في إطار جهودها المستمرة لمكافحة الجريمة المنظمة وحماية المجتمع، أحبطت القيادة العامة لشرطة الشارقة مؤخرًا مخططًا لتهريب كميات كبيرة من مخدر الكوكايين، وذلك بالتعاون مع عدة جهات حكومية. هذه العملية الناجحة تؤكد التزام الإمارة الراسخ بمواجهة خطر المخدرات بكل حزم، وتُظهر كفاءة الأجهزة الأمنية في رصد وتتبع الشبكات الإجرامية التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار. وتأتي هذه الضربة الاستباقية في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تصاعدًا في محاولات تهريب المواد المخدرة.
إحباط عملية تهريب كوكايين دولية في الشارقة
تمكنت مديرية وقاية ومكافحة المخدرات بشرطة الشارقة، بالتعاون الوثيق مع هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، من إحباط هذه المحاولة الجريئة لتهريب أكثر من 12 كيلوغرامًا من مخدر الكوكايين إلى الدولة. وقد بدأت العملية برصد تحركات مشبوهة لشبكة دولية متمركزة في أربع دول مختلفة، تعمل بشكل متناسق لتنفيذ مخططاتها الإجرامية.
التنسيق الأمني المحكم
النجاح في هذه العملية لم يكن ليتحقق لولا التنسيق المحكم والفعال بين مختلف الجهات الأمنية. فقد ساهم تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمل المشترك في تحديد هوية المهربين الرئيسيين وتتبع مسارات تهريب المخدرات. وقد أوضح العميد ماجد سلطان العسم، مدير مديرية وقاية ومكافحة المخدرات، أن الفرق المختصة عملت بجدية ودقة عالية لتنفيذ هذه العملية.
تفاصيل الضبط والتحريات
تم ضبط المهرب الرئيسي، وهو من جنسية دولة آسيوية، فور وصوله إلى الدولة عبر إحدى الدول الخليجية. وبالتزامن مع ذلك، تم القبض على المستلمين داخل الدولة، وهما شخصان من جنسية دولة إفريقية، وهما متلبسان بجريمتهما.
توسيع نطاق التحقيقات
لم تتوقف التحقيقات عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تتبع بقية أفراد الشبكة. وبالتعاون مع المركز الوطني للاستعلام المبكر، تمكنت الشرطة من تحديد بيانات مسافر آخر يحمل الجنسية ذاتها، كان متجهاً من إحدى الدول الخليجية إلى دولة أخرى، مروراً بأحد مطارات الدولة.
تعاون دولي مثمر
خلال أقل من ساعتين، تم التنسيق مع الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات لتمرير بيانات المشتبه به وطريقة إخفاء المخدرات إلى الدولة المتجهة إليها. وقد أسفر هذا التعاون عن ضبط ما يقارب خمسة كيلوغرامات من مخدر الكوكايين بحوزة المسافر. هذا التعاون الدولي يبرز أهمية تبادل الخبرات والمعلومات في مكافحة الجريمة العابرة للحدود.
أهمية مكافحة المخدرات وتأثيرها على المجتمع
تعتبر مكافحة المخدرات من أهم الأولويات الأمنية والاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة. فالآثار المدمرة للمخدرات لا تقتصر على الفرد المتعاطي، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع بأكمله. وتؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي وزيادة معدلات الجريمة والعنف.
جهود الشرطة المستمرة
تواصل شرطة الشارقة جهودها الدؤوبة في مكافحة المخدرات، من خلال تطوير استراتيجيات عمل مبتكرة، وتدريب الكوادر البشرية على أحدث التقنيات والأساليب، وتعزيز التعاون مع الجهات المحلية والدولية. وتشمل هذه الجهود حملات توعية مكثفة تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بهدف تعريفهم بأضرار المخدرات وأساليب الوقاية منها. كما تولي الشرطة اهتمامًا خاصًا برصد ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، للكشف عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالترويج للمخدرات.
تأكيد على مواصلة الجهود الأمنية
أشاد العميد ماجد سلطان العسم بالجهود المشتركة التي أسهمت في إسقاط هذا المخطط الدولي، مؤكدًا أن العمل الاحترافي والدقة العالية في متابعة بيانات وتحركات عناصر الشبكة أسهما في ضبط العمليتين في فترة قياسية. وأضاف أن شرطة الشارقة لن تتوانى في بذل قصارى جهدها لحماية المجتمع من خطر المخدرات، وستواصل العمل بكل حزم لمواجهة أي محاولات لتهريب هذه المواد المدمرة.
وفي الختام، تُعد هذه العملية الناجحة دليلًا قاطعًا على كفاءة الأجهزة الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدرتها على التصدي لأخطر التحديات التي تواجه المجتمع. وتدعو إلى ضرورة تضافر الجهود من قبل جميع أفراد المجتمع، للمساهمة في مكافحة المخدرات والحفاظ على أمن واستقرار الوطن. يمكنكم متابعة آخر أخبار شرطة الشارقة وجهودها في مكافحة الجريمة عبر موقعها الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي.


