القدرة والفروسية الإماراتية تواصل التألق، وتزدهر بجهود أبنائها وبناتها، لتسطر فصولاً جديدة من المنجزات في هذا الرياضة الأصيلة. وشهدت قرية الإمارات العالمية للقدرة بالوثبة في أبوظبي، مؤخراً، حدثاً رياضياً بارزاً تمثل في سباق كأس عيد الاتحاد للقدرة، والذي أثبت مجدداً التفوق الإماراتي في هذه الرياضة. هذا السباق لم يكن مجرد منافسة رياضية، بل احتفالاً بالوحدة والتقدم الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة، ولهذا يحظى بشعبية متزايدة كل عام.

ماسة عدنان تتوج بلقب سباق كأس عيد الاتحاد للقدرة

في مشهد يعكس الإصرار والروح القتالية، تمكنت الفارسة الشابة ماسة عدنان من الظفر بلقب سباق كأس عيد الاتحاد للقدرة لمسافة 120 كيلومتراً، محققةً انتصاراً مستحقاً وسط منافسة قوية من نخبة الفرسان والفارسات في الدولة. هذا الإنجاز يضاف إلى سجلها الحافل بالنجاحات، ويؤكد موهبتها الفذة وقدرتها على التحدي، ويثبت أن الفروسية الإماراتية لديها مستقبل مشرق.

رحلة الصعود إلى القمة

لم يكن طريق ماسة نحو الفوز مفروشاً بالورود، فقد بدأت السباق في المركز الرابع عشر في المرحلة الأولى التي امتدت لمسافة 40 كيلومتراً، مسجلةً زمناً قدره 1:23:48 ساعة. لكنها لم تستسلم، بل عملت بجدية وتصميم على تجاوز هذه البداية المتواضعة.

  • في المرحلة الثانية (35 كم)، حققت تقدماً ملحوظاً، حيث صعدت إلى المركز السادس بزمن 2:35:54 ساعة.
  • واصلت ماسة الضغط في المرحلة الثالثة (25 كم)، لتصل إلى المركز الثاني بزمن 3:25:27 ساعة.
  • وبالرغم من التنافس الشديد، تمكنت في المرحلة الرابعة الحاسمة (20 كم) من الانطلاق بقوة والوصول إلى خط النهاية أولاً، مسجلةً زمناً نهائياً قدره 4:02:31 ساعة.

هذا الأداء المتصاعد يعكس التخطيط الدقيق والتدريب المكثف الذي خضعت له ماسة، بالإضافة إلى الانسجام الرائع بينها وبين جوادها “تونكي” المملوك لإسطبلات الوثبة.

أداء الفرسان المتميز في سباق كأس عيد الاتحاد

لم يقتصر التميز في سباق كأس عيد الاتحاد للقدرة على ماسة عدنان، بل شهد السباق مشاركة فعالة وأداءً لافتاً من قبل العديد من الفرسان والفارسات الموهوبين.

عبدالله البستكي في مركز الوصافة

جاء الفارس عبدالله عبدالرحمن البستكي في المركز الثاني على صهوة الجواد “بيليو ماركان” من إسطبلات إم آر إم، ليؤكد قدرته على المنافسة القوية. وأظهر البستكي تطوراً ملحوظاً في أدائه من مرحلة إلى أخرى. حيث بدأ في المركز 33 في المرحلة الأولى، ثم تقدم إلى المركز 14 في المرحلة الثانية، ووصل إلى المركز 11 في المرحلة الثالثة، قبل أن ينهي السباق في المركز الثاني بزمن 4:07:09 ساعة.

عمر النيادي يحقق مركزاً قيماً

أما الفارس عمر محمد النيادي فقد حقق المركز الثالث على صهوة الجواد “فان لا ماجوري”. وأظهر النيادي مستوىً جيداً طوال مراحل السباق، حيث احتل المركز 11 في المرحلة الأولى، وحافظ على مركزه في المرحلة الثانية، ثم تقدم إلى المركز الأول في المرحلة الثالثة، ليتراجع في النهاية إلى المركز الثالث في المرحلة الرابعة بزمن 4:07:10 ساعة. هذه المراكز الثلاثة تعكس قوة المنافسة في رياضة القدرة الإماراتية.

أهمية سباقات القدرة في الإمارات

تعتبر رياضة القدرة من الرياضات التقليدية التي تحظى باهتمام كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة. فهي ليست مجرد رياضة، بل جزء من التراث والثقافة الإماراتية. وسباق كأس عيد الاتحاد للقدرة يمثل علامة فارقة في هذا السياق، حيث يجذب المشاركين من مختلف الإسطبلات وأندية الفروسية، ويساهم في تطوير هذه الرياضة وتشجيع الناشئين على ممارستها.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب هذه السباقات دوراً هاماً في تعزيز السياحة الرياضية في الدولة، وتسليط الضوء على المقومات والبنية التحتية المميزة التي تمتلكها الإمارات في مجال الفروسية. إن تنظيم فعاليات مثل سباق عيد الاتحاد يظهر التزام الإمارات بدعم الرياضة وتطويرها، وتقديم بيئة مثالية للمنافسة والإبداع. كما تُعد منصة لإبراز القدرات المحلية وتنافسها على المستوى الإقليمي والدولي في مجال الفروسية.

في الختام، يمكن القول إن سباق كأس عيد الاتحاد للقدرة كان ناجحاً بكل المقاييس، حيث شهد منافسة قوية وإثارة بالغة، وتوجت الفارسة ماسة عدنان بلقبه عن جدارة واستحقاق. ونتطلع إلى المزيد من النجاحات والإنجازات في عالم الفروسية الإماراتية، ونؤمن بأن الأجيال القادمة من الفرسان والفارسات ستواصل رفع راية الإمارات عالية في المحافل الدولية. ندعوكم لمتابعة المزيد من أخبار ونتائج سباقات القدرة عبر موقعنا ووسائل التواصل الاجتماعي، ونتمنى لكم أمسية سعيدة.

شاركها.
Exit mobile version