في سياق متصاعد من التوتر في الضفة الغربية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد المواطن زياد نعيم جبارة أبو داود (55 عامًا) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، مساء السبت 6 ديسمبر 2025. هذا الحادث، الذي أثار غضبًا واسعًا، يأتي في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل فلسطينيين اثنين بزعم محاولتهما تنفيذ عملية دهس. هذه الأحداث المتلاحقة تلقي الضوء على الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية وتصاعد العنف في الخليل.
تفاصيل استشهاد زياد أبو داود وتسليم الجثمان
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوصول جثمان الشهيد زياد نعيم جبارة أبو داود إلى مستشفى الخليل الحكومي، بعد ساعات من استشهاده. وقد قامت الهيئة العامة للشؤون المدنية بإنهاء الترتيبات اللازمة لتسليم الجثمان إلى طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، وذلك بعد جهود دبلوماسية وإنسانية.
بالتوازي مع ذلك، تعمل الهيئة على متابعة الإجراءات اللازمة لاسترداد جثمان شهيد آخر لا يزال محتجزًا لدى قوات الاحتلال. هذا التأخير في تسليم الجثامين يعتبر ممارسة إسرائيلية تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين وزيادة معاناتهم.
رواية الاحتلال الإسرائيلي حول مقتل فلسطينيين اثنين
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل فلسطينيين اثنين في مدينة الخليل، مدعيًا أنهما حاولا تنفيذ عملية دهس بمركبة تجاه حاجز عسكري. ووفقًا لبيان الجيش، فقد أطلق جنود النار على السيارة، مما أدى إلى مقتل من بداخلها.
أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قواته “حيّدت” الفلسطينيين، بينما ذكرت القناتان 12 و 14 العبريتان أن الجنود قاموا بـ”تصفيتهم” بعد محاولة الدهس المزعومة. لم يتم الكشف عن هوية الشابين القتيلين على الفور، مما يثير تساؤلات حول شفافية التحقيقات الإسرائيلية.
التناقضات في الروايات الإسرائيلية
من المهم الإشارة إلى وجود تناقضات في الروايات الإسرائيلية حول الحادث. ففي حين تحدث الجيش عن محاولة دهس، لم يقدم أي دليل قاطع يدعم هذا الادعاء. هذا الغياب للدليل يثير شكوكًا حول صحة الرواية الإسرائيلية ويطرح تساؤلات حول استخدام القوة المفرطة من قبل الجنود.
ردود الفعل الفلسطينية وتصريح حركة حماس
أعربت الفصائل الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لعملية القتل التي نفذتها قوات الاحتلال في الخليل. حركة حماس، على وجه الخصوص، وصفت العملية بأنها “تعبير عن الغضب المتصاعد” في الضفة الغربية، مشيرة إلى استمرار “عدوان الاحتلال وجرائمه اليومية” بحق الفلسطينيين.
نعت حماس منفذي العملية، مؤكدة أن “السياسات القمعية والاعتداءات المتواصلة ومحاولات الضم والتهجير لن تجلب للاحتلال سوى مزيد من المواجهة”. ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني إلى تعزيز وحدة الصف والتصدي لـ”غطرسة الاحتلال واعتداءات المستوطنين”.
تصاعد التوتر و الوضع في الخليل
يشهد الوضع في الخليل، على وجه الخصوص، تصاعدًا ملحوظًا في التوتر خلال الأشهر الأخيرة. وتتعرض المدينة لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، مما يؤدي إلى إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، تفرض قوات الاحتلال قيودًا صارمة على حركة الفلسطينيين في المدينة، مما يعيق حياتهم اليومية ويؤثر على اقتصادهم. هذا الوضع المتدهور يزيد من احتمالية تصاعد الأحداث في الضفة الغربية واندلاع مواجهات جديدة.
الاحتلال الإسرائيلي وسياسة العقاب الجماعي
تعتبر سياسة الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك احتجاز الجثامين واستخدام القوة المفرطة، شكلاً من أشكال العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين. هذه الممارسات تنتهك القانون الدولي وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية يعيق عملية السلام ويقوض أي فرصة لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
في الختام، يمثل استشهاد زياد أبو داود ومقتل الفلسطينيين الآخرين في الخليل حلقة جديدة في سلسلة العنف والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. هذا الوضع المتدهور يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته واحترام حقوق الفلسطينيين. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في تحقيق العدالة والسلام في المنطقة. ندعوكم لمشاركة هذا المقال لزيادة الوعي حول الوضع في الخليل و العنف في الخليل، ومتابعة آخر التطورات في الأحداث في الضفة الغربية.


