أعربت المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، عن قلقها العميق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مؤكدةً على ضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان القطاع. يأتي هذا التحذير في ظل اقتراب فصل الشتاء وتصاعد المخاوف من كارثة إنسانية وشيكة، خاصة مع القيود المفروضة على حركة المساعدات. هذه الزيارة تأتي كجزء من الجهود الدولية المتواصلة لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في غزة.
أهمية إدخال المساعدات إلى غزة بشكل عاجل
خلال زيارة ميدانية لمعبر رفح البري يوم الجمعة، شددت لحبيب على أهمية ضمان تدفق مستمر وسريع للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والأدوية، عبر جميع المعابر الحدودية المؤدية إلى قطاع غزة. وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تسريع عملية إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، وذلك بهدف إنقاذهم من الظروف المعيشية الصعبة وتحديات البرد القارس.
تهدف هذه الجهود إلى الانتقال من مرحلة الاستجابة الإنسانية الطارئة إلى مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار التي يحتاجها القطاع بشدة. هذا التحول يتطلب جهودًا متواصلة وتنسيقًا فعالاً بين جميع الأطراف المعنية.
دور إسرائيل في تسهيل وصول المساعدات
أكدت المفوضة الأوروبية على ضرورة التزام إسرائيل بتمكين وكالات الأمم المتحدة من أداء مهامها الإنسانية دون أي عوائق. فالوكالات الأممية تلعب دورًا حيويًا في تقديم المساعدة الضرورية للسكان المتضررين، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.
إن إعاقة عمل هذه الوكالات أو فرض قيود تعسفية على وصول المساعدات يساهم بشكل مباشر في زيادة المعاناة الإنسانية في غزة. و يجب على جميع الأطراف إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
تقدير للجهود المصرية وضرورة التنسيق
أعربت لحبيب عن تقديرها العميق للجهود المصرية الحثيثة في دعم وقف إطلاق النار وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. مصر تلعب دورًا محوريًا في الوساطة وتهدئة الأوضاع، وتوفير الدعم اللازم للفلسطينيين.
وأضافت أن زيارتها لمعبر رفح تهدف إلى الاطلاع عن كثب على آليات إدخال المساعدات، والتأكد من أنها تتم وفقًا للمعايير الإنسانية التي وضعتها الأمم المتحدة. هذا التقييم الميداني يساعد في تحديد التحديات والعقبات التي تواجه عملية إيصال المساعدات، واقتراح حلول لتحسينها.
الوضع الإنساني المتدهور مع اقتراب الشتاء
حذرت المفوضة الأوروبية من أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل مستمر، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. فالبرد القارس ونقص الموارد الأساسية يهددان حياة السكان، ويزيدان من معاناتهم.
ووفقًا لتقديرات المنظمات الدولية، يحتاج قطاع غزة إلى حوالي 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن العديد من الشحنات تتعرض للإعاقة أو الإعادة، حتى بعد خضوعها للفحص، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام وصول الإغاثة إلى مستحقيها. هذه الإعاقات تؤدي إلى تفاقم النقص في المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الأساسية الأخرى.
عائلات غزة على حافة الهاوية: دعوة للالتزام بالقانون الدولي
شددت لحبيب على أن عائلات في غزة تعيش على حافة الهاوية، وأن استمرار القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات قد يؤدي إلى شتاء كارثي. إن الوضع الحالي يتطلب تدخلًا عاجلاً ومستدامًا لإنقاذ حياة السكان وتخفيف معاناتهم.
ودعت إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، واحترام القانون الدولي، وحماية المدنيين. إن احترام هذه المبادئ الأساسية هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وتحقيق الاستقرار في المنطقة. كما أكدت على أهمية المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي أو حقوق الإنسان.
في الختام، تظل قضية إدخال المساعدات إلى غزة أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. إن تلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان، وضمان حمايتهم، هي مسؤولية مشتركة تتطلب تعاونًا وتنسيقًا فعالين بين جميع الأطراف المعنية. ندعو إلى دعم الجهود الإنسانية المستمرة، والضغط من أجل رفع القيود المفروضة على حركة المساعدات، وإلى تحقيق حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات حول الوضع في غزة من خلال زيارة موقع الأمم المتحدة للاغاثة (UNRWA).


