أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة يطلقان مبادرات رائدة لتحديث الحكومات بالذكاء الاصطناعي
شهدت العاصمة الأوزبكية طشقند فعاليات تاريخية تمثلت في إطلاق برنامج طموح لتصفير البيروقراطية الحكومية، بالإضافة إلى مبادرة واسعة النطاق تهدف إلى تدريب “5 ملايين خبير أوزبكي لأوامر الذكاء الاصطناعي”. يأتي هذا الإطلاق في سياق تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة في مجال التحديث الحكومي، ويدلل على التزام البلدين بالابتكار وتبني التقنيات الحديثة لتحسين حياة المواطنين. هذا التحول الرقمي يمثل نقطة تحول في مسيرة التنمية في أوزبكستان، ويستلهم النجاحات الإماراتية في هذا المجال.
شراكة إماراتية – أوزبكية نحو حكومات المستقبل
تجسد هذه المبادرات عمق العلاقات المتنامية بين دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان، والتي تحظى برعاية خاصة من القيادتين في البلدين. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، يقفان وراء هذه الشراكة الاستثنائية، فيما يوليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، اهتماماً ومتابعة دقيقة.
لم تعد العلاقة بين البلدين مجرد تعاون تقليدي، بل تطورت لتصبح شراكة فكرية وإنسانية، ترتكز على تبادل الخبرات وتوحيد الجهود لبناء حكومات أكثر مرونة وابتكاراً، وتضع الإنسان في صميم أولوياتها. هذه الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي، التي أطلقت عام 2019 وجددت في 2021 لمدة ست سنوات، أثمرت عن تعاون واسع النطاق في مجالات حيوية متعددة.
برنامج تصفير البيروقراطية: نحو خدمات حكومية فعالة
يمثل برنامج “تصفير البيروقراطية” في أوزبكستان خطوة جريئة نحو تبسيط الإجراءات الحكومية وتقليل الروتين الإداري. يستلهم هذا البرنامج النموذج الإماراتي الناجح في تعزيز فعالية العمل الحكومي ورفع مستويات رضا المتعاملين. يهدف البرنامج إلى خلق بيئة عمل حكومية أكثر كفاءة وشفافية، مما يسهل على المواطنين والشركات الوصول إلى الخدمات التي يحتاجونها.
أهمية تبسيط الإجراءات الحكومية
إن تبسيط الإجراءات الحكومية ليس مجرد هدف إداري، بل هو استثمار في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. عندما تكون الخدمات الحكومية سهلة الوصول إليها وفعالة، فإن ذلك يشجع على الاستثمار وريادة الأعمال، ويحسن من جودة حياة المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن تبسيط الإجراءات يساهم في تعزيز ثقافة الابتكار والمرونة داخل المؤسسات الحكومية، مما يجعلها أكثر قدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة.
مبادرة “5 ملايين خبير أوزبكي لأوامر الذكاء الاصطناعي”: الاستثمار في المستقبل
تعتبر مبادرة “5 ملايين خبير أوزبكي لأوامر الذكاء الاصطناعي” استثماراً استراتيجياً في مستقبل أوزبكستان. تهدف المبادرة إلى بناء مهارات متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسريع الابتكار ودعم التنمية الاقتصادية من خلال تدريب 5 ملايين شخص على مهارات هندسة الأوامر البرمجية للذكاء الاصطناعي خلال ثلاث سنوات.
دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات الحكومية
الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على تحويل الخدمات الحكومية بشكل جذري. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من التطبيقات، مثل تحليل البيانات، وأتمتة العمليات، وتقديم خدمات مخصصة للمواطنين. من خلال تبني الذكاء الاصطناعي، يمكن للحكومات أن تصبح أكثر استباقية وكفاءة وفعالية في الاستجابة لاحتياجات المجتمع. هذه المبادرة تعكس رؤية أوزبكستان في أن تصبح مركزاً إقليمياً للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
محاور التعاون الإضافية ورؤية أوزبكستان 2040
في المرحلة الممتدة من التعاون بين البلدين حتى عام 2026، يركز الجانبان على 14 محوراً جديداً، تشمل التنمية الصناعية والاجتماعية، والتحول الرقمي، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والإحصاء، والتنمية التجارية، والتخطيط الحضري، والتنمية القيادية. هذه المحاور تهدف إلى دعم رؤية أوزبكستان 2040، والاستفادة من التجارب العالمية في تحقيق التنمية المستدامة.
مشاركة واسعة وتطلعات مستقبلية
شهدت الفعاليات مشاركة واسعة من وزراء ومسؤولين حكوميين من كلا البلدين، وتم خلالها استعراض أفضل التجارب وقصص النجاح في تصفير البيروقراطية الحكومية وتبني حلول الذكاء الاصطناعي. الوفد الإماراتي ضم نخبة من الخبراء والمسؤولين في مختلف المجالات، مما يعكس التزام الإمارات بدعم أوزبكستان في مسيرتها نحو التحديث والتنمية.
في الختام، تمثل هذه المبادرات نقطة تحول في مسيرة التعاون بين أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة، وتؤكد على التزام البلدين بالابتكار وتبني التقنيات الحديثة لتحسين حياة المواطنين. من خلال الاستثمار في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، تسعى أوزبكستان إلى أن تصبح نموذجاً عالمياً في الحكومة الذكية، وأن تحقق رؤيتها الطموحة للتنمية المستدامة. نتطلع إلى رؤية المزيد من الثمار لهذه الشراكة الاستراتيجية في المستقبل القريب.


