افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، فعاليات الدورة العاشرة من قمة المعرفة 2025 برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. يمثل هذا الحدث العالمي منصة رائدة في إنتاج المعرفة وتوظيفها لخدمة التنمية المستدامة، ويُعقد بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مركز دبي التجاري العالمي، تحت شعار “أسواق المعرفة: تطوير المجتمعات المستدامة”. تستمر فعاليات القمة حتى 20 نوفمبر، وتسلط الضوء على أهمية الاستثمار في المعرفة كركيزة أساسية للتقدم والازدهار.
افتتاحية القمة وإعلان نتائج مؤشر المعرفة العالمي 2025
شهد حفل الافتتاح إعلان نتائج الإصدار التاسع من مؤشر المعرفة العالمي لعام 2025، والذي يعكس التطورات في مختلف المجالات المعرفية حول العالم. تصدرت سويسرا القائمة العالمية، يليها سنغافورة في المركز الثاني، ثم السويد في المركز الثالث. وعلى الصعيد العربي، حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على صدارتها، فيما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية وقطر في المرتبة الثالثة. يعتبر هذا المؤشر مرجعاً دولياً مهماً لقياس مستوى المعرفة والتطور في مختلف الدول، ويساهم في توجيه السياسات ودعم التنمية المستدامة.
رؤية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد: المعرفة أساس بناء المجتمعات
أعربت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم عن فخرها بالقمة ودورها المتزايد في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للمعرفة والابتكار. وأكدت سموها أن استمرار نجاح قمة المعرفة يعكس جهود القائمين عليها والتزامهم بتعزيز الحوار وتبادل الخبرات بين الخبراء وقادة الفكر وصناع القرار. وأضافت سموها: “الأمم والمجتمعات تُبنى بالمعرفة، ويعتمد مستقبل التنمية فيها على قدرتها على تبادل الخبرات، وتصميم واستشراف المستقبل، وتقديم حلول مبتكرة تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس”.
الاستثمار في الانسان وتطوير المهارات المستقبلية
وأشارت سموها إلى أن الاستثمار في المعرفة هو استثمار في الإنسان وقدرته على صناعة الفرص، مؤكدة التزام دبي والإمارات ببناء مجتمعات قادرة على الإبداع وتمتلك الأدوات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل. كما دعت إلى مواصلة الاستثمار في المعرفة، وتفعيل قدراتها في بناء اقتصاد متجدد، والتركيز على تطوير مهارات المستقبل لدى الأجيال القادمة، وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية الشاملة.
مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة والأمم المتحدة: شراكة نحو التنمية المستدامة
في كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن القمة نجحت على مدار 10 سنوات في ترسيخ مكانتها كمنصة عالمية لتعزيز دور المعرفة في بناء الإنسان وضمان مستقبل مزدهر. وأوضح أن القمة تجسد رؤية القيادة الرشيدة، وتستمد زخمها من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يؤمن بأن الاستثمار في المعرفة هو الاستثمار الأمثل لبناء الأمم وتحقيق التقدم.
دور مؤشر المعرفة العالمي في توجيه السياسات
بدورها، أشادت ريبيكا غرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، بجهود مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في دفع الحراك المعرفي على المستويين العربي والعالمي. وأكدت أن مؤشر المعرفة العالمي يشكل مرجعاً دولياً مهماً لقياس إنتاج المعرفة وتوظيفها في خدمة التنمية، ويسهم في توجيه السياسات وبناء الرؤى. كما سلطت الضوء على أهمية سد الفجوة الرقمية وضمان وصول الجميع إلى المعرفة، وتوظيفها من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
محاور القمة الرئيسية وأهميتها
تركز قمة المعرفة 2025 في دورتها الحالية على مفهوم “أسواق المعرفة”، وتسعى إلى فتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد القائم على المعرفة، حيث تتحول الأفكار إلى منفعة تنموية، والمعرفة إلى طاقة إنتاجية. وتناولت فعاليات القمة في يومها الأول مجموعة واسعة من المحاور الهامة، بما في ذلك الاقتصاد المعرفي، والابتكار، والاستدامة، والتنمية المجتمعية، والتكنولوجيا، والتعليم، والبيئة، وحوكمة المعرفة. تأتي هذه المحاور في سياق رؤية دولة الإمارات واستراتيجياتها المستقبلية في بناء اقتصاد معرفي متقدم، واستثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لخدمة الإنسان وتعزيز جودة الحياة.
في الختام، تعتبر قمة المعرفة 2025 محطة هامة في مسيرة التنمية المستدامة، وتهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف الدول والمؤسسات، وتوظيف المعرفة في مواجهة التحديات العالمية وتحقيق مستقبل أفضل للجميع. من خلال الاستمرار في الاستثمار في المعرفة وتشجيع الابتكار، يمكننا بناء مجتمعات قادرة على الإبداع والازدهار.


