في خضمّ التطورات المتسارعة للأزمة الأوكرانية، جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأحد، انتقاداته اللاذعة لأوكرانيا، متهماً إياها بـ “عدم الامتنان” للدعم الأمريكي المقدم لها منذ بدء الحرب الروسية. يأتي هذا التصريح بالتزامن مع محادثات جارية في سويسرا بين واشنطن وكييف، تهدف إلى بحث خطة ترامب المثيرة للجدل لإنهاء الصراع. هذه القضية، خطة ترامب لأوكرانيا، تثير جدلاً واسعاً حول مستقبل المفاوضات والحلول المحتملة.

تجديد اتهامات ترامب لأوكرانيا بعدم الامتنان

أطلق ترامب تصريحاته عبر منصته الخاصة “تروث سوشال”، حيث أكد أن “القيادة الأوكرانية لم تعرب عن أي امتنان لجهودنا”. وأضاف الرئيس السابق، المعروف بأسلوبه الحاد، أن الحرب تسببت في “كارثة إنسانية”، وانتقد الرئيس الحالي جو بايدن بسبب اندلاع الحرب في عهده، متجاهلاً في الوقت ذاته إدانة روسيا.

هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها ترامب انتقادات مماثلة لأوكرانيا. فقد سبق له التعبير عن استيائه من حجم الدعم المالي والعسكري المقدم لكييف، معتبراً أن أوروبا يجب أن تتحمل المزيد من المسؤولية. ويرى ترامب أن الولايات المتحدة تتحمل عبئاً غير عادل في دعم أوكرانيا، بينما تستفيد دول أخرى من الوضع.

“حرب كان ينبغي ألا تحدث” و انتقادات لبايدن

وصف ترامب الحرب بأنها “حرب لم يكن ينبغي أن تحدث أبداً وخاسرة للجميع”. وأضاف أن المسؤولين الأوكرانيين لم يعبروا عن أي امتنان للجهود الأمريكية، وأن أوروبا مستمرة في شراء النفط من روسيا، مما يغذي الاقتصاد الروسي ويطيل أمد الصراع.

كما انتقد ترامب إدارة بايدن، مدعياً أن الولايات المتحدة “تبيع كميات هائلة من الأسلحة إلى حلف شمال الأطلسي لإمداد أوكرانيا بها (جو الفاسد أعطى كل شيء مجاناً، مجاناً، مجاناً، بما في ذلك مبالغ كبيرة من المال!)”. هذه التصريحات تعكس رؤية ترامب القائمة على أن الولايات المتحدة يجب أن تركز على مصالحها الخاصة وأن تقلل من تدخلها في الصراعات الخارجية.

مفاوضات جنيف وخطة ترامب للسلام

في سياق متصل، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في جنيف، الأحد، وفداً أوكرانياً بهدف الدفع قدماً بخطة دونالد ترامب لإنهاء النزاع الروسي-الأوكراني. تتكون خطة ترامب للسلام من 28 بنداً، وقد وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها “إطار للمفاوضات” بعدما أشار ترامب إلى أنها ليست عرضاً نهائياً.

مخاوف كييف والاتحاد الأوروبي من الخطة

تهدف الخطة إلى وضع حد للنزاع الذي بدأ في فبراير 2022، إلا أنها تثير قلقاً كبيراً لدى كييف والاتحاد الأوروبي. يخشى الطرفان من أن تشكل الخطة مدخلاً لاستسلام أوكرانيا والتنازل عن أراضيها لصالح روسيا. وتشير بعض التقارير إلى أن الخطة تتضمن مقترحات بتسليم أراضٍ أوكرانية لروسيا مقابل ضمانات أمنية.

الوضع في أوكرانيا معقد للغاية، وتتطلب أي حلول نهائية مراعاة مصالح جميع الأطراف المعنية. كما أن أي مفاوضات يجب أن تتم على أساس احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

تداعيات خطة ترامب على مستقبل المفاوضات

إن طرح خطة ترامب لأوكرانيا في هذا التوقيت الحساس يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل المفاوضات. هل ستنجح هذه الخطة في تحقيق السلام؟ أم أنها ستزيد من تعقيد الوضع وتعميق الانقسامات؟

من الواضح أن الخطة تثير جدلاً واسعاً، وتتطلب دراسة متأنية من قبل جميع الأطراف المعنية. كما أن نجاح أي مفاوضات يعتمد على استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات والتوصل إلى حلول وسط. بالإضافة إلى ذلك، فإن دور المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، سيكون حاسماً في تحقيق السلام المستدام في أوكرانيا.

في الختام، يظل مستقبل الأزمة الأوكرانية غامضاً، وتعتمد التطورات القادمة على العديد من العوامل، بما في ذلك المفاوضات الجارية، وتصريحات القادة، والتطورات الميدانية. من المهم متابعة هذه التطورات عن كثب، وفهم وجهات النظر المختلفة، والعمل على إيجاد حلول سلمية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. يمكنك متابعة آخر الأخبار حول الأزمة الأوكرانية على موقعنا للحصول على تغطية شاملة وموثوقة.

شاركها.
Exit mobile version