في خضمّ التطورات المتسارعة في قطاع غزة، أصدرت حركة حماس اليوم، السبت 22 نوفمبر 2025، بيانًا صحفيًا حاد اللهجة، تعرب فيه عن قلقها العميق واستنكارها الشديد لاستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في إزالة ما يُعرف بـ “الخط الأصفر” والتقدم به بشكل يومي نحو الغرب. هذا التقدم، كما تؤكد الحركة، يأتي مصحوبًا بنزوح جماعي للسكان الفلسطينيين، وغارات جوية وقصف مدفعي متواصل يستهدف المناطق الشرقية من القطاع. هذا البيان يمثل تصعيدًا في التوتر ويثير تساؤلات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
حماس تدين خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار
أعلنت حماس أن استمرار إزالة “الخط الأصفر” والتقدم به يشكل خرقًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا. وأشارت الحركة إلى أن هذه الخروقات ليست مجرد تعديلات طفيفة، بل هي تغييرات جوهرية في خطوط الانسحاب المتفق عليها، مما يهدد الاستقرار الهش الذي يسود القطاع. الخروقات الصهيونية الممنهجة، بحسب البيان، أدت إلى ارتقاء مئات الشهداء نتيجة الغارات وعمليات القتل المتعمدة، تحت ذرائع واهية ومختلقة.
تأثير الخروقات على المدنيين الفلسطينيين
النزوح الجماعي الذي يرافق هذه الخروقات يمثل كارثة إنسانية إضافية على سكان غزة، الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية قاسية. فقدان المنازل ومصادر الرزق، بالإضافة إلى الخوف المستمر من القصف، يترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على الأفراد والعائلات. حماس تؤكد أن هذه الممارسات تهدف إلى ترويع السكان وتهجيرهم من أراضيهم، وهو ما تعتبره جريمة حرب.
رفض محاولات نتنياهو لفرض واقع جديد
أكدت حركة حماس رفضها القاطع لكل المحاولات التي تبذلها حكومة بنيامين نتنياهو لفرض “أمر واقع” يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه. ترى الحركة أن هذه المحاولات تهدف إلى تقويض مسار وقف إطلاق النار وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب الشعب الفلسطيني. وتشدد حماس على أن أي تغيير في الوضع الراهن يجب أن يتم من خلال المفاوضات والتوافق بين جميع الأطراف المعنية. وقف إطلاق النار هو الأولوية القصوى، وأي تهديد له يجب أن يُواجَه بحزم.
دور الوسطاء في حماية الاتفاق
دعت حماس الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم مصر وقطر، إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال لوقف هذه الخروقات فورًا. وتطالب الحركة الوسطاء بضمان التزام الاحتلال ببنود الاتفاق، ومحاسبته على أي انتهاكات. كما دعت حماس الإدارة الأمريكية إلى الوفاء بتعهداتها وإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته، والتصدي لمحاولاته الرامية إلى تقويض مسار وقف إطلاق النار في غزة.
المطالبة بمساءلة الاحتلال وتطبيق القانون الدولي
تؤكد حماس أن استمرار الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار يمثل تحديًا سافرًا للقانون الدولي والإنسانية. وتطالب الحركة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته ومساءلة الاحتلال عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. كما تدعو حماس إلى تفعيل آليات الرقابة والتحقيق في هذه الخروقات، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. الوضع في غزة يتطلب تدخلًا دوليًا فوريًا لحماية المدنيين وضمان حقوقهم.
أهمية الضغط الدولي لتحقيق الاستقرار
الضغط الدولي المستمر هو السبيل الوحيد لضمان التزام الاحتلال ببنود الاتفاق، وتحقيق الاستقرار في قطاع غزة. يجب على المجتمع الدولي أن يمارس كل الضغوط الممكنة على الاحتلال لوقف خروقاته، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للسكان الفلسطينيين. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يدعم جهود المصالحة الفلسطينية، ويسعى إلى تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لإنقاذ السكان من الكارثة.
في الختام، يمثل بيان حماس هذا تحذيرًا شديد اللهجة من التداعيات الخطيرة لاستمرار خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار. الحركة تشدد على رفضها لمحاولات فرض واقع جديد، وتطالب الوسطاء والإدارة الأمريكية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين وضمان التزام الاحتلال ببنود الاتفاق. مستقبل غزة يعتمد على قدرة المجتمع الدولي على الضغط على الاحتلال ومساءلته عن جرائمه، وتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ندعو القراء إلى متابعة التطورات في غزة، والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.


