في أمسية مشحونة بالعواطف والندية، شهدت بطولة كأس العرب لكرة القدم تطورات درامية خلال مباراة ربع النهائي المثيرة بين المنتخبين الأردني والعراقي. وبالرغم من الفوز المستحق للمنتخب الأردني بهدف نظيف، إلا أن المباراة لم تخلُ من لحظات القلق التي أثارت مخاوف جماهير كرة القدم، خاصةً بعد إصابة يزن النعيمات، نجم المنتخب الأردني، والتي ألقت بظلالها على مجريات اللعب. هذا الفوز يضع الأردن في مواجهة صعبة مع المنتخب السعودي في نصف النهائي، لكن السؤال يبقى: هل سيكون النعيمات جاهزاً لهذه المواجهة الحاسمة؟
تفاصيل مباراة الأردن والعراق: قلق بسبب إصابة يزن النعيمات
انطلقت المباراة على ملعب المدينة التعليمية في الدوحة وسط حضور جماهيري كبير، وشهدت الدقيقة الثامنة حادثاً أثار الرعب في قلوب محبي كرة القدم الأردنية. سقط يزن النعيمات على أرض الملعب بشكل مفاجئ، مما استدعى تدخل الطاقم الطبي على الفور. حاول النعيمات استكمال اللعب، لكن الألم كان واضحاً، واضطر المدرب جمال السلامي إلى استبداله باللاعب الشاب عودة الفاخوري في الدقيقة 14.
هذا التغيير غير المتوقع أحدث خللاً في التوازن الهجومي للمنتخب الأردني، وتسبب في تراجع ملحوظ في الأداء. استغل المنتخب العراقي هذا الارتباك، وتمكن من السيطرة على منطقة وسط الملعب، لكن دون أن ينجح في ترجمة هذه السيطرة إلى فرص تهديف حقيقية.
هدف المباراة الوحيد: تدخل تقنية الفيديو (VAR)
في الدقيقة 41، تمكن المنتخب الأردني من تسجيل هدف المباراة الوحيد عن طريق علي علوان، بعد احتساب ركلة جزاء لصالحهم. جاءت الركلة الجزاء نتيجة لمسة يد واضحة من المدافع العراقي مصطفى سعدوان، والتي لم يلحظها الحكم في البداية، قبل أن يتدخل تقنية الفيديو (VAR) لتغيير القرار. نفذ علوان الركلة بنجاح، مانحاً الأردن التقدم في النتيجة.
تأثير غياب النعيمات على أداء المنتخب الأردني
استمر تأثير غياب يزن النعيمات في الشوط الثاني، حيث مال الاستحواذ بشكل كبير لصالح المنتخب العراقي. واجه علي علوان صعوبة بالغة في تحمل المسؤولية الهجومية بمفرده، في ظل قلة الدعم من زملائه. ومع ذلك، قدم الدفاع الأردني أداءً صلباً بقيادة الحارس يزيد أبوليلى، وتمكن من الحفاظ على شباكه نظيفة، وخطف بطاقة التأهل إلى نصف النهائي.
الروح القتالية العالية للاعبين الأردنيين كانت عاملاً حاسماً في تحقيق هذا الفوز، خاصةً بعد الإصابة المؤلمة لنجمهم الأول. التركيز على الجانب الدفاعي و استغلال الفرص المتاحة كانا مفتاح النجاح.
موقف يزن النعيمات قبل مواجهة السعودية
على الرغم من الإصابة، أظهر يزن النعيمات روحاً رياضية عالية، ورفض التوجه مباشرة إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية. فضل النعيمات البقاء على دكة البدلاء لمؤازرة زملائه وتشجيعهم، قبل أن يخضع لفحوصات الرنين المغناطيسي بعد نهاية المباراة لتحديد مدى خطورة الإصابة، وإمكانية لحاقه بمواجهة المنتخب السعودي في نصف النهائي. النتائج ستكون حاسمة في تحديد خطة المدرب جمال السلامي للمباراة القادمة.
ردود فعل المدربين واللاعبين: دموع السلامي وإصرار النشامى
لم يتمالك المدرب المغربي جمال السلامي دموعه بعد صافرة نهاية المباراة، معبراً عن حزنه الشديد لإصابة يزن النعيمات. وأكد السلامي في المؤتمر الصحفي أن التأهل إلى نصف النهائي ليس له معنى بدون النعيمات، مشيداً في الوقت ذاته بالروح القتالية العالية التي أظهرها بقية اللاعبين، الذين كرسوا هذا الفوز لزميلهم المصاب.
أما اللاعبون الأردنيون، فقد أشادوا بأداء بعضهم البعض، وأكدوا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لمساندة النعيمات، وتحقيق الفوز في المباراة القادمة، من أجل إهدائه هذا الانتصار. كأس العرب تشهد منافسة قوية، والروح الجماعية تلعب دوراً كبيراً في تحديد المتأهلين.
نظرة إلى نصف النهائي: تحدي جديد ينتظر الأردن
الآن، يتطلع المنتخب الأردني إلى مواجهة المنتخب السعودي في نصف نهائي كأس العرب. ستكون هذه المباراة اختباراً حقيقياً لقدرات الفريق، خاصةً في ظل الغياب المحتمل لنجمه الأول يزن النعيمات. يتطلب التأهل إلى النهائي بذل جهد مضاعف، والتركيز على نقاط القوة، واستغلال نقاط الضعف في الفريق السعودي. التحضير الجيد لهذه المواجهة سيكون ضرورياً لتحقيق نتيجة إيجابية.
ختاماً، تبقى إصابة يزن النعيمات حديث الساعة في الأردن، ونتمنى له الشفاء العاجل والعودة القوية إلى الملاعب. الفوز على العراق كان مهماً، لكن التحدي الأكبر ينتظر المنتخب الأردني في نصف النهائي، حيث يسعى لتحقيق حلم التأهل إلى المباراة النهائية، وإسعاد جماهيره العاشقة. تابعونا لمزيد من التغطية الحصرية لـ بطولة كأس العرب ومستجدات إصابة النجم الأردني.


