في ظلّ التحدّيات الجسام التي يواجهها الشعب الفلسطيني، تظلّ إرادة التحرّر والدفاع عن الحقوق الوطنية هي المحرّك الأساسي للمستقبل. أكّدت حركة فتح، أنّ شعبنا بكافّة قواه الحيّة والفاعلة ماضٍ نحو إنجاز مشروعه الوطنيّ التحرّريّ، وتجسيد دولته الفلسطينيّة المستقلّة كاملة السّيادة وعاصمتها القدس. هذا التصريح، الذي جاء بمناسبة اليوم العالميّ للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يعكس التزامًا راسخًا بالصمود والمضي قدمًا نحو تحقيق الأهداف الوطنية.

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: تأكيد على الحق في تقرير المصير

يُمثل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يوافق 29 نوفمبر من كل عام، مناسبةً دوليةً مهمةً لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية العادلة، والتأكيد على حقوق شعبنا المشروعة. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو إقرارٌ دوليٌّ بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وفي إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أرضه.

تأتي هذه المناسبة في ظلّ أوضاعٍ مأساوية يعيشها شعبنا في قطاع غزّة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس، حيث يتعرضون لأعتى حرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر 2023. ورغم هذه الظروف القاسية، تؤكد حركة فتح أنّ شعبنا لن يستسلم أو يذعن لمخططات الاحتلال الرامية إلى الضم والتهجير.

الاعترافات الدولية بدولة فلسطين: خطوة نحو تحقيق الحقوق

تعدّ الاعترافات التاريخية الأخيرة من قبل دول غربية بدولة فلسطين، تطورًا هامًا يعكس تحولًا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية. هذه الاعترافات تؤكد بما لا يدع مجالاً للالتباس أنّ حقوق الشعوب لا تسقط بالتقادم، وأن الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني يستدعي إنصافًا دوليًا عاجلاً.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الاعترافات تمثل دعمًا معنويًا وسياسيًا لشعبنا في نضاله العادل، وتشجع على مواصلة الجهود الدبلوماسية والسياسية لإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال. دولة فلسطين، ككيان معترف به دوليًا، تستحق كل الدعم والمساندة لتحقيق أمنها واستقرارها.

صمود الشعب الفلسطيني في وجه الإبادة الجماعية

إنّ ما يتعرض له شعبنا في قطاع غزّة من قصف وتدمير وحصار، يشكل جريمة إبادة جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ورغم هذه الجرائم المروعة، يواصل شعبنا صموده وثباته، متمسكًا بحقوقه المشروعة، ومرفضًا الاستسلام للظلم والقهر.

إلى جانب الإبادة الجماعية، يواجه شعبنا في الضفة الغربية القدس، جرائم التطهير العرقي، وإرهاب عصابات المستعمرين المنظم. هذه الجرائم، التي تتراكم يومًا بعد يوم، لن تثني شعبنا عن مواصلة مسيرته النضالية ضد آخر احتلال في العالم. النضال الفلسطيني هو حق مشروع، وممارسة ديمقراطية تهدف إلى تحقيق الحرية والاستقلال.

دور المجتمع الدولي في حماية الشعب الفلسطيني

تتطلب المظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني إجراءات فورية وحاسمة من قبل المجتمع الدولي لتطبيق القرارات الدولية، ووقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في حماية الشعب الفلسطيني، وضمان حقوقه الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يدعم جهود المصالحة الفلسطينية، وتعزيز الوحدة الوطنية، من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. المصالحة الفلسطينية هي ضرورة حتمية لتعزيز الوحدة الوطنية، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات.

مواصلة النضال حتى تحقيق الاستقلال

تؤكد حركة فتح أنّ شعبنا سيواصل نضاله الوطني المشروع وكفاحه التحرري حتى انتزاع حقوقه ودحر الاحتلال عن أرضه. إنّ إرادة شعبنا هي أقوى من أي قوة، وإيمانه بحقوقه هو مصدر عزيمته وصموده.

إنّ تحقيق الاستقلال والحرية ليس مجرد حلم، بل هو هدف قابل للتحقيق، إذا توفرت الإرادة السياسية، والدعم الدولي، والوحدة الوطنية. يجب على جميع الفلسطينيين، في كل مكان، أن يتحدوا ويساندوا بعضهم البعض، من أجل تحقيق هذا الهدف الأسمى. إنّ القدس، عاصمة فلسطين الأبدية، ستبقى في قلب كل فلسطيني، ورمزًا لوحدتنا وتشبثنا بأرضنا.

في الختام، يمثل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصةً للتعبير عن التضامن والدعم لشعبنا في نضاله العادل. إنّ تحقيق السلام العادل والدائم يتطلب إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس. ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته، والعمل على تحقيق هذه الأهداف، من أجل بناء مستقبل أفضل لشعبنا وللجميع.

شاركها.
Exit mobile version