أعلن نادي الجيش الملكي المغربي اليوم عن تلقيه عقوبة قاسية من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بسبب أحداث الشغب التي رافقت مباراته أمام الأهلي المصري في دوري أبطال إفريقيا. هذه الأحداث المؤسفة أدت إلى قرار بحرمان الفريق من اللعب أمام جماهيره في مباراتين قادمتين، بالإضافة إلى غرامات مالية كبيرة. هذا المقال سيتناول تفاصيل عقوبة الجيش الملكي، الأسباب التي أدت إليها، وتداعياتها المحتملة على مسيرة الفريق في البطولة.
تفاصيل عقوبة الكاف وتأثيرها على الجيش الملكي
القرار الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم خلال اجتماعه يوم 17 ديسمبر 2023، لم يقتصر على الحرمان من اللعب أمام الجمهور فحسب. بل تضمن أيضًا غرامات مالية إجمالية بلغت 100 ألف دولار أمريكي، موزعة على عدة مخالفات. 20 ألف دولار بسبب استخدام أجهزة الليزر من قبل الجماهير، و15 ألف دولار لرمي زجاجات المياه، و15 ألف دولار أخرى لإدخال جامعي الكرات إلى أرضية الملعب أثناء سير المباراة.
أما الجزء الأكبر من الغرامة، والذي بلغ 50 ألف دولار، فقد فرض بسبب رمي “جسم معدني خطير” على أرض الملعب، وهو ما اعتبره الكاف تهديدًا لسلامة اللاعبين. هذه العقوبات تمثل ضربة قوية للجيش الملكي، ليس فقط من الناحية الرياضية، ولكن أيضًا من الناحية المالية.
أحداث الشغب أمام الأهلي: الشرارة التي أشعلت العقوبة
تعود جذور هذه العقوبة إلى المباراة التي جمعت الجيش الملكي والأهلي المصري على ملعب مولاي الحسن بالرباط في نوفمبر الماضي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في دوري أبطال إفريقيا. شهدت المباراة تصعيدًا في حدة التوتر بين الجماهير المغربية ولاعبي الأهلي، وتجسد ذلك في إلقاء العديد من الزجاجات على أرضية الملعب.
المدرب الدنماركي لييس توروب، مدرب الأهلي، لم يخفِ استياءه من هذه الأحداث، حيث انتقدها بشدة في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، مؤكدًا أنها تفسد متعة اللعبة وتشوه صورتها. هذه التصريحات، بالإضافة إلى تقارير مراقبي المباراة، ساهمت في تشديد العقوبة على الجيش الملكي. دوري أبطال إفريقيا يتطلب أعلى معايير الأمن والسلامة، وأي تقصير في هذا الجانب يعرض الأندية لعقوبات صارمة.
موقف الجيش الملكي من العقوبة وردود الأفعال
أصدر نادي الجيش الملكي بيانًا رسميًا عبر حسابه على موقع فيسبوك، أكد فيه تلقيه قرار العقوبة من الكاف. وأشار البيان إلى أن اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الإفريقي وجدت النادي مذنباً بانتهاك المادتين 82 و83 من القانون التأديبي للكاف، بالإضافة إلى المادة 32 من لائحة الأمن والسلامة.
لم يعلق الجيش الملكي بشكل مباشر على مدى عدالة العقوبة، لكن البيان تضمن اعتذارًا ضمنيًا عن تصرفات جماهيره. من جهة أخرى، أثارت العقوبة موجة من الغضب والاستياء بين الجماهير المغربية، التي اعتبرت أنها مبالغ فيها. العديد من المشجعين طالبوا النادي بالطعن في القرار أمام الجهات المختصة في الكاف. الأندية المغربية بشكل عام لديها سجل جيد في تنظيم المباريات، وهذه الحادثة تعتبر استثناءً.
تداعيات العقوبة على مسيرة الجيش الملكي في البطولة
من المؤكد أن غياب الجمهور سيؤثر سلبًا على معنويات لاعبي الجيش الملكي في مباراتيه المقبلتين أمام شبيبة القبائل الجزائري ويانج إفريكانز التنزاني. فالجمهور يعتبر اللاعب رقم واحد، ودعمه وتشجيعه يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الفوز.
سيخوض الجيش الملكي مباراته أمام شبيبة القبائل في 30 يناير المقبل، ومواجهة يانج إفريكانز في الثالث من فبراير، خلف الأبواب المغلقة. هذا الوضع قد يمنح الفريق الجزائري والتنزاني أفضلية معنوية ونفسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الغرامات المالية الكبيرة ستضع ضغوطًا إضافية على ميزانية النادي.
مستقبل الأمن في ملاعب كرة القدم المغربية
هذه العقوبة يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للاتحاد المغربي لكرة القدم والأندية المغربية، من أجل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لضمان الأمن والسلامة في الملاعب. يجب تعزيز إجراءات التفتيش على الجماهير، وتوفير المزيد من الكاميرات الأمنية، وتكثيف التوعية بأهمية الروح الرياضية واحترام المنافس.
كما يجب على الأندية أن تتحمل مسؤوليتها في توجيه جماهيرها وتثقيفهم، وأن ترفض أي سلوك غير رياضي أو عنصري. السلامة في الملاعب هي مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف المعنية، ويجب العمل معًا من أجل تحقيقها. الاستثمار في الأمن ليس مجرد ضرورة قانونية، بل هو استثمار في مستقبل كرة القدم المغربية.
الخلاصة
إن عقوبة الجيش الملكي من قبل الكاف هي نتيجة مباشرة لأحداث الشغب التي شهدتها مباراته أمام الأهلي المصري. هذه العقوبة تمثل خسارة كبيرة للفريق، ليس فقط من الناحية الرياضية والمالية، ولكن أيضًا من الناحية المعنوية. يجب على الجيش الملكي والأندية المغربية الأخرى أن تتعلم من هذه التجربة، وأن تتخذ إجراءات وقائية لمنع تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل. الهدف الأسمى هو الحفاظ على الروح الرياضية وضمان سلامة اللاعبين والجماهير، من أجل الارتقاء بكرة القدم المغربية إلى المستوى الذي تطمح إليه.



