تحت قبة ساحة الوصل بمدينة إكسبو دبي

عاش ضيوف المؤتمر العام الـ27 للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025» عرضاً مسرحياً موسيقياً مُلهماً مكوناً من أربع لوحات فنية، جسّدت حكاية نشأة دبي على ضفاف الخور. هذا العرض، الذي حمل عنوان «هذه هي دبي»، استخدم تقنيات ثنائية وثلاثية الأبعاد لرواية تاريخ الإمارة منذ تأسيسها عام 1833.

رحلة عبر تاريخ دبي

اصطحب عرض «هذه هي دبي» المسرحي الجمهور في رحلة مؤثرة عبر تاريخ دبي، منذ أن اتخذت قبيلة آل بوفلاسة قرار الرحيل من ليوا لبناء مستقبل أكثر استقراراً. وبوصولهم إلى الخور، وجدوا الماء والأرض الصالحة للحياة، ليبدأوا بناء البيوت من السعف. منذ ذلك الحين، بدأت تتشكل ملامح دبي. اللوحة الأولى من العرض جسدت هذه اللحظة التاريخية، حيث تم استخدام تقنيات عرض متقدمة لخلق تجربة بانورامية بزاوية 360 درجة.

نمو المجتمع وازدهاره

تناولت اللوحة الثانية رحلة الغوص والصيد، حيث بدأ المجتمع بالنمو، وصار البحر مصدر العيش الأول. كان الرجال يغادرون قبل الفجر للغوص بحثاً عن اللؤلؤ، ويقضون أسابيع في البحر، بينما تنتظرهم عائلاتهم على الساحل. هذه اللوحة أبرزت أهمية البحر في تشكيل هوية دبي وتاريخها. ومع نمو المجتمع، بدأت دبي في الانفتاح على العالم، وهو ما جسدته اللوحة الثالثة من العرض.

انفتاح دبي على العالم

احتفلت اللوحة الثالثة بانفتاح دبي على العالم، حيث بدأت السفن بالوصول إليها، وظهرت الأسواق الأولى فيها. تنوعت الثقافات واللغات والأصوات، مما جعل دبي مركزاً للتجارة والثقافة. العرض أوضح كيف تحولت دبي من مدينة ساحلية متواضعة إلى مركز نابض بالتجارة والثقافة والتبادل. اللوحة الرابعة من العرض ركّزت على دبي كمدينة استقرار وليس محطة مرور، حيث بُنيت المنازل الجديدة، وتكوّن مجتمع متنوع.

تقنيات العرض

استخدم العرض تقنيات متقدمة لتحقيق تجربة سمعية وبصرية فريدة. قبة ساحة الوصل، البالغ قطرها 130 متراً، تم تحويلها إلى لوحة بصرية مميزة باستخدام 252 جهاز عرض ليزر، وأكثر من 813 وحدة إضاءة. هذا بالإضافة إلى 27 مصفوفة صوتية وأكثر من 150 مكبراً متطوراً، مما غمر الجمهور بتجربة بانورامية بزاوية 360 درجة.

خلفية العمل

تولت إخراج العمل آمنة عبدالله أبوالهول، التي قادت فريقاً مكوناً من كوادر إماراتية وشركات عالمية. العمل استغرق أكثر من 100 ساعة من البروفات، وما يزيد على 380 ساعة من البحث التاريخي في معاهدات الخليج البحرية المبكرة، وسجلات مكتب الهند البريطاني، والأرشيف الإقليمي. هذا البحث التاريخي ساعد في تتبع مسار تحول دبي من مدينة ساحلية متواضعة إلى مركز نابض بالتجارة والثقافة.

خاتمة

عرض «هذه هي دبي» قدم تجربة فريدة لضيوف المؤتمر العام الـ27 للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025». من خلال استخدام تقنيات عرض متقدمة وتاريخ دبي الغني، تمكن العرض من نقل الجمهور في رحلة عبر تاريخ الإمارة. يمكن القول إن هذا العرض ليس فقط استعراضاً لتاريخ دبي، بل هو أيضاً شهادة على قدرة الإمارة على التطور والازدهار. مع استمرار دبي في النمو والتطور، يبقى تاريخها جزءاً لا يتجزأ من هويتها، وهو ما يعكس التناغم الفريد بين التراث والابتكار في هذه المدينة العالمية.

شاركها.
Exit mobile version