أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، 29 نوفمبر 2025، عن ارتفاع عدد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، حيث وصل إلى المستشفيات شهيدان و11 إصابة خلال الـ 48 ساعة الماضية. هذا التحديث المأساوي يأتي في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغاية يعاني منها سكان غزة، ويؤكد على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين. هذا المقال سيلقي الضوء على تفاصيل هذا البيان، وتطورات الوضع الصحي في غزة، بالإضافة إلى الإحصائيات المتراكمة منذ بداية العدوان.
مستجدات الوضع الصحي في غزة: بيان وزارة الصحة الأخير
كشفت وزارة الصحة في غزة عن تفاصيل جديدة ومؤلمة بشأن الضحايا المتساقطين نتيجة للعدوان. تشير البيانات إلى أن المستشفيات استقبلت شهيدين خلال آخر يومين، أحدهما جديد والآخر تم انتشاله من تحت الركام. كما سجلت 11 إصابة جديدة، مما يرفع من الضغط الهائل على المنظومة الصحية المتهالكة.
صعوبة الوصول إلى الضحايا
أوضحت الوزارة أن هناك عددًا كبيرًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف والتدمير. هذه العقبات تزيد من الأرقام الحقيقية للضحايا، والتي قد تكون أعلى بكثير من تلك المعلنة رسميًا. المنطقة تحتاج بشكل عاجل إلى ممرات آمنة لفرق الإنقاذ والإسعاف.
الإحصائيات المتراكمة للضحايا منذ وقف إطلاق النار
منذ تاريخ 11 أكتوبر 2025، أي منذ بدء الهدنة الهشة، وثقت وزارة الصحة أعدادًا مقلقة من الضحايا:
- إجمالي الشهداء: 354
- إجمالي الإصابات: 906
- إجمالي عدد الجثامين التي تم انتشالها: 606
هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة والخسائر الفادحة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني في غزة. ويتزايد القلق بشأن استمرار ارتفاع هذه الأرقام في ظل غياب أي حلول جذرية لإنهاء العنف.
ارتفاع الحصيلة الإجمالية منذ بداية العدوان
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن الحصيلة الإجمالية للشهداء والجرحى منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 ارتفعت بشكل كبير، حيث بلغت:
- إجمالي الشهداء: 70,100
- إجمالي الإصابات: 170,983
هذه الحصيلة المروعة تعكس أكثر من عام من القتال المدمر، الذي أدى إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية وتدهور الأوضاع المعيشية.
تحديثات بيانات الشهداء وتأكيد الهويات
أعلنت وزارة الصحة عن إضافة 299 شهيدًا إلى الإحصائية التراكمية للضحايا. هذا الإجراء يأتي بعد اكتمال بيانات هؤلاء الشهداء واعتمادها رسميًا من قبل اللجنة الحكومية المختصة منذ 21 نوفمبر وحتى 28 نوفمبر 2025. هذا التأكيد على الهويات يوضح الجهد المبذول لتوثيق جميع الضحايا بشكل دقيق وشفاف. تعتبر عملية توثيق الشهداء جزءًا هامًا من المساءلة المستقبلية والعمل على تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
تأثير العدوان على المنظومة الصحية في غزة
لا يقتصر تأثير العدوان الإسرائيلي على الأرواح فحسب، بل يمتد ليشمل القطاع الصحي في غزة بأكمله. المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى نقص الكوادر الطبية المتخصصة بسبب استهدافهم أو عدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات. معظم المستشفيات تعمل بطاقة استيعابية محدودة جدًا، وتواجه صعوبات كبيرة في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين والمرضى. بالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر يعيق عمل المستشفيات ويؤثر على جودة الخدمات المقدمة. هذه الظروف القاسية تضع المنظومة الصحية على شفا الانهيار، وتزيد من معاناة المرضى والجرحى.
الحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية
مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وتزايد عدد الضحايا، تتزايد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. المنظمات الدولية والإقليمية مطالبة بتقديم الدعم اللازم لقطاع الصحة في غزة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإرسال فرق طبية متخصصة. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ماسة إلى توفير الغذاء والماء والمأوى للسكان المتضررين، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الحرب. إلى جانب المساعدات الإنسانية، يجب على المجتمع الدولي الضغط من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وفتح معابر غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وخروج الجرحى والمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج في الخارج.
ختامًا، الوضع في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، والبيان الصادر عن وزارة الصحة هو مجرد جزء من الصورة المأساوية. من الضروري تكثيف الجهود الإنسانية والدبلوماسية لوقف هذا النزيف وتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني المتضرر. ندعو الجميع إلى التفاعل مع هذا الموضوع ومشاركة المعلومات الموثوقة للتوعية بما يحدث في غزة. يمكنكم أيضًا دعم المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة للمساهمة في تخفيف معاناة السكان.


