إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي: قرار يثير الجدل حول حرية الصحافة والأمن القومي
أعلن وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن نيته تقديم مقترح رسمي إلى الحكومة لإغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي بشكل نهائي بحلول الأول من آذار/مارس 2026. ويأتي هذا القرار في إطار خطة لإعادة هيكلة منظومة الإعلام العسكري وتحويل مواردها إلى مجالات “أمنية وعملياتية أكثر أهمية”. وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية والإعلامية، بين من اعتبر الخطوة “ضربة لحرية الصحافة”، ومن رأى فيها “خطوة تنظيمية ضرورية” لفصل الإعلام عن المؤسسة العسكرية.
أسباب القرار وتداعياته
وفقًا لما ذكره وزير الجيش الإسرائيلي، فإن تشغيل الجيش لمحطة إذاعة مدنية “أمر لا مثيل له في أي دولة ديمقراطية”. وأضاف أن الإذاعة تحولت إلى منبر لآراء تهاجم الجيش وجنوده، مما أضر بمكانة المؤسسة العسكرية وبالمعنويات العامة. وقد تم تشكيل فريق خاص داخل وزارة الأمن لتنفيذ القرار، حيث سيعنى بجميع الجوانب التنظيمية والإدارية المتعلقة بإنهاء أنشطة الإذاعة، بما في ذلك ضمان حقوق العاملين المدنيين فيها.
ردود الفعل على القرار
أثار القرار انتقادات حادة من المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا، التي اعتبرت أن عمل اللجنة المكلفة بدراسة مستقبل الإذاعة “يثير مخاوف من تدخل سياسي في البث العام ويمس بحرية التعبير والصحافة”. كما دعا نائب النائب العام إلى مناقشة الجوانب القانونية للقرار قبل المضي قدمًا في تنفيذه. وفي المقابل، رأى البعض أن القرار يمثل خطوة ضرورية لفصل الإعلام عن المؤسسة العسكرية وتوجيه الموارد إلى مجالات أكثر أهمية.
مستقبل الإذاعة والبدائل المطروحة
وفقًا لتوصيات اللجنة التي درست مستقبل الإذاعة، طرحت بدائل عدة، منها تحويل الإذاعة إلى وحدة عسكرية خالية من الشؤون الجارية والاكتفاء ببث نشرات موجزة من إنتاج هيئة البث “كان”، أو إغلاق الإذاعة بالكامل. وقد رفضت منظمة الصحافيين الإسرائيلية القرار، مؤكدة أنها ستعمل على منع إغلاق “إذاعة الجيش”، ووصفت الخطوة بأنها “ضربة لحرية الصحافة ومحاولة لإسكات صوت إعلامي مؤثر”.
خاتمة
يظل قرار إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي مثيرًا للجدل، حيث يمثل نقطة تقاطع بين حرية الصحافة والأمن القومي. ومع استمرار النقاش حول مستقبل الإذاعة، يبقى السؤال قائمًا حول كيفية تحقيق التوازن بين الحاجة إلى إعلام مستقل والحاجة إلى توجيه الموارد نحو الأولويات الأمنية. وستكون المتابعة المستمرة لهذا الملف ضرورية لفهم تداعيات هذا القرار على المشهد الإعلامي والأمني في إسرائيل.


