يعتبر انعقاد المؤتمر العام للشبيبة الفتحاوية حدثاً مهماً في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني، حيث يمثل تجديداً للدم ودفعة قوية نحو المستقبل. فقد أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، مساء السبت 29 نوفمبر 2025، أن هذا المؤتمر يشكل محطة نضالية جديدة تعكس قوة الإرادة والالتزام لدى شباب فلسطين، ومسؤوليتهم في حمل الراية ومواصلة الطريق نحو تحقيق الأهداف الوطنية. هذا المقال سيتناول أهمية هذا المؤتمر، ودور الشبيبة الفتحاوية في تعزيز الوحدة الوطنية، وتحمل المسؤولية في بناء مستقبل فلسطين.

أهمية انعقاد المؤتمر العام للشبيبة الفتحاوية

ينبعث من هذا المؤتمر رسالة واضحة بأن حركة فتح تولي اهتماماً بالغاً بصفوف شبابها، وتؤمن بأنهم قادة المستقبل. فالشباب هم عماد الأمة، وهم الأكثر قدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة والاستجابة لها. انعقاد المؤتمر يوفر منصة لهم للتعبير عن آرائهم، وتبادل الخبرات، وصقل مهاراتهم القيادية.

ويشدد فتوح على أن العيون تتجه نحو إتمام انتخابات الشبيبة في غزة، مع التأكيد على ضرورة التزام أعلى معايير الشفافية والنزاهة في هذه العملية الديمقراطية. إن تكريس صندوق الاقتراع ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو رسالة سياسية وأخلاقية عميقة تؤكد على أن الخيار الديمقراطي هو الأساس الذي تقوم عليه مسيرة العمل الوطني.

دور الشبيبة الفتحاوية في تعزيز الوعي الوطني

لطالما لعبت الشبيبة الفتحاوية دوراً محورياً في تعزيز الوعي الوطني والتنظيمي بين صفوف الشباب الفلسطيني. من خلال ترسيخ الهوية الفلسطينية الأصيلة، والعمل على بناء جيل واعٍ ومثقف، تمكنت الشبيبة من المساهمة في إعداد قادة المستقبل القادرين على تحمل المسؤولية في مختلف مراحل العمل الوطني والمجتمعي.

حضور الشبيبة في الميدان والجامعات

لا يقتصر دور الشبيبة على الجانب النظري والتثقيفي، بل يمتد ليشمل العمل الميداني والفعاليات العملية. فقد كان حضور الشبيبة الفتحاوية ملموساً في الجامعات الفلسطينية من خلال العمل النقابي الذي يهدف إلى الدفاع عن حقوق الطلاب، وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق النجاح الأكاديمي.

بالإضافة إلى ذلك، شاركت الشبيبة في العديد من المبادرات التطوعية والحملات الاجتماعية التي استهدفت خدمة المجتمع، وتلبية احتياجات المواطنين، وتخفيف الأعباء عنهم. هذه الأنشطة تعزز روح العمل الجماعي والتكافل الاجتماعي، وتساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك. ويعتبر العمل المجتمعي جزء لا يتجزأ من المسؤولية الوطنية.

تضحيات الشبيبة الفتحاوية في سبيل فلسطين

إن مسيرة الشبيبة الفتحاوية لم تخلُ من التضحيات، فلقد قدمت العديد من أبنائها تضحيات كبيرة في سبيل الوطن، سواء عبر سنوات طويلة من الاعتقال في سجون الاحتلال، أو من خلال تقديم أرواحهم الطاهرة كشهداء على أرض فلسطين. هذه التضحيات ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي دليل على التزام الشبيبة العميق بقضيتها وشعبها، وعلى إيمانهم الراسخ بأهمية النضال من أجل الحرية والاستقلال.

تعتبر هذه المساهمات جزءاً أصيلاً من الذاكرة الوطنية الفلسطينية، وهي مصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة. فعلى الرغم من الصعوبات والتحديات، لم تتوان الشبيبة يوماً عن أداء واجبها تجاه وطنها وشعبها. و تبقى العمل الوطني الغاية الأسمى لكل شاب فلسطيني.

دعم حركة فتح للشبيبة الفتحاوية

تؤكد حركة فتح دائماً على دعمها المتواصل للشبيبة الفتحاوية، وتعتبرها العمود الفقري للحلم الجمعي والمشروع الذي قدم شعبنا لأجله كل التضحيات. فهي تدرك تمام الإدراك أن الشبيبة هي المستقبل، وأن الاستثمار فيهم هو استثمار في مستقبل فلسطين.

ومن هذا المنطلق، تعمل حركة فتح على توفير كل الدعم والإمكانيات للشبيبة الفتحاوية، من خلال توفير البرامج التدريبية والتأهيلية التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم القيادية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لمشاريعهم ومبادراتهم.

آمال وتطلعات الشبيبة الفلسطينية

تمنى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، النجاح والتوفيق لكل الفائزين في انتخابات الشبيبة، داعياً إياهم إلى أن يكونوا أمناء على مسؤولياتهم، وأوفياء لثقة زملائهم، وفي خدمة وطنهم وحركتهم. كما دعاهم إلى أن يحملوا تطلعات الشباب الفلسطيني وحاجاته وآماله نحو مستقبل أكثر عدلاً وقوة، نحو تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

إن الشباب الفلسطيني اليوم يطمح إلى مستقبل أفضل، مستقبل يسوده السلام والعدل والحرية. يطمحون إلى دولة فلسطينية مستقلة، تحترم حقوقهم وتوفر لهم حياة كريمة. ويعتبرون أن تحقيق هذا الحلم يتطلب تضافر جهود الجميع، والعمل بروح الفريق الواحد، والإيمان بقدرتهم على التغيير. والعمل الجاد من أجل القدس عاصمة فلسطين الأبدية.

في الختام، يمكن القول أن انعقاد المؤتمر العام للشبيبة الفتحاوية يمثل نقطة تحول مهمة في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني، ويؤكد على أهمية دور الشباب في بناء مستقبل أفضل لفلسطين. إن دعم الشبيبة الفتحاوية وتمكينها من أداء دورها القيادي هو ضرورة حتمية لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية.

شاركها.
Exit mobile version