واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها العسكرية في الضفة الغربية صباح اليوم الأربعاء، الموافق 3 ديسمبر 2025، مع استمرار حملتها التي بدأت منذ أسبوع. هذا التصعيد، الذي يتمثل في حصار خانق على محافظة رام الله وغارات جوية تستهدف مدينة طوباس وبلدة قباطية، يأتي في سياق تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية. وتركز هذه العمليات العسكرية على الاعتقالات في الضفة الغربية، مما يزيد من حالة التوتر والقلق لدى السكان.
تطورات الحملة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
شهدت الضفة الغربية على مدار الساعات الماضية سلسلة من الاقتحامات والاعتقالات الواسعة النطاق، والتي خلفت العديد من الجرحى والمعتقلين، فضلاً عن تدمير الممتلكات. هذه العمليات ليست جديدة، لكنها تتزايد حدةً وتعقيدًا، وتستهدف بشكل خاص المناطق التي تشهد مقاومة شعبية.
كما أن الاستهداف المتزايد للبنية التحتية يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، ويضع المزيد من الضغوط على السكان المحليين. ويثير هذا التصعيد تساؤلات حول مستقبل العملية السياسية والجهود المبذولة لتحقيق السلام.
اقتحامات واسعة النطاق واحتجاز المواطنين
بدأت عمليات الاقتحام في فجر اليوم مع انتشار كثيف للقوات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. في بلدة صوريف شمال غرب الخليل، اقتحمت القوات البلدة واحتجزت العشرات من المواطنين في ملعب البلدة قبل إجراء تحقيقات ميدانية.
اعتقالات في صوريف وقباطية
أسفرت هذه الاقتحامات عن اعتقال الشابين فادي صالح سلامة غنيمات وعمر علي القاضي، بالإضافة إلى توزيع منشورات تحذيرية في شوارع البلدة. وفي بلدة قباطية جنوب جنين، تعرض العشرات من المواطنين للاحتجاز والتعسف قبل التحقيق، فيما اعتقل الاحتلال إبراهيم عمور من قرية عنزا بعد اقتحام منزله. هذه الأحداث تؤكد على طبيعة عمليات دهم واعتقال تقوم بها القوات الإسرائيلية.
تصعيد في نابلس و محيطها
لم تقتصر الاقتحامات على الخليل وجنين، بل امتدت لتشمل نابلس ومحيطها. فقد شهدت المدينة اعتقال 4 شبان، من بينهم كل من محيي الدين عبد الحق، وساهر حمدان، ومعن العقاد، وطارق الملاحي، حيث تم تدمير محتويات منزل أحدهم خلال عملية الاعتقال.
غارات جوية على طوباس
وعلى صعيد آخر، استهدفت مروحيات إسرائيلية من طراز “أباتشي” مناطق في طوباس وقباطية. ولقد شهدت محافظة طوباس تصعيدًا عسكريًا متصاعدًا منذ أكثر من أسبوع، أدى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية وإصابة المئات من الفلسطينيين واعتقال العشرات. هذا يشكل مستوى جديدًا من التصعيد العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
حصار رام الله وتدهور الأوضاع الإنسانية
فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على محافظة رام الله، مع إغلاق العديد من الحواجز والطرق الرئيسية، مما تسبب في تكدس آلاف الفلسطينيين. وقامت القوات بإطلاق قنابل الغاز والصوت لمنع الفلسطينيين من الاقتراب من محيط حاجزي عطارة وعين سينيا، وذلك على خلفية مقتل شاب فلسطيني بعد مزاعم طعنه جنديين أصيبا بجراح طفيفة.
هذا الحصار يعيق حركة الأشخاص والبضائع، ويؤثر سلبًا على حياة السكان اليومية. كما يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، ويجعل من الصعب على المؤسسات الإغاثية تقديم المساعدة للمحتاجين.
بالإضافة إلى ذلك، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة حي بيبلوس بين مدرسة الكندي ومستشفى نابلس، وحاصرت المنطقة قبل دهم بناية سكنية واعتقال الشاب حسن عايد بكر منصور. هذه الاعتقالات المستمرة تطال مختلف الفئات العمرية وتزيد من حالة الغضب والإحباط بين الفلسطينيين.
الآثار المترتبة وضرورة التدخل الدولي
إن استمرار هذه العمليات العسكرية والاعتقالات في الضفة الغربية يهدد بانهيار الأوضاع الأمنية والإنسانية، ويعقّب أي جهود للوصول إلى حل سياسي شامل. من الضروري أن يقوم المجتمع الدولي بتحرك عاجل للضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، والالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
كما يجب على السلطة الفلسطينية والمكونات السياسية الفلسطينية العمل على توحيد الصف الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة هذا التحدي. إن الحفاظ على الحق الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة، يظل هدفًا أساسيًا يجب السعي لتحقيقه بكل السبل. يجب إدانة الانتهاكات الإسرائيلية وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني في وجه هذه الظروف الصعبة.
وفي الختام، الوضع في الضفة الغربية يتطلب اهتمامًا دوليًا عاجلاً، ومعالجة جذرية للأسباب التي تؤدي إلى هذا التصعيد المستمر. يجب على جميع الأطراف المعنية العمل على إيجاد حل عادل ودائم يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق الأمن والاستقرار للجميع. نحن ندعو إلى متابعة هذه التطورات أولاً بأول، والتعبير عن تضامنكم مع الشعب الفلسطيني.


