تطوير رياضة الدراجات في الإمارات: معسكر إسبانيا يمثل نقطة تحول للاعبين
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بتطوير مختلف الرياضات، وعلى رأسها رياضة الدراجات، وذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتقديم الدعم اللازم للرياضيين، وتنظيم معسكرات تدريبية خارجية تهدف إلى صقل مهاراتهم وزيادة قدرتهم التنافسية. يأتي المعسكر التدريبي الحالي المقام في مدينة جيرونا الإسبانية، والذي يستمر لمدة 14 يوماً، كجزء أساسي من هذه الجهود، مؤكداً التزام اتحاد الإمارات للدراجات برفع مستوى لاعبيها. هذا المعسكر ليس مجرد فترة تدريب، بل هو استثمار في مستقبل رياضة الدراجات الإماراتية.
أهمية المعسكرات الخارجية في تطوير الدراجين الإماراتيين
أكد المهندس منصور بوعصيبة، رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات للدراجات، أن هذا المعسكر يمثل جزءاً لا يتجزأ من الخطة الفنية الشاملة للاتحاد. يهدف المعسكر إلى تحقيق أقصى استفادة من الاحتكاك الخارجي، والتدريب في بيئة احترافية تعتبر من أهم مراكز الإعداد الأوروبية في مجال الدراجات.
جيرونا: وجهة مثالية للتدريب
تعتبر مدينة جيرونا الإسبانية وجهة مفضلة للعديد من فرق الدراجات المحترفة حول العالم، وذلك بفضل طبيعتها المتنوعة التي توفر مسارات تدريبية مثالية، سواء كانت طرقاً مستوية أو مرتفعات جبلية. كما أن المناخ المعتدل في جيرونا يسمح بإجراء التدريبات على مدار العام، مما يمنح اللاعبين فرصة للاستعداد بشكل كامل للمنافسات القادمة. هذه العوامل مجتمعة تجعل جيرونا بيئة مثالية لتطوير مهارات الدراجين وتحسين لياقتهم البدنية.
بناء جيل قادر على المنافسة
وأضاف بوعصيبة أن هذه المعسكرات ليست مجرد حلول قصيرة الأجل، بل هي استثمارات طويلة الأمد تصنع الفارق على المديين المتوسط والبعيد. فهي تمنح اللاعبين فرصة حقيقية للارتقاء بمستواهم الفني والبدني، وتكوين قاعدة قوية تمكنهم من تحقيق نتائج مشرفة في المحافل الإقليمية والدولية. الهدف الأسمى هو بناء جيل جديد من الدراجين الإماراتيين القادرين على المنافسة بقوة على الساحة العالمية.
اللاعبون المشاركون والإشراف الفني
يشارك في هذا المعسكر ثلاثة من أبرز لاعبي المنتخب الوطني، وهم: عبدالله الهاشمي من نادي الحمرية، وسلطان الحمادي من نادي خورفكان، وسيف الغاوي من نادي الشارقة. هؤلاء اللاعبون يمثلون نخبة من المواهب الشابة التي تسعى إلى تحقيق أحلامها في عالم الدراجات الهوائية.
برنامج تدريبي مكثف
يتم الإشراف على المعسكر من قبل المدرب الوطني أحمد المري، الذي يتولى مسؤولية متابعة تنفيذ البرنامج التدريبي اليومي، والتأكد من حصول اللاعبين على جميع الأدوات والموارد اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من المعسكر. يشمل البرنامج التدريبي مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك التدريبات البدنية، والتدريبات الفنية، والتدريبات التكتيكية، بالإضافة إلى جلسات تحليل الأداء.
دعم مجلس الشارقة الرياضي للمواهب الشابة
أثنى المهندس منصور بوعصيبة على الدور البارز الذي يقوم به مجلس الشارقة الرياضي في دعم لاعبي المنتخبات الوطنية الموهوبين، من خلال برنامج رعاية المواهب. هذا البرنامج يوفر للاعبين الدعم المالي والإداري والفني اللازم لمواصلة مسيرتهم الرياضية، وتحقيق طموحاتهم.
تمكين اللاعبين وتوفير الفرص
وأضاف بوعصيبة أن مجلس الشارقة الرياضي يحرص على رعاية المواهب وتمكينها من خوض تجارب احترافية نوعية تسهم في تطوير مستوياتهم الفنية والبدنية. هذا الدعم المتواصل يعكس التزام المجلس بتنمية الرياضة الإماراتية، وتشجيع الشباب على ممارسة النشاط الرياضي. إن دعم المجلس يمثل حافزاً كبيراً للاعبين، ويدفعهم إلى بذل قصارى جهدهم لتحقيق النجاح.
برنامج رعاية المواهب: رؤية مستقبلية
أكد رئيس اتحاد الإمارات للدراجات أن برنامج رعاية المواهب يستهدف دعم اللاعبين المختارين من المنتخبات الوطنية، من خلال توفير المعسكرات الخارجية، والبرامج الفنية المتخصصة، والمكافآت المالية التحفيزية. يهدف البرنامج إلى بناء جيل قادر على تمثيل دولة الإمارات بصورة مشرفة في المحافل الإقليمية والدولية، وتحقيق الإنجازات الرياضية التي ترفع اسم الوطن. بالإضافة إلى ذلك، يركز البرنامج على تطوير الجوانب الشخصية للاعبين، وتعزيز قيم الالتزام والانضباط والروح الرياضية.
مستقبل واعد لـ رياضة الدراجات في الإمارات
إن الاستثمار في تطوير الدراجات، وتنظيم المعسكرات التدريبية الخارجية، ودعم المواهب الشابة، كلها مؤشرات تدل على أن مستقبل رياضة الدراجات في الإمارات واعد ومشرق. من خلال هذه الجهود المتواصلة، تسعى دولة الإمارات إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً في مجال الدراجات، وأن تساهم في نشر ثقافة الرياضة والنشاط البدني في المجتمع. نتطلع إلى رؤية المزيد من الإنجازات التي يحققها أبطال الإمارات في عالم الدراجات، ونؤمن بأنهم قادرون على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.


