تعتبر بطولة كأس العالم لكرة القدم حدثًا عالميًا ينتظره الملايين بفارغ الصبر، ولا يقتصر التشويق على المباريات نفسها، بل يمتد ليشمل القرعة وتشكيل المجموعات التي تحمل في طياتها ذكريات وتوقعات. وقد أسفرت القرعة الخاصة بـ كأس العالم 2026، التي أقيمت مؤخرًا في واشنطن، عن مفارقات مثيرة وتكرار لسيناريوهات سابقة، مما أضفى على البطولة المقبلة نكهة خاصة. هذه التشكيلات ليست مجرد صدفة، بل تعكس تاريخًا من المنافسات الشديدة واللحظات الحاسمة.

مباراة الافتتاح: تكرار تاريخي بين المكسيك وجنوب أفريقيا

تم تحديد مباراة الافتتاح لـ بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 بشكل رسمي، وستجمع منتخب المكسيك، أحد الدول المضيفة، مع نظيره الجنوب أفريقي. هذه المواجهة ليست جديدة على عشاق كرة القدم، حيث سبق أن التقى المنتخبان في افتتاح كأس العالم 2010 الذي استضافته جنوب أفريقيا.

تلك المباراة التي أقيمت في جوهانسبرج انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، وشهدت تسجيل هدفًا تاريخيًا لجنوب أفريقيا عن طريق تشابالالا، بينما تمكن ماركيز من إدراك التعادل للمكسيك قبل نهاية المباراة. الآن، وبعد أكثر من 15 عامًا، يتكرر هذا اللقاء في نفس التاريخ، مما يثير حنين الذكريات وتوقعات بمباراة قوية ومثيرة.

المكسيك في المجموعة الأولى: تحديات وفرص

ستقام المباراة على ملعب أزتيكا الشهير في المكسيك، والذي يتسع لنحو 83 ألف متفرج. يتطلع الجمهور المكسيكي إلى دعم منتخبهم في هذه البطولة، خاصة وأنهم يلعبون على أرضهم. تضم المجموعة الأولى بجانب المكسيك، منتخبات كوريا الجنوبية وأحد المنتخبات المتأهلة عن الملحق الأوروبي (إيطاليا، ويلز، أيرلندا الشمالية، أو البوسنة).

قد تبدو هذه المجموعة في المتناول للمكسيك، ولكن المنافسة ستكون شرسة، خاصة وأن كوريا الجنوبية لديها خبرة في كأس العالم، والمنتخب الأوروبي المتأهل قد يكون قوة لا يستهان بها. لذا، فإن الفوز بمباراة الافتتاح سيكون له أهمية كبيرة في تحديد مسار المكسيك في البطولة.

الجزائر تواجه النمسا: ثأر قديم

لن تكون المفارقات مقتصرة على مباراة الافتتاح، بل تمتد لتشمل مجموعات أخرى. فقد وقع المنتخب الجزائري في المجموعة العاشرة إلى جانب النمسا والأرجنتين والأردن. هذا التشكيل يذكرنا بـ كأس العالم 1982 في إسبانيا، حيث لعب منتخب الجزائر مع النمسا في نفس المجموعة.

ولكن هذه المرة، ستكون المواجهة ذات طابع ثأري بالنسبة للجزائريين. ففي عام 1982، خسر المنتخب الجزائري أمام ألمانيا الغربية في مباراته الأخيرة، بسبب اتفاق غير معلن بين النمسا وألمانيا الغربية، مما أدى إلى إقصاء الجزائر على الرغم من فوزها التاريخي على تشيلي. الآن، ستتاح للجزائر فرصة لرد الدين للنمسا، وإثبات قوتها في هذه المجموعة الصعبة.

المغرب وتكرار سيناريو 1998

يواجه المنتخب المغربي أيضًا مجموعة مشابهة لتلك التي لعب فيها في كأس العالم 1998 في فرنسا. أوقعت القرعة المغرب في المجموعة الثالثة رفقة البرازيل واسكتلندا وهايتي. باستثناء هايتي، فإن نفس المجموعة تكررت في مونديال 98، مع وجود النرويج بدلاً منها.

في عام 1998، واجه المغرب سيناريو خروج مبكر، حيث تعادل مع النرويج وفازت البرازيل على اسكتلندا. وفي الجولة الثانية، تعادلت اسكتلندا مع النرويج وخسرت المغرب من البرازيل، مما أدى إلى تأهل البرازيل والنرويج على حساب المغرب. الآن، يأمل المغرب في تجنب تكرار هذا السيناريو، وتحقيق نتيجة أفضل في البطولة القادمة.

مفارقات أخرى تثير الحماس

بالإضافة إلى ما سبق، هناك مفارقات أخرى تثير الحماس وتزيد من قيمة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026. فمثلاً، ستواجه فرنسا السنغال بذكريات غير سعيدة، حيث خسرت فرنسا أمام السنغال في افتتاح كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. كما ستكرر السعودية مواجهتها مع أوروجواي، بعد الهزيمة التي تعرضت لها في دور المجموعات في كأس العالم 2018 في روسيا.

هذه المفارقات تضفي على البطولة المقبلة نكهة خاصة، وتجعلها أكثر إثارة وتشويقًا. كما أنها تذكرنا بتاريخ كأس العالم، واللحظات الحاسمة التي شهدتها هذه البطولة العريقة.

ختامًا: بطولة مليئة بالوعود

بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 تعد ببطولة مليئة بالإثارة والمفاجآت. القرعة كشفت عن مجموعات متوازنة وتحديات كبيرة للمنتخبات المشاركة. المفارقات والتكرار للسيناريوهات السابقة يضيفان إلى قيمة البطولة، ويجعلانها أكثر تشويقًا. نتمنى أن نشهد جميعًا بطولة ناجحة وممتعة، وأن تكون مليئة باللحظات التاريخية التي ستبقى في الذاكرة. تابعونا لمعرفة المزيد عن استعدادات المنتخبات، وتحليلات للمجموعات، وتغطية شاملة لجميع أحداث كأس العالم 2026.

شاركها.
Exit mobile version