في قلب الطبيعة الخلابة لمنطقة حتّا بدبي، يعود مهرجان حتّا للعسل ليضيء سماء السياحة الزراعية والبيئية، ويحتفي بالمنتج المحلي الفريد. هذا الحدث السنوي، الذي انطلق مؤخرًا ويستمر حتى نهاية ديسمبر، ليس مجرد سوق للعسل، بل هو تجسيد لالتزام بلدية دبي بدعم المنتجين المحليين وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة. يهدف المهرجان إلى إبراز جودة العسل الإماراتي وتراث حتّا البيئي الغني، وتقديم تجربة شاملة للزوار تجمع بين المتعة والمعرفة.

عودة مهرجان حتّا للعسل: احتفاء بالطبيعة والتراث

أعلنت بلدية دبي عن عودة مهرجان حتّا للعسل كجزء من مبادرة “شتا حتّا”، التي تهدف إلى جذب السياح والزوار إلى المنطقة خلال فصل الشتاء. المهرجان، الذي يقام في قاعة حتّا، يوفر منصة مثالية للنحالين والمنتجين المحليين لعرض منتجاتهم عالية الجودة، والتواصل المباشر مع المستهلكين. الدخول إلى المهرجان مجاني، مما يجعله وجهة مثالية للعائلات والأفراد الراغبين في استكشاف كنوز الطبيعة والتعرف على ثقافة المنطقة.

دعم السياحة الزراعية والاقتصاد المحلي

يأتي تنظيم مهرجان حتّا للعسل في إطار رؤية بلدية دبي الطموحة لتحويل حتّا إلى وجهة رائدة في مجال السياحة الزراعية والبيئية. يهدف المهرجان إلى خلق فرص اقتصادية مباشرة للمنتجين المحليين وأصحاب المشاريع الصغيرة، من خلال توفير مساحة مخصصة لعرض وبيع منتجاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يساهم المهرجان في تعزيز منظومة السياحة والاقتصاد المحلي في الإمارة، وجذب الاستثمارات إلى القطاعات الزراعية والصناعات الصغيرة. كما يمثل المهرجان فرصة لتعزيز الوعي بأهمية المنتجات المحلية ودعم المزارعين الإماراتيين.

مكونات المهرجان: مزيج من الإنتاج والتعليم والترفيه

تتميز نسخة هذا العام من مهرجان حتّا للعسل بتنوع فعالياته ومكوناته. يضم المهرجان أكثر من 50 منصة لعرض منتجات النحالين، بالإضافة إلى 10 أكشاك خارجية مخصصة للأسر المنتجة ومنافذ البيع. ولم يغفل المهرجان الجانب التعليمي، حيث خصص مساحات خارجية لإقامة ورش عمل تفاعلية حول تربية النحل وإنتاج العسل، مما يتيح للزوار التعرف على أسرار هذه المهنة العريقة.

بالإضافة إلى ذلك، يشتمل المهرجان على صالة داخلية تعرض عروضًا حية، ومناطق مخصصة لأنشطة وألعاب الأطفال، وأربع عربات للأطعمة والمشروبات، مما يضمن توفير تجربة ممتعة وشاملة لجميع أفراد الأسرة. هذا التنوع في الفعاليات يعكس حرص بلدية دبي على تقديم مهرجان يلبي جميع الأذواق والاهتمامات.

فحص جودة العسل بتقنيات حديثة

تولي بلدية دبي اهتمامًا بالغًا بضمان جودة وسلامة منتجات العسل المعروضة في المهرجان. لتحقيق ذلك، يشارك مختبر دبي المركزي في فعاليات المهرجان بمنصة مخبرية متكاملة، مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات لفحص جودة العسل.

تتميز هذه النسخة من المهرجان باستخدام أجهزة متطورة تعمل بتقنيات الأشعة تحت الحمراء، والتي يمكنها إجراء بعض الفحوص المخبرية الأساسية للعسل في فترة زمنية قصيرة جدًا لا تتجاوز الدقيقة الواحدة. يضم مختبر دبي المركزي منظومة متكاملة من الفحوص المخبرية للعسل، تصل إلى 512 فحصًا، مما يعكس اتساع نطاق خدماته وقدراته في دعم جودة وسلامة المنتج. هذا الالتزام بالجودة يعزز ثقة المستهلك في جودة العسل ويساهم في الحفاظ على سمعة المنتج الإماراتي.

التحول الرقمي وتوثيق جودة العسل

انطلاقًا من رؤية بلدية دبي في التحول الرقمي والابتكار الحكومي، يستعرض المختبر خلال المهرجان نموذجًا مبتكرًا لاستلام عينات العسل. يتم استلام العينات باستخدام روبوت ذكي يعمل بشكل آلي بالكامل، مما يضمن انسيابية الإجراءات، ورفع مستويات الدقة والموثوقية، والحفاظ على أعلى معايير السلامة والجودة.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت بلدية دبي عن مشروع ريادي يهدف إلى تطوير بصمة مخبرية وهوية رقمية للعسل المحلي. سيمكن هذا المشروع من التحقق من نوع العسل ومصدره وجودته استنادًا إلى تحاليل علمية متقدمة، مما يساهم في مكافحة الغش التجاري وحماية المستهلك. ومن المقرر أن يتم إطلاق هذا المشروع بالتعاون مع مجلس تجّار حتّا، ليصبح الأول من نوعه على مستوى الدولة.

رؤية مستقبلية للتنمية المستدامة

أكدت الدكتورة نسيم محمد رفيع، المدير التنفيذي لمؤسسة البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي بالإنابة، أن مهرجان حتّا للعسل يعكس التزام البلدية بدعم السياحة الزراعية المستدامة وتمكين المنتجين المحليين. وأضافت أن المهرجان يتيح للزوار تجربة شاملة تجمع بين التعلم والتراث والترفيه، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويعكس رؤية دبي في التنمية المستدامة لقطاع السياحة والزراعة.

يُعد تنظيم مهرجان حتّا للعسل جزءًا من خطة شاملة لتطوير منطقة حتّا، تهدف إلى تنويع الاقتصاد المحلي، وتمكين رواد الأعمال الإماراتيين، وخلق فرص استثمارية مستدامة في القطاعات الزراعية والصناعات الصغيرة. من خلال هذه الجهود، تسعى بلدية دبي إلى تحويل حتّا إلى وجهة سياحية زراعية متميزة، تساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في الإمارة.

شاركها.
Exit mobile version