في خضم التطورات السياسية المتسارعة في إسرائيل، كشف استطلاع رأي عام جديد، نُشرت نتائجه يوم الخميس الموافق 20 نوفمبر 2025، عن تقدم ملحوظ لحزب الليكود بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في حال إجراء انتخابات برلمانية في الوقت الراهن. يثير هذا الاستطلاع تساؤلات حول المشهد السياسي المستقبلي، خاصةً مع استمرار الجدل حول قضايا رئيسية مثل قانون التجنيد. هذا المقال سيتناول تفاصيل الاستطلاع، وتحليل النتائج، وتأثيرها المحتمل على مستقبل السياسة الإسرائيلية، مع التركيز على نتائج استطلاع الرأي الإسرائيلي وتداعياتها.
تفاصيل استطلاع الرأي: الليكود في الصدارة ونتنياهو الأنسب
أظهر استطلاع قناة 12 الإسرائيلية تفوقًا واضحًا لحزب الليكود، حيث من المتوقع أن يحصل على 27 مقعدًا في الكنيست، مما يجعله أكبر حزب ممثل. يأتي في المرتبة الثانية حزب رئيس الحكومة الأسبق نفتالي بينيت، الذي من المتوقع أن يحصد 22 مقعدًا. يُعد هذا التقدم للليكود، على الرغم من المنافسة الشديدة، مؤشرًا على استمرار شعبية الحزب وقائده.
حزب “الديمقراطيون” بقيادة يائير غولان يحتل المركز الثالث بـ 10 مقاعد، بينما يتوقع حصول كل من “ييش عتيد” و”شاس” و”يسرائيل بيتينو” على 9 مقاعد لكل منهم. أما الأحزاب الأصغر، فمن المتوقع أن تحصل “يهدوت هتوراة” و”عوتسما يهوديت” و”يَشار” برئاسة غادي آيزنكوت على 8 مقاعد لكل منها. وتتقاسم الجبهة والعربية للتغيير والقائمة الموحدة 5 مقاعد.
في المقابل، يبدو أن بعض الأحزاب الرئيسية تواجه صعوبات في تجاوز نسبة الحسم، حيث لا يتوقع أن يحصل كل من “كاحول لافان” برئاسة بني غانتس، و”الصهيونية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتريتش، والحزب الجديد بزعامة يوعاز هندل على عدد كافٍ من المقاعد.
نتنياهو “الأكثر ملاءمة” لرئاسة الحكومة: تفضيلات الجمهور
أحد أبرز نتائج استطلاع الرأي الإسرائيلي هو استمرار رؤية الجمهور لنتنياهو كأكثر المرشحين ملاءمة لتولي رئاسة الحكومة. فقد حصل على تأييد 39% من المشاركين، متفوقًا على نفتالي بينيت الذي حصل على 36%. وتجدر الإشارة إلى أن 19% من المشاركين اعتبروا أن كلا المرشحين غير مناسبين، بينما امتنع 6% عن إبداء رأيهم.
هذا التفوق يعكس قدرة نتنياهو على الحفاظ على صورته كزعيم قوي وذو خبرة، على الرغم من التحديات السياسية والقضائية التي يواجهها. كما أظهر الاستطلاع تفوقًا لنتنياهو على زعيم المعارضة يائير لبيد بنسبة 43% مقابل 24%، مع اعتبار كلا المرشحين غير مناسبين من قبل 27% من المستطلعين. وبالمثل، تفوق نتنياهو على غادي آيزنكوت بنسبة 43% مقابل 22%.
قانون الإعفاء من التجنيد: انقسام في الآراء
لم يقتصر استطلاع الرأي الإسرائيلي على تقييم القوى السياسية، بل تطرق أيضًا إلى قضية حساسة ومثيرة للجدل، وهي مشروع قانون إعفاء الحريديين من التجنيد. أظهرت النتائج انقسامًا كبيرًا في الآراء حول هذا القانون، حيث عارضه 31% من المشاركين، بينما أيده 19% فقط. أما نسبة 20% فقد عبّرت عن عدم امتلاكها موقفًا واضحًا، في حين أن 30% أقروا بعدم معرفتهم بتفاصيل المقترح.
وعلى مستوى الكتل السياسية، أيد القانون 31% من ناخبي أحزاب الائتلاف، بينما عارضه 55% من ناخبي أحزاب المعارضة. كما كشف الاستطلاع أن 45% من ناخبي الائتلاف يفضلون تمرير القانون كما طرحه بوعز بيسموت، بينما 42% منهم غير متأكدين، و13% يفضلون الذهاب إلى انتخابات مبكرة. هذا الانقسام يعكس التحديات التي تواجه الحكومة في محاولة التوصل إلى توافق حول هذه القضية الحساسة.
تفضيلات تشكيل الحكومة المقبلة: سيناريوهات محتملة
بالنظر إلى تفضيلات الجمهور لتشكيل الحكومة المقبلة، أظهر استطلاع الرأي الإسرائيلي أن 31% يفضلون تشكيل حكومة يمينية مشابهة للحكومة الحالية. في المقابل، يرى 30% أن حكومة من أحزاب المعارضة ستكون الخيار الأفضل.
كما أن هناك دعمًا لحكومة وحدة وطنية تضم الليكود وأحزاب المعارضة، حيث أيد هذا الخيار 23% من المشاركين، بينما امتنع 16% عن إبداء رأيهم. ومن المثير للاهتمام أن 25% من ناخبي الائتلاف و23% من ناخبي المعارضة يفضلون خيار حكومة الوحدة، مما يشير إلى وجود رغبة في تجاوز الانقسامات السياسية والعمل معًا من أجل مصلحة البلاد.
الخلاصة: استمرار قوة الليكود وتحديات مستقبلية
بشكل عام، يؤكد استطلاع الرأي الإسرائيلي على استمرار قوة حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو في المشهد السياسي الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن النتائج تشير أيضًا إلى وجود تحديات كبيرة، مثل الانقسام حول قانون التجنيد، وصعوبة بعض الأحزاب في تجاوز نسبة الحسم.
من المرجح أن تؤثر هذه النتائج على الاستراتيجيات السياسية للأحزاب المختلفة، وتزيد من حدة المنافسة في الفترة التي تسبق الانتخابات. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان نتنياهو سيتمكن من الحفاظ على مكانه في السلطة، أو ما إذا كانت ستظهر قوى سياسية جديدة قادرة على تحدي هيمنته. للمزيد من التحليلات والتفاصيل حول التطورات السياسية في إسرائيل، يمكنكم متابعة آخر الأخبار والمستجدات على المواقع الإخبارية الموثوقة.


