تحليل أسباب خسارة المنتخب الإماراتي أمام المغرب في كأس العرب

شهد الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب 2021 خيبة أمل للمنتخب الإماراتي لكرة القدم، بخسارته أمام نظيره المغربي بثلاثة أهداف نظيفة. هذه الخسارة أوقفت مسيرة “الأبيض” نحو اللقب، وأثارت تساؤلات حول الأسباب الفنية التي أدت إلى هذا النتيجة. اتفق عدد من الرياضيين والمحللين على أن هناك خمسة عوامل رئيسية ساهمت في هذه الخسارة، وتسببت في عدم قدرة المنتخب على الوصول إلى المباراة النهائية. هذا المقال سيتناول هذه الأسباب بالتفصيل، مع استعراض آراء الخبراء حول مستقبل المنتخب الإماراتي، وكأس العرب.

الإرهاق البدني للاعبين المؤثرين

أحد أبرز الأسباب التي تم تسليط الضوء عليها هو الإجهاد والإرهاق الذي عانى منه عدد من اللاعبين الأساسيين في المنتخب الإماراتي. أسماء مثل كايو لوكاس، ونيكولاس خمينيز، وماركوس ميلوني ظهرت بشكل واضح كلاعبين تأثروا بالإرهاق، مما أثر على أدائهم الفني والبدني في المباراة.

المحلل الرياضي أحمد خليفة أوضح أن هذا الإرهاق ساهم بشكل كبير في عدم ظهور اللاعبين بمستوياتهم المعهودة، خاصةً مع وجود غيابات مؤثرة بسبب الإصابات. فترة الراحة القصيرة بين المباريات، والتي اقتصرت على يومين فقط للمنتخب الإماراتي مقابل ثلاثة أيام للمنتخب المغربي، لعبت دوراً هاماً في تفاقم هذا الإرهاق.

الأخطاء الدفاعية القاتلة

لم يخفِ الخبراء والمحللون انتقادهم للأداء الدفاعي للمنتخب الإماراتي في مباراة نصف النهائي. الأخطاء الدفاعية المتكررة، والتي تجسدت بشكل واضح في الهدفين الأول والثالث، كانت بمثابة الهدايا للمنتخب المغربي. هذه الأخطاء لم تكن مجرد أخطاء فردية، بل كانت تعكس غياب التنسيق والتنظيم الدفاعي بشكل عام.

علي مسري، المحلل الفني ولاعب دولي سابق، أشار إلى أن المدافع روبن فيليب، الذي كان يقدم مستويات ثابتة في المباريات السابقة، لم يكن في أفضل حالاته في مباراة المغرب، مما أثر على صلابة الخط الخلفي. العمل على معالجة هذه الثغرات الدفاعية يعتبر أمراً ضرورياً في المرحلة القادمة، لتجنب تكرار هذه الأخطاء في البطولات المستقبلية.

ضعف التعامل مع الكرات العرضية

بالإضافة إلى الأخطاء الدفاعية بشكل عام، أظهر المنتخب الإماراتي ضعفاً ملحوظاً في التعامل مع الكرات العرضية. هذه النقطة استغلها المنتخب المغربي بشكل فعال، حيث تمكن من تسجيل هدفين من خلال كرات عرضية متقنة.

المحللون أكدوا أن عدم القدرة على التعامل مع الكرات العرضية يمثل مشكلة متكررة في المنتخب الإماراتي، ويتطلب إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، سواء من خلال التدريب المكثف على هذا الجانب، أو من خلال تغيير التكتيكات الدفاعية.

تأثير الإصابات على التشكيلة

لم يحالف الحظ المنتخب الإماراتي في بطولة كأس العرب، حيث تعرض عدد من اللاعبين المؤثرين للإصابة، مما أثر على التشكيلة الأساسية للفريق. غياب لاعبين مثل لوان بيريرا وعلاء الدين زهير كان له تأثير كبير على أداء المنتخب، خاصةً في خطي الوسط والهجوم.

أحمد خليفة أكد أن غياب هؤلاء اللاعبين أضعف من قوة المنتخب، وأجبر المدرب على إجراء تغييرات اضطرارية في التشكيلة، مما أثر على التوازن العام للفريق. التعامل مع الإصابات بشكل احترازي، وتوفير بدائل قادرة على تعويض الغيابات، يعتبر أمراً ضرورياً في أي بطولة.

قرارات كوزمين التكتيكية

أثار قرار المدرب أولاريو كوزمين بإخراج برونو أوليفيرا في الدقيقة 71 جدلاً واسعاً بين المتابعين والمحللين. العديد منهم اعتبروا أن هذا القرار كان غير موفق، وأنه أثر على سير المباراة. برونو أوليفيرا كان يعتبر أحد أبرز اللاعبين في المنتخب، وإخراجه في هذا التوقيت أضعف من قوة الهجوم الإماراتي.

بدر أحمد، مدير فريق الشارقة السابق، أكد على أهمية استمرار كوزمين في قيادة المنتخب، مشيراً إلى أنه المدرب الأكثر معرفة بإمكانات اللاعبين في الوقت الحالي. ومع ذلك، أشار إلى ضرورة مناقشة بعض الملاحظات حول أداء الفريق، بما في ذلك القرارات التكتيكية للمدرب، من قبل اللجان المختصة في اتحاد الكرة.

مكاسب المنتخب الإماراتي ومستقبله

على الرغم من الخسارة المؤلمة أمام المغرب، إلا أن المنتخب الإماراتي حقق مكاسب مهمة خلال بطولة كأس العرب. أبرز هذه المكاسب هو التطور الملحوظ في الأداء، والاحتكاك مع منتخبات قوية، وبروز عدد من اللاعبين الشباب.

أحمد خليفة أشاد ببروز الحارس حمد المقبالي، الذي قدم أداءً مميزاً في أول مشاركة أساسية له، بالإضافة إلى نيكولاس خمينيز الذي لعب دور القائد داخل الملعب، والمهاجم الشاب محمد جمعة. هذه المكاسب تمثل نقطة انطلاق جيدة للمنتخب الإماراتي في المرحلة القادمة، وتؤكد على وجود جيل واعد قادر على تحقيق الإنجازات.

المنتخب الإماراتي سيواجه نظيره السعودي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وهي فرصة للاعبين لإثبات أنفسهم، وتقديم أداء جيد يعوض عن الخسارة أمام المغرب. التركيز على معالجة الأخطاء الفنية، والاستعداد البدني والذهني الجيد، سيكون أمراً ضرورياً لتحقيق الفوز في هذه المباراة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الجهاز الفني للمنتخب الاستفادة من الدروس المستفادة من بطولة كأس العرب، والعمل على تطوير الفريق بشكل مستمر، لتحقيق الأهداف المرجوة في البطولات القادمة.

شاركها.
Exit mobile version