في خضم الأحداث التي شهدتها مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن في بداية العام الجاري، لفتت لفتة غير متوقعة من بارون ترامب، الابن الأصغر للرئيس السابق دونالد ترامب، الأنظار. همسة عابرة تبادلها الشاب مع الرئيس الجديد أثارت موجة من التكهنات والفضول حول طبيعة هذه الكلمات. الآن، وبعد مرور أشهر، كشف إريك ترامب، شقيق بارون، عن حقيقة ما قاله بارون ترامب في تلك اللحظة الحاسمة، مفاجئاً الكثيرين.
ما الذي قاله بارون ترامب لجو بايدن؟
الغموض الذي أحاط بهذه اللحظة لم يمنع وسائل التواصل الاجتماعي من الاشتعال بالتخمينات. البعض افترض أن بارون استغل الفرصة لتوجيه إهانة أو تعليق سلبي للرئيس بايدن، بينما رأى آخرون أنها قد تكون مجرد محاولة لكسر الجليد. لكن الحقيقة، كما كشفها إريك ترامب في برنامج تلفزيوني مع الإعلامية ميغين كيلي، كانت مختلفة تماماً.
إريك أوضح أنه سأل بارون مباشرة عن فحوى الهمسة، قائلاً: “اتصلت ببارون ذات ليلة وسألته: ما الذي قلته لبايدن؟ فأخبرني بذلك، كان كلامه مهذباً جداً لدرجة أنني في البداية لم أستوعب ما قاله”.
وأضاف إريك أن بارون قدم تهنئة خالصة للرئيس بايدن، متمنياً له التوفيق في منصبه الجديد. “على ما أعتقد، قال له شيئاً مثل: تهانينا القلبية، وأتمنى لك التوفيق، لقد كان كلاماً محترماً للغاية”. وأكد إريك أن الحديث عن أن بارون قال شيئاً وقحاً محض افتراء، مؤكداً أنه ليس من طبيعة أخيه.
التواضع والتهذيب وراء عدم الإفصاح عن التفاصيل
من اللافت أن بارون نفسه لم يكشف عن العبارة الدقيقة التي استخدمها احتراماً و تواضعاً. إريك أوضح أن بارون لم يذكر التفاصيل الدقيقة، وهذا يعكس شخصيته المحترمة وتقديره للآخرين. فبالرغم من الخلافات السياسية بين العائلتين، إلا أن بارون أظهر نضجاً ولباقة في التعامل مع الرئيس بايدن.
ردود فعل إيجابية تجاه لفتة بارون ترامب
لم تقتصر الإشادات على تهذيب بارون في كلماته، بل امتدت لتشمل سلوكه العام أثناء المراسم. فقد ابتسم الرئيس بايدن عند مصافحة بارون، لكنه أظهر جدية واهتماماً أكبر عندما همس إليه. هذا التفاعل عبر عن تقدير الرئيس بايدن لهذه اللفتة وإدراكه لأهميتها.
الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أشادوا بتصرف بارون، معتبرين أنه دليل على تربيته الرفيعة ونبله. عبّر المعلقون عن إعجابهم بنضجه، مؤكدين أن والدته، ميلانيا ترامب، لعبت دوراً كبيراً في غرس هذه القيم فيه. ومن بين التعليقات التي انتشرت على نطاق واسع: “تأثرت كثيراً بهذه اللفتة من شاب صغير، تقدمه نحو بايدن ومصافحته يدلان على نضج ورقي حقيقيين، بارون ترامب جيد جداً” و “يا له من شاب رائع، هذه اللفتة تخبرك بكل شيء، أحسنتِ يا ميلانيا.”
صعوبات تواجه بارون ترامب في الجامعة
على الرغم من صورته الإيجابية، واجه بارون ترامب بعض الصعوبات في حياته الجامعية بعد عودة والده إلى البيت الأبيض. تشير التقارير إلى أنه تعرض لألقاب قاسية وسخرية من بعض زملائه في جامعة نيويورك، وهو ما أثر عليه.
إلا أن دونالد ترامب، خلال جولة غولف مع حفيدته كاي، أكد أن ابنه بخير، مطمئناً بذلك أنصاره ومحبي عائلته. كما تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حوله، بما في ذلك إغلاق طابق كامل في برج ترامب خلال موعد له مع أحد الأصدقاء، وذلك حرصاً على سلامته وسلامة من يكون برفقته.
الحفاظ على الخصوصية في ظل الأضواء
الأضواء التي تسلطت على عائلة ترامب بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض جعلت حياة بارون أكثر صعوبة، خاصة فيما يتعلق بالخصوصية. لذلك، تحرص العائلة على حمايته وتوفير بيئة آمنة ومريحة له.
وعلى الرغم من أنه لا يظهر علناً بشكل متكرر، إلا أن بارون يقضي أوقات فراغه مع عائلته كلما سنحت له الفرصة. فهو طالب مجتهد يركز على دراسته في إدارة الأعمال في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، ويتوقع أن يتخرج عام 2028.
في الختام، تبقى همسة بارون ترامب للرئيس بايدن لفتة إنسانية تحترم، وتعكس تربيته وقيمه. وبعيداً عن الجدل السياسي، أظهر الشاب نضجاً ولباقة في التعامل مع موقف حساس، مما أكسبه احترام وتقدير الكثيرين. هذه القصة تذكرنا بأهمية الأدب والاحترام في جميع جوانب الحياة، حتى في خضم الخلافات.


