ودّع المنتخب الفلسطيني بطولة كأس العرب بحسرة بالغة، لكن برأس مرفوع، بعد تقديم أداء بطولي أمام المنتخب السعودي القوي. المواجهة التي جمعت بين الفريقين في الدور ربع النهائي مساء الخميس، انتهت بفوز صعب للأخضر السعودي بنتيجة 2-1 بعد التمديد، في مباراة شهدت ندية كبيرة وإثارة حتى اللحظات الأخيرة. هذا المقال يستعرض تفاصيل المباراة، الأداء الفلسطيني المتميز، والظروف التي أدت إلى الخروج من البطولة.
أداء الفدائي المشرف في كأس العرب
على الرغم من الخسارة، قدم المنتخب الفلسطيني أداءً استثنائياً أذهل الكثيرين، وأظهر للعالم قدرات كرة القدم الفلسطينية. لم يكن الفدائي مجرد خصم سهل للمنتخب السعودي، بل أرهقه وأجبره على بذل مجهود كبير لحسم التأهل. هذا الأداء المشرف يمثل نقطة تحول في مسيرة الكرة الفلسطينية، ويعزز الثقة بالنفس لدى اللاعبين والجماهير.
بداية حذرة وخطورة سعودية مبكرة
بدأت المباراة بحذر من كلا الفريقين، مع تفوق طفيف للمنتخب السعودي في الاستحواذ على الكرة. في الدقائق الأولى، حاول المنتخب السعودي تهديد مرمى الفدائي من خلال الكرات العرضية والتسديدات البعيدة، لكن الدفاع الفلسطيني كان متماسكاً ونجح في إبعاد الخطر. ففي الدقيقة التاسعة، أرسل مصعب البطاط كرة عرضية خطيرة، لكن المدافعين الفلسطينيين تمكنوا من تشتيتها. لاحقاً، سدد سالم الدوسري كرة قوية اصطدمت بالدفاع وتحولت إلى ركلة ركنية.
الهدوء يتبعه تهديد فلسطيني
بعد الدقائق الأولى الحذرة، بدأ المنتخب الفلسطيني في تنظيم صفوفه والضغط على حامل الكرة. في الدقيقة 28، أطلق المدافع حامد حمدان تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، لكنها ارتفعت فوق العارضة. هذه التسديدة كانت بمثابة إشارة تحذير للمنتخب السعودي، وأكدت أن الفدائي قادر على تهديد مرماه في أي لحظة. تجدر الإشارة إلى أن حمدان تلقى بطاقة صفراء قبل دقائق من تسديدته.
الشوط الثاني: التعادل السريع وندية مستمرة
مع بداية الشوط الثاني، استمر المنتخب الفلسطيني في أسلوبه القائم على التنظيم الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة. لكن، في الدقيقة 58، تمكن المنتخب السعودي من تسجيل الهدف الأول عن طريق ركلة جزاء، حصل عليها بعد عرقلة سالم الدوسري من قبل محمد صالح. نفذ فراس البريكان ركلة الجزاء بنجاح، ليتقدم الأخضر بهدف.
رد فعل فلسطيني سريع وهدف التعادل
لم يستسلم المنتخب الفلسطيني بعد تلقي الهدف، بل أظهر رد فعل سريعاً للغاية. في الدقيقة 64، تمكن عدي الدباغ من تسجيل هدف التعادل، بعد استقباله كرة عرضية متقنة بلمسة فنية رائعة، وتسديدها بيمناه داخل الشباك. هذا الهدف أشعل حماس اللاعبين الفلسطينيين، وزاد من صعوبة المهمة على المنتخب السعودي. كأس العرب شهدت بهذا الهدف تألقاً فردياً للاعب الدباغ.
التمديد: الفوارق البدنية تحسم المواجهة
مع نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، احتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين لحسم التأهل. خلال الشوطين الإضافيين، بدأت الفوارق البدنية تظهر لصالح المنتخب السعودي، الذي يتمتع بلاعبين أكثر خبرة ولياقة بدنية أعلى.
جدل حول ركلة جزاء ملغاة
في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، كاد المنتخب السعودي أن يحصل على ركلة جزاء أخرى، بعد لمسة يد من محمد صالح داخل منطقة الجزاء. لكن، بعد مراجعة تقنية الفيديو (VAR)، قرر الحكم المصري أمين عمر إلغاء القرار، لعدم وجود خطأ واضح.
هدف الفوز السعودي في الدقيقة 115
وفي الدقيقة 115، تمكن المنتخب السعودي من تسجيل هدف الفوز، عن طريق محمد كنو، الذي استقبل كرة عرضية مثالية من سالم الدوسري، وأودعها برأسه في الزاوية البعيدة عن الحارس رامي حمادة. بهذا الهدف، حسم الأخضر السعودي التأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب.
نهاية مشرفة ومستقبل واعد
على الرغم من الخسارة، يمكن القول إن المنتخب الفلسطيني قدم بطولة كأس العرب بأداء مشرف للغاية، وأظهر للعالم أنه قادر على المنافسة بقوة. الخروج من البطولة في الدور ربع النهائي يعتبر إنجازاً جيداً، ويجب أن يكون حافزاً للاعبين والجهاز الفني للمضي قدماً وتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل. المنتخب السعودي، على الرغم من الفوز، أدرك تماماً قوة المنافسة التي قدمها الفدائي. الآن، يتطلع المنتخب الفلسطيني إلى الاستعداد للبطولات القادمة، والعمل على تطوير أداء اللاعبين، وتعزيز الثقة بالنفس، من أجل تحقيق حلم الوصول إلى كأس العالم. الروح القتالية التي ظهرت في هذه البطولة، والالتزام الجماعي، هما أساس النجاح المستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاستفادة من الخبرات المكتسبة في هذه البطولة، والتركيز على نقاط القوة، ومعالجة نقاط الضعف. كرة القدم الفلسطينية لديها مستقبل واعد، وهذا الأداء في كأس العرب يؤكد ذلك.



