أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد الموافق 23 نوفمبر 2025، عن اغتيال هيثم علي طبطبائي، القيادي البارز في حزب الله اللبناني. هذه العملية، التي استهدفت قلب العاصمة بيروت، تثير تساؤلات حول مستقبل التوتر المتصاعد في المنطقة وتداعياته المحتملة. يركز هذا المقال على تفاصيل عملية اغتيال الطبطبائي، ردود الأفعال عليها، والخلفية الاستراتيجية التي دفعت إسرائيل لاتخاذ هذه الخطوة.

تفاصيل عملية اغتيال هيثم علي طبطبائي

أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه نفذ العملية بتوجيه من مديرية المخابرات وباستخدام سلاح الجو. استهدفت الغارة منطقة في بيروت، وأدت إلى مقتل هيثم علي طبطبائي، المعروف بأنه القائم بأعمال رئيس أركان حزب الله. وقد نشر الجيش الإسرائيلي توثيقًا للعملية، مما يؤكد مسؤوليته المباشرة عن الاغتيال.

دور الطبطبائي داخل حزب الله

وفقًا للمعلومات التي قدمها الجيش الإسرائيلي، تولى الطبطبائي قيادة أركان حزب الله مؤخرًا، بعد أن كان قائدًا لقوة الرضوان وقسم العمليات. يُعتبر الطبطبائي شخصية محورية في الحزب، حيث قاد معظم وحداته وبذل جهودًا كبيرة لإعادة تأهيلها وتجهيزها لمواجهة إسرائيل. التقارير الإسرائيلية تصفه بأنه “الرجل الثاني في حزب الله” بعد الأمين العام نعيم قاسم، و”رئيس أركان حزب الله فعليًا”.

الخسائر المدنية الناتجة عن الغارة

لم تقتصر تداعيات الغارة على مقتل الطبطبائي، بل امتدت لتشمل خسائر في صفوف المدنيين. أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين في حصيلة نهائية للغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. هذا الأمر يزيد من حدة الغضب والاستنكار في لبنان والمنطقة.

ردود الأفعال على عملية الاغتيال

أثارت عملية اغتيال الطبطبائي ردود فعل واسعة النطاق على المستويات المحلية والإقليمية. من جانب حزب الله، أعلن نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب، محمود قماطي، أن الغارة استهدفت شخصية عسكرية “أساسية”، وأن قيادة الحزب ستدرس كيفية الرد. هذا التصريح يشير إلى احتمال قيام الحزب بعمليات انتقامية.

الموقف الإسرائيلي وتبرير العملية

برر الجيش الإسرائيلي عملية الاغتيال بأنها جزء من جهوده المستمرة لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية. وأكد الجيش أنه سيعمل بقوة لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل، مشيرًا إلى أنه سيواصل العمل ضد محاولات إعادة تسليح الحزب. كما أكد الجيش الإسرائيلي التزامه بالتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان، على الرغم من هذه العملية.

الخلفية الاستراتيجية لعملية الاغتيال

تأتي عملية اغتيال الطبطبائي في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، وتزايد المخاوف من اندلاع حرب جديدة. يعتبر الطبطبائي من أبرز المسؤولين العسكريين في الحزب، ويُتهم بلعب دور رئيسي في تطوير قدرات الحزب الصاروخية وتنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل.

تأثير العملية على التوازن الاستراتيجي

يعتقد بعض المحللين أن عملية الاغتيال تهدف إلى إضعاف قدرات حزب الله العسكرية وتقويض قدرته على الرد على أي هجوم إسرائيلي محتمل. ومع ذلك، يرى آخرون أن العملية قد تؤدي إلى تصعيد الموقف وزيادة خطر اندلاع حرب شاملة. الوضع الأمني في لبنان أصبح أكثر تعقيدًا بعد هذه العملية.

دور الملفات القتالية في قرار الاغتيال

تشير التقارير إلى أن الطبطبائي كان مسؤولاً عن إدارة الملفات القتالية داخل حزب الله، بما في ذلك عمليات التدريب والتجهيز والتخطيط للهجمات. يعتقد الإسرائيليون أن اغتياله سيؤثر سلبًا على قدرة الحزب على تنفيذ عمليات مستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن الطبطبائي كان له دور كبير في إعادة بناء قدرات الحزب بعد المواجهات السابقة مع إسرائيل.

الخلاصة

إن عملية اغتيال الطبطبائي تمثل تطورًا خطيرًا في الصراع الإسرائيلي-اللبناني. تثير العملية تساؤلات حول مستقبل التوتر في المنطقة واحتمالات التصعيد. من الواضح أن إسرائيل تسعى إلى إضعاف حزب الله وتقويض قدراته العسكرية، ولكن هذه العملية قد تأتي بنتائج عكسية وتؤدي إلى حرب شاملة. من الضروري الآن بذل جهود دبلوماسية مكثفة لمنع التصعيد واحتواء الأزمة. نحن نراقب التطورات في لبنان عن كثب ونحلل تأثير هذه العملية على الاستقرار الإقليمي. يجب على جميع الأطراف المعنية التحلي بالمسؤولية والعمل على إيجاد حلول سلمية لتجنب المزيد من الخسائر.

شاركها.
Exit mobile version