تعتبر زخة شهب التوأميات من أبرز الأحداث الفلكية التي ينتظرها هواة ومشغقي الفلك حول العالم. وقد أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، إبراهيم الجروان، عن بدء نشاط هذه الزخة الساحرة، والتي ستصل إلى ذروتها في ليالي ديسمبر القادمة. هذا العام يحمل وعدًا بمشاهدة استثنائية، بفضل الظروف الجوية المثالية وضياء القمر المتضاءل، مما يجعل رؤية الشهب أكثر وضوحًا.
ما هي زخة شهب التوأميات؟
زخة شهب التوأميات هي حدث سنوي يحدث عندما تمر الأرض عبر مسار حطام كويكب 3200 فايثون، المعروف أيضًا باسم “فايثون”. عندما تدخل هذه الجزيئات الصغيرة، المعروفة بالشهب، الغلاف الجوي للأرض، تحترق وتخلق خطوطًا من الضوء الساطع تسمى الشهب. تتميز هذه الزخة بأنها تأتي من كويكب، وهو أمر نادر الحدوث، حيث أن معظم زخات الشهب الأخرى تنتج عن حطام المذنبات.
تاريخ وسبب تسمية الزخة
تعود تسمية “التوأميات” إلى حقيقة أن الشهب تبدو وكأنها تنبعث من كوكبة الجوزاء، التي تعرف أيضاً بالتوأم. وقد لاحظ الفلكيون هذه الظاهرة لعدة قرون، وتم توثيقها في السجلات التاريخية. نشاط الزخة يمتد عادةً من 4 إلى 20 ديسمبر، ولكنها تصل إلى أقصى كثافة لها خلال فترة قصيرة نسبيًا.
ذروة زخة شهب التوأميات لهذا العام: توقعات مميزة
من المتوقع أن تكون ذروة زخة شهب التوأميات هذا العام في ليالي 13 و14 ديسمبر، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى 150 شهابًا في الساعة الواحدة في ظروف الرؤية المثالية. ما يميز هذه الذروة بشكل خاص هو قلة ضوء القمر، حيث سيكون الهلال متضائلًا ومضيئًا بنسبة 28% فقط، وسيشرق بعد ساعتين من منتصف الليل. هذا يعني أن السماء ستكون مظلمة للغاية، مما سيزيد من فرص رؤية الشهب الخافتة.
أفضل وقت لمشاهدة الشهب
يوصي الخبراء بالبدء في مراقبة السماء اعتبارًا من الساعة 10 مساءً فصاعدًا. كلما ابتعدت عن أضواء المدينة، كلما كانت رؤية الشهب أفضل وأكثر وضوحًا. ابحث عن مكان مفتوح مع رؤية واضحة للأفق، واسترخِ وتأمل السماء. تذكر أن عينيك تحتاجان إلى حوالي 20-30 دقيقة للتكيف مع الظلام، لذا كن صبورًا.
خصائص شهب التوأميات: لماذا هي مميزة؟
تتميز شهب التوأميات بعدة خصائص تجعلها فريدة من بين زخات الشهب الأخرى. فهي عادةً ما تكون ساطعة وملونة، وتحترق في الغلاف الجوي للأرض ببطء نسبيًا. ويرجع ذلك إلى التركيب الكثيف للجزيئات التي تنبعث منها، حيث أن كويكب 3200 فايثون يدور حول الشمس بسرعة نسبياً، مما يؤدي إلى تكوين تركيبة كثيفة.
ألوان الشهب وعناصرها
تتراوح ألوان شهب التوأميات بين الأبيض والأخضر والأحمر، وتعود هذه الألوان إلى آثار عناصر مثل الصوديوم والكالسيوم الموجودة في الشهب. عندما تحترق هذه العناصر في الغلاف الجوي، فإنها تبعث ضوءًا بأطوال موجية مختلفة، مما ينتج عنه الألوان المتنوعة التي نراها.
رصد الظواهر الفلكية: نصائح للمبتدئين
قد تبدو مراقبة الظواهر الفلكية مثل زخة شهب التوأميات مهمة معقدة، ولكنها في الواقع بسيطة نسبيًا. لا تحتاج إلى تلسكوب أو أي معدات خاصة لرؤية الشهب. كل ما تحتاجه هو عينيك المجردتين، ومكان مظلم، وقليل من الصبر.
تطبيقات وأدوات مفيدة
هناك العديد من التطبيقات والأدوات المتاحة التي يمكن أن تساعدك في تحديد مواقع الكواكب والنجوم وزخات الشهب في السماء. بعض هذه التطبيقات توفر أيضًا خرائط تفاعلية للسماء، وتنبيهات حول الأحداث الفلكية القادمة. يمكنك البحث عن هذه التطبيقات في متجر التطبيقات الخاص بجهازك.
زخة شهب التوأميات: حدث فلكي لا يُفوّت
تعتبر زخة شهب التوأميات فرصة رائعة للتواصل مع الكون والاستمتاع بجمال السماء الليلية. إنها حدث فلكي يمكن للجميع الاستمتاع به، بغض النظر عن مستوى خبرتهم في علم الفلك. لا تفوت فرصة مشاهدة هذه الزخة الساحرة، واستعد لتجربة لا تُنسى. شارك صورك وملاحظاتك عن الزخة على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاجات مثل #شهب_التوأميات و #علم_الفلك. استمتعوا بالرؤية!


