تعزيز العلاقات الإماراتية الفنلندية: رؤية نحو مستقبل مشرق
في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والرغبة المتبادلة في تطويرها، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، فخامة الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب في قصر الشاطئ بأبوظبي. هذا اللقاء الهام تناول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويدعم مسيرة التنمية والازدهار لشعبيهما. يمثل هذا الاجتماع محطة بارزة في مسيرة العلاقات الدبلوماسية التي تحتفل هذا العام بذكرى مرور خمسين عاماً على إقامتها.
مجالات التعاون الإماراتي الفنلندي: آفاق واسعة للنمو
تركزت المناقشات بين الجانبين على استكشاف آفاق جديدة للتعاون في قطاعات حيوية، وفي مقدمتها الاقتصاد والتجارة. أكد صاحب السمو رئيس الدولة على أهمية البناء على ما تم تحقيقه من تقدم في هذه المجالات، خاصة مع تطلع البلدين إلى إبرام اتفاقية التجارة الحرة واتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الاتحاد الأوروبي. هذه الاتفاقيات ستفتح مجالات أوسع للتبادل التجاري والاستثماري بين الإمارات وفنلندا.
بالإضافة إلى الاقتصاد، تم التطرق إلى أهمية تعزيز التعاون في مجالات أخرى ذات أهمية استراتيجية، مثل:
التعليم والتكنولوجيا
يشهد قطاعا التعليم والتكنولوجيا في الإمارات تطوراً ملحوظاً، وفنلندا لديها خبرة عالمية رائدة في هذا المجال. لذلك، يعد تبادل الخبرات والمبادرات بين البلدين خطوة هامة نحو تطوير منظومة التعليم والابتكار في كلا البلدين.
الفضاء والابتكار
تحظى الإمارات بمكانة متنامية في قطاع الفضاء، وتسعى إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال. التعاون مع فنلندا، المعروفة بابتكاراتها التكنولوجية المتقدمة، يمكن أن يساهم في تحقيق هذه الأهداف وتوسيع نطاق الاستكشافات الفضائية.
التنمية المستدامة
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بقضايا التنمية المستدامة، وتسعى إلى تبني أفضل الممارسات في هذا المجال. أعرب الرئيس الفنلندي عن تطلع بلاده إلى توسيع التعاون مع الإمارات في المجالات التي تدعم التنمية المستدامة، مثل الطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية.
نظرة مشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية
لم يقتصر اللقاء على مناقشة جوانب التعاون الثنائي، بل تطرق أيضاً إلى القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. أكد الجانبان على حرصهما المشترك على دعم الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ السلام والاستقرار في العالم من خلال الحوار والدبلوماسية. تبادلا وجهات النظر حول التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، مثل التغير المناخي والإرهاب، وأهمية العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات.
صاحب السمو رئيس الدولة، شدد على موقف الإمارات الثابت تجاه حل النزاعات بالطرق السلمية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. كما أكد سموه على أهمية تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التغير المناخي والحفاظ على البيئة.
تأكيد على الالتزام بتعزيز الشراكة الاستراتيجية
أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الإماراتية الفنلندية، مؤكداً أن الزيارة تمثل فرصة لفتح آفاق جديدة للنمو والازدهار. وأضاف سموه، في تغريدة على منصة “إكس”، أن المباحثات أكدت التزام البلدين باستثمار كل الفرص المتاحة لتحقيق تطلعات شعبيهما في التقدم والازدهار.
من جانبه، عبر الرئيس ألكسندر ستوب عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً على أهمية تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتطلع إلى توسيع التعاون في مختلف المجالات.
خاتمة: نحو آفاق أرحب من التعاون
لقد شهدت العلاقات الإماراتية الفنلندية تطوراً ملحوظاً على مر السنين، وأثمرت عن العديد من المبادرات والمشاريع المشتركة. هذا اللقاء التاريخي يمثل خطوة هامة نحو تعزيز هذه العلاقات، وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لكلا البلدين. من خلال التركيز على مجالات التعاون ذات الأولوية، وتبادل الخبرات والابتكارات، يمكن للإمارات وفنلندا بناء شراكة استراتيجية قوية ومستدامة، تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك، وتدعم الجهود الدولية الرامية إلى عالم أكثر سلاماً واستقراراً. نتطلع إلى رؤية ثمار هذا التعاون في المستقبل القريب، وأن تشهد العلاقات بين البلدين المزيد من التطور والازدهار في ظل هذه الرؤية المشتركة.


