في ليلةٍ تألقت فيها شاشات السينما العربية، أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فوز فيلم “كان ياما كان في غزة” بجائزة أفضل فيلم عربي طويل في دورته الـ46. هذا الفوز، الذي أُعلن مساء الجمعة 21 نوفمبر 2025، لم يكن مجرد تكريم فني، بل كان صرخة مدوية باسم صمود شعبٍ يتعرض لأحد أشد الظلم في العصر الحديث. الفيلم، الذي أثار ضجة واسعة النطاق، يمثل قصة غزة المؤلمة، ويستحق بجدارة هذا التقدير.

“كان ياما كان في غزة” يحصد جائزة أفضل فيلم عربي طويل في القاهرة

الفوز بجائزة أفضل فيلم عربي طويل، والتي تمنح للمنتج وتُقدر قيمتها بـ 10,000 دولار مقدمة من منصة Watch It، جاء في غياب المخرجين طرزان وعرب ناصر. تسلم فريق الفيلم الجائزة نيابة عنهما، وألقى الكاتب عامر ناصر كلمة مؤثرة عبرت عن عمق المعاناة والأمل الذي يحمله الفيلم.

ناصر شكر أستاذ حسين فهمي، رئيس المهرجان، وجميع القائمين عليه، مؤكدًا أن الفيلم هو حديث عن غزة، تلك البقعة التي شهدت “أبشع إبادة مرت على مر العصور والتاريخ”. وأضاف أن الفيلم يركز على الإنسان الغزاوي الذي، رغم كل ما يعانيه، يرفض التخلي عن أرضه ويتمسك بها. هذا التمسك بالأرض هو جوهر القصة التي يرويها الفيلم.

رسالة الفيلم: صمود الإنسان في وجه الإبادة

لم يقتصر الفيلم على تصوير المعاناة، بل سلط الضوء على قوة الإرادة والصمود لدى سكان غزة. ناصر أوضح أن الفيلم يتحدث عن العلاقة الأبدية بين الإنسان ومكانه، وكيف أن الأرض هي الهوية والذاكرة.

كما خصص ناصر جزءًا من كلمته لتكريم أم الفنان مجد عيد، وذكر أن الفيلم هو بمثابة “هدية حب الجمهور المصري”. كما أهدى الجائزة لمدير التصوير أحمد الدنف، الذي عمل في ظروف بالغة الصعوبة خلال الحرب، ولكنه لم يتمكن من الحضور لتسلم التكريم. كما أهدى الفيلم لصوت هند رجب، لعائلته، ولغزة، ولكل من كافح وتمسك بهذه الأرض.

لجنة التحكيم وتقديرها للفيلم

ضمت لجنة تحكيم جائزة أفضل فيلم عربي طويل كوكبة من المبدعين، وهم المخرج المصري كريم الشناوي، والمخرج السعودي وائل أبو منصور، والمنتجة الأردنية رولا ناصر. هذه اللجنة الموقرة، وبعد مشاهدة دقيقة ومتمعنة للأعمال المشاركة، اختارت فيلم “كان ياما كان في غزة” ليكون الأفضل، مما يعكس القيمة الفنية والإنسانية العالية التي يتمتع بها. اختيارهم يؤكد على أهمية تسليط الضوء على القضايا الإنسانية الملحة من خلال الفن.

تفاصيل إنتاج فيلم “كان ياما كان في غزة”

“كان ياما كان في غزة” هو فيلم روائي طويل يجمع بين إنتاج دول متعددة، وهي فرنسا، فلسطين، ألمانيا، البرتغال، قطر، والأردن. هذا التعاون الدولي يعكس الاهتمام العالمي بقضية فلسطين، ورغبة العديد من الفنانين في المساهمة في إيصال صوتها. يبلغ طول الفيلم 87 دقيقة، وتدور أحداثه في غزة عام 2007، وهو ما يجعله وثيقة تاريخية مهمة تعكس واقع الحياة في القطاع خلال تلك الفترة. الفيلم يقدم رؤية فنية فريدة من نوعها، تجمع بين الواقعية والرمزية، مما يجعله تجربة سينمائية مؤثرة لا تُنسى.

تأثير الفيلم على المشاهدين والنقاد

منذ عرضه الأول، أثار فيلم “كان ياما كان في غزة” ردود فعل واسعة النطاق. العديد من النقاد أشادوا بالفيلم، مؤكدين على جرأته في طرح قضايا حساسة، وعلى قدرته على إثارة المشاعر الإنسانية. كما عبر العديد من المشاهدين عن تأثرهم الشديد بالفيلم، واعتبروه بمثابة صرخة مدوية في وجه الظلم. الفيلم نجح في إشعال النقاش حول الوضع في غزة، وفي تسليط الضوء على معاناة شعبها. فيلم كان ياما كان في غزة يمثل إضافة قيمة للسينما العربية والعالمية.

في الختام، فوز فيلم “كان ياما كان في غزة” بجائزة أفضل فيلم عربي طويل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو فوز للسينما العربية، وفوز للإنسانية. الفيلم يذكرنا بأهمية التمسك بالأرض، وبالهوية، وبالأمل، حتى في أحلك الظروف. ندعوكم لمشاهدة فيلم غزة والتعرف على قصة صمود شعبٍ يرفض الاستسلام. يمكنكم متابعة أخبار مهرجان القاهرة السينمائي والاطلاع على الأفلام الأخرى المشاركة من خلال زيارة الموقع الرسمي للمهرجان. شاركوا هذا المقال مع أصدقائكم لزيادة الوعي بقضية فلسطين، ودعم السينما العربية.

شاركها.
Exit mobile version