أكد حارس مرمى المنتخب الوطني السابق وحارس فريق الحمرية الحالي، ماجد ناصر، أن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل كروي مشرق، وذلك بعد التعاقد مع المدرب الروماني أولاريو كوزمين، والنتائج الإيجابية التي تحققت والأداء الفني المتصاعد خلال مشاركته في بطولة كأس العرب المقامة حالياً في قطر. هذا التقدم، على الرغم من الخسارة أمام المغرب في الدور نصف النهائي، يعكس صحة التوجهات الجديدة، خاصةً مع حداثة فترة تولي كوزمين مهمة تدريب المنتخب الوطني. الحديث عن مستقبل كرة القدم الإماراتية يتركز الآن حول هذه التطورات الواعدة.
تقييم أداء المنتخب الوطني في كأس العرب
أعرب ماجد ناصر عن سعادته البالغة بالمستوى الذي قدمه المنتخب في كأس العرب، معتبراً أن هذه النتائج ليست مجرد فوز وخسارة، بل هي دليل قاطع على صحة النهج الذي يتبعه اتحاد كرة القدم في بناء منتخب وطني قوي ومتماسك. الوصول إلى الدور نصف النهائي يمثل إنجازاً مهماً، خاصةً في ظل التحديات التي واجهت الفريق. ناصر يرى أن هذه المشاركة بمثابة نقطة تحول نحو تحقيق أفضل النتائج في البطولات القادمة، مثل كأس الخليج وكأس آسيا.
أهمية خطة التجنيس في تطوير كرة القدم الإماراتية
لا شك أن الحديث عن مستقبل المنتخب الوطني لا يمكن أن يكتمل دون التطرق إلى موضوع التجنيس. ناصر أكد أن هذه الخطوة، إذا ما تمت بحكمة، ستعود على المنتخب بفوائد جمة، خاصةً عند اختيار لاعبين متميزين في سن مبكرة، مما يضمن استمرارهم مع المنتخبات الوطنية المختلفة لفترة طويلة. هذا بدوره سيساهم في رفع عدد المباريات الدولية التي يخوضها اللاعبون، وبالتالي اكتسابهم المزيد من الخبرة والتنافسية.
هل يؤثر التجنيس على اللاعب المواطن؟
ناصر نفى أن يكون التجنيس سيؤثر سلباً على اللاعب المواطن، بل على العكس، يمكن أن يشكل حافزاً قوياً لتطوير مستواهم والارتقاء بأدائهم. هذا التوجه أصبح شائعاً في العديد من دول العالم، وهو ليس حلاً سحرياً، بل جزء من خطة شاملة لتطوير كرة القدم. عدم التأهل إلى كأس العالم لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه نهاية المطاف، بل كفرصة جديدة لبناء منتخب قادر على المنافسة بقوة في المستقبل. ناصر أضاف أنه يتمنى رؤية لاعبين مجنسين يتمتعون بمواصفات عالية، على غرار النجوم السابقين مثل أحمد خليل وعلي مبخوت وماجد حسن.
دور المدرب أولاريو كوزمين في النهضة الجديدة
الروماني أولاريو كوزمين، مدرب المنتخب الوطني، حظي بإشادة خاصة من ماجد ناصر. وصفه بالمدرب الشجاع الذي قبل تحدي قيادة المنتخب قبل فترة قصيرة من تصفيات كأس العالم، ثم خاض منافسات كأس العرب في وقت زمني محدود. هذا يدل على ثقته بقدراته ورؤيته الفنية. قرار التعاقد مع كوزمين كان موفقاً للغاية، حيث تمكن من إضفاء لمسة جديدة على أداء اللاعبين ورسم ملامح واضحة للمنتخب.
الحارس حمد المقبالي.. مشروع بطل للمنتخب
تحول الحديث إلى حراسة المرمى، حيث وصف ناصر حارس مرمى المنتخب الوطني وشباب الأهلي، حمد المقبالي، بأنه “بطل حراس المرمى” في الوقت الحالي. يعتبره مشروع حارس مميز للمنتخب الوطني خلال السنوات العشر القادمة، وذلك على الرغم من صغر سنه (22 عاماً). المقبالي يتمتع بشجاعة وانضباط وثبات في المستوى، بالإضافة إلى خبرة كبيرة تظهر وكأنه خاض مئات المباريات الدولية. تصدياته الحاسمة، خاصةً في اللحظات الأخيرة أمام الجزائر، كانت حاسمة في الحفاظ على حظوظ المنتخب في البطولة. كما أشاد ناصر بتألقه في ركلات الترجيح، مؤكداً أنه أحد المكاسب التي قدمتها إمارة الفجيرة للأندية والمنتخبات الوطنية.
نظرة على حراس المرمى الآخرين وضرورة الدعم
وطالب ماجد ناصر الجهاز الفني للمنتخب بمتابعة مستوى حارس مرمى كلباء الحالي، سلطان المنذري، الذي سبق له اللعب مع العين والوصل، مؤكداً أنه يمتلك مواصفات فنية عالية تؤهله للتواجد ضمن صفوف المنتخب الوطني إلى جانب حمد المقبالي وبقية الحراس. وشدد على أهمية تقييم اللاعبين وفقاً لمستوياتهم الفنية وليس ترتيب فرقهم في الدوري. كما أشاد بإمارة الفجيرة، واصفاً إياها بأنها منبع لمواهب حراسة المرمى في الدولة، نظراً لدورها الكبير في الاكتشاف والتأسيس.
أهمية المعسكرات الإعدادية والروح الجماعية
أكد ناصر أن المنتخب الحالي، على الرغم من عدم التأهل إلى كأس العالم وعدم الوصول إلى نهائي كأس العرب، بحاجة إلى معسكرات إعداد نوعية وخوض مباريات ودية قوية لرفع المستوى التنافسي للاعبين. كما شدد على أهمية التعاون بين الأندية والمنتخب، وأن يكون هناك تنسيق كامل بينهما لتطوير مستوى اللاعبين. واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية دعم الجمهور للمنتخب، وعدم ممارسة الضغوط على اللاعبين والجهاز الفني، مشدداً على أن الصبر والدعم سيقودان “الأبيض” إلى الوصول لأبعد نقطة ممكنة. الاستثمار في الجيل القادم من اللاعبين هو مفتاح النجاح المستقبلي.


