احتفاءً بمسيرة العطاء والوحدة، شهدت الإمارات العربية المتحدة مبادرة مؤثرة تجسد عمق الولاء والانتماء للآباء المؤسسين. فقد اختارت العديد من الأسر الإماراتية اسمي زايد وراشد لتوائمهم حديثي الولادة، تعبيراً عن الفرحة والتيمّن بذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وأملاً في أن يحمل أبناؤهم شيمهم وصفاتهم النبيلة. تزامن هذا التوجه مع حملة “زايد وراشد” التي أطلقتها “براند دبي”، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ضمن احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي للاتحاد.
تسمية التوائم بـ “زايد وراشد”: تعبير عن الحب والتقدير
لم يكن اختيار اسمي زايد وراشد للتوائم مجرد صدفة أو تقليداً عابراً، بل كان تعبيراً صادقاً عن الحب العميق والتقدير اللامحدود للقيادة الرشيدة التي أسست دولة الإمارات العربية المتحدة. أحلام المحروقي، والدة التوأمين زايد وراشد المازمي (10 سنوات)، شاركت قصتها المؤثرة مع “الإمارات اليوم”، موضحة أن ولادة التوأمين كانت مفاجأة سارة للعائلة، وأن اختيار الاسمين كان رغبة من والد الطفلين، تيمناً بمؤسسي الدولة واحتفاءً بجهودهما. وأضافت أن هذا الاختيار لاقى ترحيباً كبيراً من الجميع، تقديراً للرمزية العظيمة التي يحملها الاسمان.
رمزية الاسمين وأثرها في الأجيال الجديدة
إن تسمية الأبناء بأسماء القادة المؤسسين ليست مجرد تقليد، بل هي مسؤولية تربوية ووطنية كبيرة. فالأسماء ليست مجرد كلمات، بل هي رموز تحمل قيم العطاء والحكمة وحب الوطن. هذا ما أكدته والدة زايد وراشد أحمد رجب، التي ولدت توأميها في سبتمبر من هذا العام، معربة عن شعورها بالفخر والاعتزاز كلما نودي على طفليها بـ زايد وراشد. وأشارت إلى أن هذا الارتباط الوثيق بالأسماء والقيم التي تمثلها يزيد من شعورها بالفخر كأم.
أحلام وطموحات الأجيال الشابة
لم يقتصر تأثير اسمي زايد وراشد على الأهل والأقارب، بل امتد ليشمل الأبناء أنفسهم، الذين عبروا عن فخرهم واعتزازهم بحمل هذه الأسماء. زايد المازمي، البالغ من العمر 10 سنوات، أعرب عن فخره بحمل اسم الشيخ زايد، مؤكداً أنه يعزز لديه حب الوطن والرغبة في مساعدة الناس وتحقيق الأحلام التي ترفع اسم الإمارات عالياً. ويتمنى أن يكتسب الصفات التي تحلى بها الشيخ زايد، مثل طيبة القلب والتواضع وحبه لشعبه، وأن يصبح ضابطاً يدافع عن وطنه.
أما أخوه راشد، فيطمح إلى تحقيق حلمه في مجال الطيران وأن يصبح طياراً في المستقبل، مؤكداً أنه سيسعى دائماً للنجاح والإنجاز لرفع اسم الإمارات عالياً. ووجه رسالة لأبناء جيله، شدد فيها على أهمية العمل من أجل الوطن والسعي الدائم للمركز الأول. وأشار إلى الدور المهم للعائلة في تعزيز حب الوطن، موضحاً أنهم نشأوا على المشاركة في احتفالات اليوم الوطني وحضور الفعاليات المجتمعية وسماع قصص عن الشيخ زايد والشيخ راشد وجهودهما في تأسيس الاتحاد.
غرس قيم الولاء والانتماء في نفوس الأبناء
يؤكد الآباء والأمهات على أهمية غرس حب الوطن والهوية الإماراتية في نفوس الأبناء منذ الصغر. أحمد رجب، والد التوأمين زايد وراشد، تحدث عن أهمية القدوة الحسنة والحديث مع الأبناء عن إنجازات الدولة ومشاركتهم في الاحتفالات الوطنية، وتعليمهم معنى الولاء والانتماء من خلال الأفعال والممارسات اليومية. وأضاف أن حب الوطن يبدأ من البيت، وأن الاتحاد ليس مجرد تاريخ، بل هو أسلوب حياة نعيشه كل يوم.
مستقبل الإمارات في عيون الشباب
زايد عبيد مطر (20 عاماً) عبّر عن حلمه بأن يكون له ابن يسمى “خليفة”، ليصبح اسمه خليفة بن زايد، على اسم قائد ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الإمارات. وأوضح أن الشباب قادرون على الحفاظ على إرث القادة المؤسسين والاتحاد من خلال العمل والعلم والالتزام بالقيم. ويتوقع أن يشهد مستقبل الإمارات مزيداً من الازدهار القائم على الابتكار والذكاء الاصطناعي والاستدامة، مؤكداً أن دوره هو أن يكون جزءاً من هذه الرحلة عبر العلم والطموح والإسهام في تحقيق “رؤية الإمارات المئوية”.
أما راشد، فيدرس العلاقات الدولية، موضحاً أن اختياره لهذا التخصص يعكس اهتمامه بالتواصل والحوار وتبادل الأفكار، إضافة إلى حبه لهذا المجال. وأشار إلى أن هذا التخصص يرتبط مباشرة برؤية الإمارات التي تسعى إلى أن تكون دولة مؤثرة عالمياً، تنشر السلام وتبني شراكات استراتيجية وتدعم الاستقرار الإقليمي والعالمي.
في الختام، يمثل اختيار اسمي زايد وراشد للتوائم تعبيراً قوياً عن الوحدة الوطنية والولاء للقيادة الرشيدة. إنه ليس مجرد اختيار عشوائي، بل هو رسالة أمل وتفاؤل بمستقبل مشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومحاولة لترسيخ قيم العطاء والحكمة وحب الوطن في نفوس الأجيال القادمة. إن هذه المبادرة تعكس عمق الارتباط بين الشعب الإماراتي وقيادته، وتؤكد على أهمية الحفاظ على إرث القادة المؤسسين وتخليد ذكراهم.


