هذه النقلة النوعية، حيث تعمل على دمج وتنسيق جهود 22 جهة حكومية محلية واتحادية، بالإضافة إلى القطاع الخاص. كانت إجراءات شؤون ذوي المتوفين في السابق تتطلب التنقل بين عدة جهات لإنجاز المعاملات المختلفة. الآن، أصبح الموظف الحكومي الشامل بمثابة نقطة اتصال رئيسية، يتولى تخليص كافة الإجراءات نيابة عن الأسرة، مما يخفف عنهم عبء الوقت والجهد في ظل ظروفهم الحساسة.

كيف تعمل منظومة “جبر”؟

تعتمد “جبر” على منصة رقمية موحدة تتيح تبادل المعلومات بشكل فوري وآمن بين جميع الجهات المعنية. فور تسجيل حالة الوفاة، يتم إصدار إشعارات تلقائية لجميع الجهات لبدء إجراءاتها بشكل استباقي. يشمل ذلك إصدار شهادة الوفاة، وتجهيز البيانات اللازمة لإتمام جميع المعاملات الأخرى، مثل فتح ملفات التركة، وترتيبات الدفن والنقل.

خدمات استباقية تخفف عن الأسر

لا تقتصر “جبر” على تبسيط الإجراءات الإدارية فحسب، بل تتجاوز ذلك لتوفير دعم شامل للأسر المنكوبة. تأتي هذه الخدمات في إطار رؤية دبي في تعزيز جودة الحياة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمواطنين والمقيمين.

الدعم الاجتماعي والنفسي

تدرك هيئة الصحة في دبي أهمية الجانب النفسي والاجتماعي في هذه المرحلة، لذلك تعمل “جبر” على تقديم:

  • خيمة عزاء إضافية: توفير خيمة عزاء مجهزة بالكامل للأسر المواطنة، بالإضافة إلى الضيافة خلال أيام العزاء.
  • تطوير خيم العزاء: تجهيز أكثر من 70 موقعًا لخيم العزاء بالتنسيق مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري.
  • دعم نفسي للطلاب: تدريب 230 مستشارًا في المدارس لتقديم الدعم النفسي للطلاب الذين فقدوا ذويهم.
  • محاضرات دينية: تقديم محاضرات دينية لذوي المتوفين للتخفيف عنهم وتقديم الدعم الروحي.

تسريع إجراءات نقل الجثامين والدفن

تهدف المنظومة الجديدة إلى تسريع إجراءات نقل جثامين المتوفين إلى بلادهم، تلبية لرغبات ذويهم. بالإضافة إلى ذلك، تم تقليل الوقت المستغرق لإنجاز خدمات الدفن والعزاء، مما يضمن استجابة أسرع وأكثر سلاسة لاحتياجاتهم. هذا التطور يساهم بشكل فعال في تخفيف الأعباء عن الأسر خلال هذه الفترة الصعبة.

رؤية دبي الإنسانية تتجسد في “جبر”

أكد الدكتور علوي الشيخ علي، مدير عام هيئة الصحة في دبي، أن منظومة “جبر” تعكس الاهتمام البالغ الذي توليه حكومة دبي لوضع الإنسان في صميم أولوياتها. وأضاف أن المنظومة تجسد القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات في مساندة الأسرة وتعزيز قدرتها على تجاوز هذه الظروف.

من جانبه، أوضح ماجد المهيري، المتحدث الرسمي باسم المنظومة، أن الهدف هو توفير تجربة متعامل إنسانية وداعمة، تتجاوز مجرد إنهاء الإجراءات الإدارية لتشمل الدعم النفسي والاجتماعي. وأشار إلى أن هذا التحول يمثل نموذجًا عمليًا للتكامل الحكومي في دبي، بما ينسجم مع توجهات الإمارة في التركيز على الإنسان.

التحول الرقمي وتقليل الإجراءات الروتينية

تعتمد منظومة “جبر” على أحدث التقنيات والحلول الذكية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والفعالية. يشمل ذلك:

  • نظام ذكي موحد: يربط جميع الجهات الحكومية المعنية، مما يضمن تبادل المعلومات بشكل فوري وآمن.
  • نقطة دفع واحدة: لتقليل عدد نقاط الاتصال وتسهيل عملية الدفع.
  • فتح ملفات التركة بشكل استباقي: من خلال محاكم دبي، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي.
  • جرد الممتلكات بشكل استباقي: لتسهيل إجراءات إشهاد حصر الورثة.

مبادرة “بُناة المدينة” ودعم شؤون ذوي المتوفين

تأتي منظومة “جبر” ضمن حزمة كبيرة من المبادرات التي تطلقها مبادرة “بُناة المدينة”، التي تهدف إلى تطوير الخدمات الحكومية في دبي وجعلها أكثر سهولة ويسرًا للمواطنين والمقيمين. هذه المبادرة تؤكد التزام دبي بتعزيز جودة الحياة وتقديم الدعم اللازم للمجتمع في جميع الظروف.

مستقبل شؤون ذوي المتوفين في دبي

تؤكد هيئة الصحة في دبي أنها ماضية في تحسين مستوى خدماتها المقدمة لذوي المتوفين، مع مراعاة ظروفهم النفسية والاجتماعية وتخفيف الأعباء المادية والمعنوية عنهم. من خلال منظومة “جبر” والتحول الرقمي المستمر، تسعى دبي إلى أن تكون نموذجًا عالميًا في تقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية في أصعب الظروف. هذه الخطوة تعكس التزام دبي الراسخ بتوفير بيئة داعمة ومريحة لجميع أفراد المجتمع، خاصة في أوقات الحزن والفقد.

شاركها.
Exit mobile version