في مبادرة كريمة تعكس قيم العطاء والتسامح التي يتحلى بها دولة الإمارات العربية المتحدة، أصدر صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، أمرًا بالإفراج عن عدد من النزلاء في المؤسسة العقابية والإصلاحية بأم القيوين. هذا القرار، الذي تزامن مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني الـ 54، يمثل فرصة جديدة للمفرج عنهم للاندماج في المجتمع، ويعكس رؤية القيادة الحكيمة في منحهم أملًا في مستقبل أفضل. هذا الخبر يلقي الضوء على أهمية الإفراج عن النزلاء كجزء من استراتيجية الإصلاح الاجتماعي.
حرص حاكم أم القيوين على الإصلاح الاجتماعي
يأتي أمر سموه بالإفراج عن النزلاء، من مختلف الجنسيات، دليلًا قاطعًا على اهتمامه البالغ بمسيرة الإصلاح في الإمارة. لم يكن هذا الإفراج عشوائيًا، بل جاء بعد دراسة متأنية لملفات النزلاء، والتأكد من استيفائهم شروط الأهلية، وحسن سيرتهم وسلوكهم خلال فترة محكوميتهم. تؤمن القيادة الرشيدة بأن العقوبة ليست الغاية الوحيدة، بل هي وسيلة لإعادة التأهيل وإدماج الفرد في المجتمع كمواطن صالح ومسؤول.
معايير الإفراج والتأهيل
تعتمد المؤسسة العقابية والإصلاحية في أم القيوين على معايير صارمة عند النظر في طلبات الإفراج، تتضمن تقييمًا نفسيًا واجتماعيًا، وبرامج تأهيلية تهدف إلى تصحيح السلوك وتعليم مهارات جديدة. هذه البرامج تساهم بشكل فعال في إعداد النزلاء لمواجهة تحديات الحياة بعد الإفراج، وتقليل احتمالات العودة إلى الجريمة. بالإضافة إلى ذلك، يتم التركيز على الجانب الديني والأخلاقي، لتعزيز القيم الإيجابية في نفوس النزلاء.
تهنئة المفرج عنهم وتمنيات بالعودة الحسنة
لم يقتصر أمر سموه على الإفراج فحسب، بل أعرب أيضًا عن تمنياته الصادقة للمفرج عنهم بالعودة الصالحة إلى المجتمع والحياة العامة. هذه اللفتة الإنسانية تحمل في طياتها معاني الأمل والتفاؤل، وتشجعهم على اغتنام الفرصة المتاحة لهم، والعمل بجد وإخلاص لبناء مستقبل مشرق. هذا الترحم على ما مضى ورؤية المستقبل الزاهر يعكس جوهر العدالة التصالحية.
أهمية الدعم المجتمعي للمفرج عنهم
إن عودة المفرج عنهم إلى المجتمع لا تقتصر على جهود المؤسسات الحكومية، بل تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع. يجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمفرج عنهم، ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل مناسبة، وإدماجهم في مختلف الأنشطة المجتمعية. الوصم الاجتماعي يعتبر من أكبر العقبات التي تواجه المفرج عنهم، لذا يجب علينا جميعًا العمل على تغييره، ونشر ثقافة التسامح والقبول.
الإفراج عن النزلاء كبادرة وطنية في عيد الاتحاد
تتزامن هذه البادرة الكريمة من صاحب السمو حاكم أم القيوين مع الاحتفال بالعيد الوطني الـ 54 لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يضفي عليها بعدًا وطنيًا خاصًا. يعتبر عيد الاتحاد مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن، والتعبير عن الفخر والإعتزاز بتاريخه وإنجازاته. إضافة إلى ذلك يعكس هذا الإفراج روح الوحدة والتكاتف التي سادت على مر السنين.
انعكاسات إيجابية على أسر النزلاء والمجتمع ككل
لا تقتصر الفوائد المباشرة للإفراج عن النزلاء على المفرج عنهم أنفسهم، بل تمتد لتشمل أسرهم وعائلاتهم، التي تتأثر بشكل كبير بفترة غيابهم. إعادة لم شمل الأسر، وإدخال السرور على قلوبهم، يساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي، وتقوية الروابط الأسرية. كما أن إدماج المفرج عنهم في المجتمع كأفراد منتجين، يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. يُعد هذا الإجراء جزءًا من جهود شاملة لتحقيق الأمن المجتمعي.
رؤية مستقبلية للإصلاح العقابي في أم القيوين
تسعى إمارة أم القيوين إلى تطوير منظومة الإصلاح العقابي، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية. تشمل هذه الرؤية التركيز على برامج التأهيل والتدريب المهني، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للنزلاء، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل للمفرج عنهم. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الإمارة إلى بناء شراكات استراتيجية مع مختلف المؤسسات المجتمعية، لتعزيز دورها في عملية الإصلاح وإعادة الإدماج.
في الختام، إن أمر صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا بالإفراج عن النزلاء في أم القيوين، هو مبادرة سامية تعكس قيم العطاء والتسامح التي تميز دولة الإمارات العربية المتحدة. إنها شهادة على حرص القيادة الحكيمة على إعطاء فرصة جديدة للمفرج عنهم، وإدماجهم في المجتمع كأفراد منتجين. نتمنى للمفرج عنهم التوفيق والنجاح في حياتهم الجديدة، وندعوهم إلى اغتنام هذه الفرصة، والعمل بجد وإخلاص لخدمة وطنهم ومجتمعهم. نتشجع جميعًا للمشاركة في دعم هذه المبادرة، لتعزيز الأمن والاستقرار في أم القيوين والدولة بأكملها، والمساهمة في بناء مجتمع متماسك يرتكز على قيم العدل والتسامح.


