أظهر نادي شباب الأهلي مثالًا رائعًا للأخلاق الرياضية والاهتمام بالجماهير، وذلك باحتفاله بعيد ميلاد الطفلة شمة فهد عبد الرحمن، المشجعة التي خطفت الأضواء بتعبيرها المؤثر عن حزنها لخسارة الفريق في مباراة كأس السوبر، رغم تزامنه مع عيد ميلادها التاسع. هذه القصة التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد مدى الحب والارتباط العميق بين النادي وجماهيره، وتُظهر كيف يمكن لدمعة واحدة أن تُحدث فرقًا. شباب الأهلي لم يتردد في التواصل مع هذه المشجعة الصغيرة وتقديم فرحة لا تُنسى لها.

احتفال مؤثر بشمة: دلالة على وفاء “فرسان دبي” لجماهيرهم

بعد انتشار فيديو الطفلة شمة، الذي نشرته “الإمارات اليوم” خلال مباراة كأس السوبر المثيرة التي جمعت شباب الأهلي بالشارقة، والتي انتهت بفوز الأخير بنتيجة 3-2، لم يغب هذا المشهد عن أعين مسؤولي النادي. فقد عبّرت شمة عن خيبة أملها الكبيرة بخسارة فريقها في يوم عيد ميلادها، مما أثار تعاطفًا واسعًا بين رواد الإنترنت.

تفاعل النادي السريع مع قصة شمة

لم يمضِ وقت طويل حتى بادر نادي شباب الأهلي بالاتصال بوالد الطفلة، فهد عبد الرحمن، لتقديم التهنئة و دعوة شمة لحضور تدريبات الفريق. هذه اللفتة الكريمة لم تكن مجرد رد فعل عاطفي، بل تعبير صادق عن تقدير النادي لجماهيره، وخاصةً الصغار منهم. من الواضح أن النادي يحرص على بناء علاقة قوية وطويلة الأمد مع مشجعيه، وإشعارهم بأنهم جزء لا يتجزأ من كيان الفريق.

فرحة عودة.. كيف احتفل اللاعبون بشمة؟

وصلت شمة إلى مقر النادي، واستقبلها اللاعبون والجهاز الفني والإداري استقبالاً حافلاً. هذا الاحتفال العفوي عكس روح الفريق العالية، وحرصهم على إسعاد مشجعيهم. تم الاحتفال بعيد ميلاد شمة بتقطيع كعكة الميلاد، والتقاط الصور التذكارية مع اللاعبين والمدرب باولو سوزا، ولاعب الفريق يحيى الغساني، بالإضافة إلى صورة جماعية للفريق بأكمله.

وعود الأبطال: هدف واحد.. كأس السوبر!

لم يكتفِ اللاعبون بالاحتفال بشمة، بل تعدوه إلى تقديم وعود لها. فقد أكدوا لها أنهم سيبذلون قصارى جهدهم للفوز بكأس السوبر الإماراتي-القطري، وإهدائها هذا الفوز. وزادوا من حماسها من خلال دعوتها لمرافقتهم في قطر خلال شهر يناير لمساندتهم في المباراة، ووعدوها بأنهم سيعودون بالكأس، بل وأشاروا إلى أنهم قد يحضرون الكأس إلى منزلها!

كلمات من القلب.. رد فعل والد شمة

عبّر فهد عبد الرحمن، والد شمة، عن سعادته الغامرة بمبادرة النادي، موضحًا لصحيفة “الإمارات اليوم” أن تفاعل النادي كان مفاجئًا وسعيدًا للغاية بالنسبة لاسمائه. وأضاف أن اللاعبين تعاملوا مع شمة بكل حب وتقدير، وأن وعودهم بالفوز بكأس السوبر قد أسعدتها جدًا، وأكد أنه سيصطحبها بالتأكيد إلى قطر لمساندة الفريق. “اليوم شمة فرحت جداً، وبالتأكيد سأصطحبها معي إلى قطر”، هذا ما قاله الوالد بفخر.

قصة لمست القلوب.. صدى واسع في أوساط الجمهور

الفيديو المؤثر لشمة، والذي نشرته “الإمارات اليوم”، حصد آلاف المشاهدات والتعليقات، وتفاعل معه عدد كبير من محبي الكرة الإماراتية. الكلمات الصادقة التي نطقتها الطفلة، “اليوم عيد ميلادي، وما أريد أخسر يوم المباراة”، لامست مشاعر الكثيرين، وأثارت موجة من التعاطف والدعم. وطالب العديد من المتابعين إدارة النادي بتكريمها، والتعبير عن تقديرهم لوفائها وحبها للفريق. هذه القصة أثبتت أن كرة القدم الإماراتية تمتلك جمهورًا شغوفًا ومخلصًا، وأن الروح الرياضية لا تقتصر على اللاعبين، بل تمتد لتشمل المشجعين من جميع الأعمار.

شباب الأهلي: نموذج يحتذى به في المسؤولية الاجتماعية

إن احتفال شباب الأهلي بدبي بعيد ميلاد شمة ليس مجرد لفتة إنسانية، بل هو تعبير عن المسؤولية الاجتماعية للنادي تجاه جماهيره. هذه المبادرة تعكس قيم الوفاء والتقدير والاحترام التي يحرص النادي على ترسيخها في نفوس لاعبيه وجماهيره. كما أنها بمثابة رسالة إيجابية للجميع، بأن النجاح الحقيقي لا يقتصر على الفوز بالبطولات، بل يشمل أيضًا إسعاد الآخرين والمساهمة في بناء مجتمع أفضل. نأمل أن تكون هذه القصة مصدر إلهام للنوادي الرياضية الأخرى في دولة الإمارات، وأن تحذو حذو شباب الأهلي في الاهتمام بجماهيرها وتقديرهم. وقصة شمة، هي دليل قاطع على أن علاقة النادي بالجمهور هي أساس النجاح والاستمرارية.

شاركها.
Exit mobile version