تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، اختتمت جائزة التميز الحكومي العربي فعالياتها بتكريم الفائزين المتميزين في مختلف الفئات، سواء كانت مؤسسية أو فردية. هذا الحدث الهام، الذي أقيم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، يؤكد التزام المنطقة العربية بتطوير الأداء الحكومي وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار. الجائزة ليست مجرد احتفال بالإنجازات، بل هي محفز قوي نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار لشعوبنا.
رؤية الجائزة وأهدافها الاستراتيجية
أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الجائزة المرموقة بالتعاون مع جامعة الدول العربية في عام 2019، انطلاقاً من رؤية طموحة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الإدارة الحكومية العربية. تسعى الجائزة إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات والتجارب الناجحة، وتحويلها إلى نماذج مرجعية يمكن للآخرين الاستفادة منها. كما تهدف إلى تشجيع الحكومات العربية على تبني أحدث التقنيات والمفاهيم الإدارية، بما يضمن تقديم خدمات عالية الجودة تلبي تطلعات المواطنين. التميز الحكومي هو جوهر هذه الرؤية، وهو ما تسعى الجائزة إلى تحقيقه من خلال تكريم المبدعين والمبتكرين.
حفل التكريم: لمحة عن الفائزين والإنجازات
شهد حفل التكريم حضوراً لافتاً من قبل كبار المسؤولين والشخصيات البارزة في الوطن العربي، بما في ذلك رئيس مجلس أمناء الجائزة، محمد عبدالله القرقاوي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وممثلي الحكومات العربية. تم تكريم 26 فائزاً من مختلف الدول العربية، يمثلون نخبة من الكفاءات الحكومية والمبادرات المبتكرة. الفئات الموزعة بين الأفراد والمؤسسات غطت مجالات واسعة، بدءاً من تطوير الخدمات الحكومية وصولاً إلى تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.
فائزون مؤسسيون: نماذج للابتكار والتطوير
من بين الفائزين المؤسسيين، برزت وزارة الصناعة والتجارة والتموين في المملكة الأردنية الهاشمية كأفضل وزارة عربية، وذلك بفضل أدائها المتميز وقدرتها على تحقيق مستويات رضا قياسية لدى المتعاملين. كما فازت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية بجائزة أفضل هيئة أو مؤسسة حكومية عربية، تقديراً لجهودها في الحفاظ على التراث الثقافي للمملكة وتطويره. دائرة الجمارك الأردنية حازت أيضاً على الجائزة في فئتها، وذلك بفضل تطبيقها لأعلى معايير الجودة العالمية وتقديمها لعدد كبير من الخدمات الإلكترونية.
مبادرات رائدة: نحو مستقبل أفضل
شهدت الجائزة أيضاً تكريماً لمجموعة من المبادرات الرائدة التي ساهمت في تطوير العمل الحكومي العربي. مبادرة البنية المعلوماتية للمنظومة المتكاملة للتطعيمات في مصر، ومبادرة “نزاهة” للهيئة العامة لمكافحة الفساد في الكويت، ومبادرة “الخدمات الإسكانية الإلكترونية التكاملية” في البحرين، كانت من بين المبادرات التي حازت على تقدير كبير. كما تم استحداث فئة جديدة في الدورة الحالية، وهي “أفضل مبادرة عربية لتصفير البيروقراطية”، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتبسيط الإجراءات الحكومية وتسهيل الوصول إلى الخدمات.
كلمات ملهمة: رؤى للمستقبل
ألقى محمد عبدالله القرقاوي، رئيس مجلس أمناء جائزة التميز الحكومي العربي، كلمة مؤثرة أكد فيها أن الجائزة تهدف إلى تطوير الخدمات، وتكريم الشخصيات، وإلهام الحكومات. وشدد على أهمية تبني عقلية الشركات الخاصة في المرونة وسرعة الاستجابة للمتغيرات، والتركيز على احتياجات المتعاملين. من جانبه، تقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رعايته الكريمة للجائزة، مثمناً الجهود التي يبذلها فريق العمل في ترسيخ ثقافة التميز والريادة. كما أكد أن الجائزة باتت منبراً يحتفي بالعطاء والإبداع والابتكار، وتشجع على تبني نهج التغيير والتطوير في العمل الحكومي. الابتكار و التطوير المستمر هما أساس النجاح في هذا المجال.
تأثير الجائزة وتطلعات المستقبل
حققت جائزة التميز الحكومي العربي في دورتها الحالية نتائج استثنائية، حيث تضاعف عدد المشاركات ثلاث مرات تقريباً مقارنة بالدورات السابقة. هذا الحراك المتزايد يعكس زيادة الوعي العربي بأهمية التميز الحكومي، ويؤكد على التزام الحكومات العربية بتحقيق المزيد من التقدم والازدهار. تتطلع الجائزة إلى مواصلة مسيرتها في تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار، وتشجيع الحكومات العربية على تبني أفضل الممارسات والتجارب الناجحة، بما يضمن تقديم خدمات عالية الجودة تلبي تطلعات المواطنين. إن الاستثمار في تطوير القطاع الحكومي هو استثمار في مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.


