الإعاقة لم تكن يوماً نهاية المطاف، بل بداية قصة كفاح وإصرار سطّرها البطل الإماراتي منصور النقبي، الذي تحوّل من مشجع يراقب التدريبات إلى نجم ساطع في كرة السلة على الكراسي المتحركة. هذه القصة الملهمة ليست مجرد انتصار رياضي، بل هي رسالة أمل وتحدٍ لكل من يواجه صعوبات في الحياة.

منصور النقبي: قصة إلهام من خورفكان إلى العالمية

بدأت رحلة منصور النقبي مع الرياضة من مقاعد المتابعة في نادي خورفكان، حيث كان يشاهد شقيقيه خميس وحمد وهما يتدربان على كرة السلة. على الرغم من تحديات الشلل الدماغي التي يواجهها، لم يفقد حبه لهذه الرياضة، بل سعى جاهداً للانضمام إلى عالمها. كانت رغبته قوية، لكن الفرصة لم تكن متاحة في البداية. لم يستسلم منصور، بل استمر في الحلم والتدريب الذاتي، مؤمناً بأن الإرادة تصنع المعجزات.

نقطة التحول: فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة

جاءت نقطة التحول في مسيرة منصور النقبي مع تأسيس فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة في نادي خورفكان. تحت إشراف المدرب المصري خالد عبدالقادر عبدة ومساعده جاسم الناعور، وجد منصور الدعم والتشجيع الذي يحتاجه لتطوير مهاراته وتحقيق طموحاته. هذا الدعم لم يكن مجرد تدريب فني، بل كان دعماً نفسياً ومعنوياً ساهم في بناء ثقته بنفسه. سرعان ما أصبح منصور لاعباً أساسياً في الفريق، ثم انضم إلى صفوف منتخب الإمارات، محققاً حلمه باللعب على المستوى الدولي.

حمل علم الإمارات في الألعاب البارالمبية الآسيوية للشباب

تُوّج مسيرة منصور النقبي المشرفة بحمل علم الإمارات في حفل افتتاح الألعاب البارالمبية الآسيوية للشباب «دبي 2025». هذا الشرف يعكس تقدير الدولة لإنجازاته وإيمانه بقدرات أصحاب الهمم. إن اختيار منصور لحمل العلم ليس مجرد تكريم شخصي، بل هو رمز للأمل والإلهام لجميع الشباب الإماراتي، وخاصةً ذوي الاحتياجات الخاصة.

طموحات تتجاوز الحدود: الاحتراف والدراسة

لم يقتصر طموح منصور النقبي على اللعب في الإمارات، بل تلقى دعوة للاحتراف في أحد الأندية الفرنسية المتخصصة في كرة السلة على الكراسي المتحركة. على الرغم من حماسه لهذه الفرصة، إلا أنه فضل البقاء في الإمارات، وذلك لرغبته في الاستمرار مع نادي خورفكان، ولرغبة عائلته في بقائه قريباً منهم. لم يثبط هذا الأمر عزيمته، بل دفعه إلى العمل والتدريب المكثف لتحسين مستواه الفني. بالإضافة إلى الرياضة، حرص منصور على إكمال دراسته الثانوية، مؤكداً أن الرياضة ساعدته على تحقيق التوازن بين الحياة الأكاديمية والرياضية.

رسالة ملهمة لأصحاب الهمم

يرى منصور النقبي أن مسيرته تمثل رسالة ملهمة لأصحاب الهمم، مؤكداً أن الحياة لا تتوقف عند التحديات، وأن الرياضة سلاح حقيقي لتخفيف المعاناة. يشدد على أن الطريق إلى النجاح يبدأ من الصفر، وأن الإصرار والعزيمة هما مفتاح تحقيق الأحلام. يؤمن منصور بأن كل شخص لديه القدرة على التغلب على الصعاب وتحقيق إنجازات عظيمة، بغض النظر عن الظروف التي يواجهها.

الدعم العائلي والمساندة الفنية

لم يكن نجاح منصور النقبي وليد الصدفة، بل هو نتاج دعم عائلته ومساندة مدربيه. يؤكد منصور على الدور الكبير الذي لعبه والده وشقيقاه خميس وحمد في تشجيعه ودعمه، بالإضافة إلى الدعم الفني والنفسي الذي تلقاه من المدرب خالد عبدالقادر عبدة ومساعده جاسم الناعور. هذا الدعم المتكامل ساهم في تطوره السريع وتحقيق إنجازات كبيرة مع نادي خورفكان ومنتخب الإمارات.

إنجازات وبطولات

حقق منصور النقبي مع نادي خورفكان لأصحاب الهمم لقب الدوري لأربعة مواسم متتالية منذ عام 2021، بالإضافة إلى المركز الثالث في بطولة غرب آسيا عام 2024، حيث كان نجماً البطولة. كما حقق الفريق ذهبية غرب آسيا قبل عامين، وبرونزية بطولة الخليج. هذه الإنجازات تعكس المستوى العالي الذي وصل إليه الفريق بفضل جهود اللاعبين والمدربين.

منصور النقبي ليس مجرد رياضي موهوب، بل هو رمز للأمل والإصرار، وقصة ملهمة تثبت أن الإعاقة ليست عائقاً أمام تحقيق الأحلام. إنه مثال يحتذى به لكل من يواجه تحديات في الحياة، ويدعو إلى الإيمان بالقدرات الذاتية والسعي نحو تحقيق الطموحات. ويأمل منصور في الحصول على فرصة عمل تساعده على الاستقرار، معرباً عن شكره لكل من دعمه وسانده في مسيرته الرياضية. الرياضة هي حق للجميع، ومنصور النقبي أثبت ذلك بجدارة. أصحاب الهمم قادرون على تحقيق المستحيل.

شاركها.
Exit mobile version